حديث الرئيس محمود عباس عن بدء خطوات عملية للمصالحة، وزيارة قطاع غزة، تحتاج الى خطوات عملية على الأرض بمنح المزيد من الحريات، وإغلاق ملف الاعتقال السياسي.
وتواصل أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالاتها واستدعاءاتها في محافظات الضفة المحتلة، على الرغم من حديث رئيسها محمود عباس عن رغبته في الوحدة، وعقد لقاء شارك فيه ممثلون عن حركتي حماس والجهاد.
وأعلن رئيس السلطة في خطابه عشية اعلان ترامب لصفقته، العمل على تغيير "الدور الوظيفي" للسلطة الفلسطينية، كرد على اعلان الصفقة.
وتواصل السلطة اعتقال اثنين من الاسرى المحررين من الجهاد الإسلامي "يونس الحروب" و"إسماعيل الحروب"، إضافة الى استدعاء كوادر أخرى في الحركة.
حالة التناقض بين سلوك السلطة وقولها، هي سيدة الموقف في قراءة واقعها، ما يدفع للتشكيك في مدى جديتها لمواجهة صفقة القرن، تبعا لمسؤولين سياسيين.
النائب في المجلس التشريعي عبد الرحمن زيدان أكدّ أن استمرار تمسك السلطة بتفاهمات أوسلو والتزاماتها الواردة فيه، في وقت يتحدث فيه عن مواجهة الصفقة مثير للحيرة والشك معا.
وقال زيدان في تصريح خاص بـ"الرسالة نت": "الاعتقال السياسي أحد مظاهر الدور الوظيفي الذي تحدث أبو مازن عن رغبته تغييره في خطابه عشية الإعلان عن صفقة ترامب، وهو دور امني هدفه حماية أمن (إسرائيل) من خلال التفاهمات والاعتقالات السياسية".
وذكر أنّ استمرار الاعتقال رغم الحديث عن رغبة عباس تغيير الدور الوظيفي، وجه من أوجه التناقض لدى السلطة، "أتمنى الا أكون مخدوعا بما يقال لكني انتظر الأفعال".
خليل عساف نائب رئيس لجنة الحريات بالضفة، أكد من جانبه أن استمرار الاعتقال السياسي في هذا الظرف الوطني الخطير الذي يتهدد بتصفية القضية الفلسطينية "تعبير واضح عن الخيانة والعمالة والشراكة في صفقة القرن".
وقال عساف في تصريح خاص بـ"الرسالة نت" أي اعتقال خارج القانون وعلى خلفية الرأي والانتماء السياسي تكريس لنهج الانقسام هدفه فقط مساعدة (إسرائيل) وامريكا في تصفية القضية".
ورأى عساف أن "الانقسام أعطى لأمريكا و(إسرائيل) وخونة العرب، المبررات الكاملة والكافية للاستمرار في غيهم وعدوانهم ضد القضية".
وختم بالقول: "نحن في مرحلة إما نكون فيها أو لا نكون ومطلوب من السلطة اليوم بكل وضوح التوقف عن الاعتقالات السياسية والإفراج الفوري عن المعتقلين".