جدّد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، الدكتور موسى أبو مرزوق، رفض حركته لخطة تصفية القضية الفلسطينية التي عرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمعروفة إعلامياً باسم «صفقة القرن»، مشدّدًا على أنّ «حماس» ستعمل على إفشال هذه الخطة بشكل كامل.
وأوضح أبو مرزوق، أنّ خيار رفض الصفقة لن يضيف خسارة جديدة للفلسطينيين، بل سيكسبهم مزيدًا من التمسك بحقوقهم وقضيتهم العادلة، و ما دام الصراع موجوداً فسيبقى الصهاينة قلقين وغير مستقرين ومستنفرين لأنهم لا يحتاجون إلا لهزيمة واحدة وكل الانتصارات التي يعتقدون أنهم قاموا بها لا تغني عنهم شيئًا .. اضاف: هذه المنطقة ستلفظ الغرباء عنها وكل محاولات السياسيين في المنطقة لن تجدي نفعًا، وإن نجحنا كفلسطينيين في المقاومة على الأرض ستحسم الصراع ولن تمر الصفقة.
وقال أبو مرزوق إنه يجب أن نعترف أننا نحن من يصنع مستقبلنا وأن الآخر يصنع مستقبله على حسابنا نحن أبناء الوطن ولنعلم أن صفقة القرن ليست قدرنا، وأننا سننتصر وستمر الموجة الاستعمارية الحالية كما مرت عبر التاريخ موجات استعمارية أعتى وأقوى من هذه الموجة.. وأن ديمومة الصراع لصالح قضيتنا وشعبنا وأن انهاء الصراع بتسوية سياسية سيكون الخاسر الأكبر منها هو نحن أبناء هذه الأمة من فلسطينيين وعرب وترك وفرس وكرد، والصراع سيحسم حتمًا لصالح الحق والعدل، مادمنا لم نستسلم ولم نساوم على حقنا ولو بشبر من الأرض وليس 73%.
اضاف : ان صفقة القرن هي املاء من طرف قوي على طرف ضعيف ولذلك يجب رفض هذه الصفقة فنحن لا نقبل الدنية ولا نرضى بالهزيمة والتفريط بحقوقنا معاذ الله.
وعن توقيت الصفقة وبهذا الشكل قال انه يعود لأربع أسباب:
1- السبب الأول أن الرئيس ترامب ونتنياهو مقدمين على انتخابات هذا العام، وهذا الموقف دعاية انتخابية على حساب العرب والفلسطينيين.
2- كلاهما يتعرض لمساءلات قانونية ويريدان الإفلات منها.
3- يريد ترامب كسر حلقة الديمقراطيين اليهود المعارضين له بمساعدة اليمين الإسرائيلي.. وهؤلا هم :
- Jerry Nadler رئيس اللجنة القضائية في الكونغرس
- Adam Schiff رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس
- Noah Feldman كبير مستشاري اللجنة القضائية.
- chuck schumer رئيس الأقلية الديمقراطي في مجلس الشيوخ.
- Gordom sondlaod سفير أمريكا في الاتحاد الأوروبي.
- Pamela S. Kavlans مستشارة اللجنة القضائية.
- Michael J. Gerhardt مستشار اللجنة القضائية.
- بالإضافة إلى الرئيس الاوكراني الذي جرت معه المكالمة وهو يهودي أيضًا.
4- الضعف العام في المنطقة والانقسام الفلسطيني والانصراف العربي والإسلامي عن قضية فلسطين.
وأوضح ابو مرزوق ان هنالك ثلاثة أبعاد للصفقة:
1- البعد السياسي:
أ- لا دولة فلسطينية مستقلة، صاحبة سيادة، بل دولة تحكم شعبًا ضعيفًا منزوع السلاح، دولة لا تواصل بين أجزائها، ولا يستطيع أحد وصفها ولا يعلم أولا حدود لها ولا تواصل مع عمقها العربي ولا بين بعضها البعض، ولا سيادة على الأرض أو السماء أو البحار وليست حرة في اقتصادها، دولة من حق أعدائها دخولها في أي وقت ولأي سبب وبدون اذن مسبق، دولة تحمل اسمًا بلا مضمون.
ب- القدس الموحدة عاصمة لدولة الاحتلال، يستطيع الفلسطينيون أن يصنعوا لهم عاصمة في أبو ديس ويسمونها عاصمة فلسطين وسيكافؤهم الأمريكان ببناء سفارة لهم فيها، والمسجد الأقصى تحت الرعاية الأردنية وحق العبادة مكفول للجميع أي لليهود والمسلمين (التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى).
ج- واللاجئون الفلسطينيون في الشتات 6.5 مليون لاجئ ليس لهم الحق في العودة لبلادهم وديارهم وعلى الدول المستضيفة لهم استيعابهم وحل مشاكلهم وأرض العرب واسعة لاستيعابهم وإلغاء كافة القرارات والمواثيق الدولية الخاصة بهم.
د- المرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة للأمم المتحدة لا مكان لها والمرجعية الوحيدة هي الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط.
2- البعد الأيديلوجي:
ينطلق هذا البعد من الفكرة الأوروبية البروتستانتية الاستعمارية في الأراضي الجديدة في القرن الثامن عشر ووليدتها الفكرة الصهيونية شعب بلا أرض إلى أرض بلا شعب أي ليس هنالك شعب فلسطيني ولكن عرب أتو من الصحراء وعليهم العودة إليها وان فلسطين منحة الرب لبني "إسرائيل"، وآبائهم هم من هجر الأرض منذ أربع آلاف سنة واليوم يعود الأحفاد إلى أرض الأجداد كحق طبيعي لهم، وهذا واضح في كلمات نتنياهو وهو يمثل اليمين المسيطر في دولة الاحتلال. حيث أشار إلى الوصايا العشر التي كانت في بيت لحم، وأشار إلى قبور ومقدسات آبائهم إبراهيم واسحق ويعقوب وسارة ثم الحق بهم يوسف، حيث اخترعوا له قبرًا هو قبر الشيخ يوسف دويكات ليحولوه كذبًا وزورًا قبر النبي يوسف، والهيكل في المسجد الأقصى هذا بالإضافة إلى حق اليهود بالهجرة إلى فلسطين، وحق المهاجرون من الدول العربية بالتعويض عن ممتلكاتهم في بلاد العرب.
ومن جانب آخر في البيت الأييض حيث البروتستانية التي تؤمن بجمع اليهود في فلسطين وإقامة الهيكل تمهيدًا لنزول المسيج ولهذا نجد الإدارة الامريكية حريصة على تعجيل الخطوات تمهيدًا لنزول المسيح.
3- البعد الجغرافي:
اعتبار الكيان الإسرائيلي الدولة المركز في منطقة الشرق الأوسط والمهيمن على موارد النفط والغاز والمضائق، ولا يسمح لأي دولة بالنهوض وامتلاك القوة ومن هنا نرى كيفية التعامل مع ايران حيث ممنوع لها امتلاك القوة المؤثرة على الكيان الصهيوني، فلا صواريخ ولا امتلاك لعلوم الذرة، وكيفية التعامل مع الدول العربية واستحداث عدو لها بعيدًا عن "إسرائيل” والإرهاب السني وايران الشيعية!.
ضم الجولان والأغوار والقدس وساحل البحر الميت والمستوطنات ومنابع المياه ومصادر الطاقة والمناطق الحيوية للأمن والطرق بين المستوطنات مما يشكل 30% من مساحة الضفة البالغة 5655 كم2 والقطاع 360 كم، مع العلم أن مساحة الضفة والقطاع تبلغ22% من مساحة فلسطين التاريخية البالغ 26.990 كم2، أي أن المتبقي للجزر الفلسطينية حوالي 16% من مساحة فلسطين التاريخية.
4- البعد الاقتصادي:
وهذا الشق الأساسي الذي يعتبرونه مكافئة للفلسطينيين على بيع وطنهم عبر خطط تنموية لرفع مستوى المعيشة وكذلك لتحسين الصحة ولخفض نسبة الوفيات واطالة الاعمار والزام الدول العربية بدفع هذه الأموال والمقدرة بـ 50 مليار دولار على مدى 10 سنوات، مع العلم أن ميزانية السلطة لعام 2019 تقدر بـ5 مليار دولار ومجمل الإيرادات 3.8 مليار دولار، والمساعدات الخارجية تغطي 1.2 مليار دولار.
وعن مخاوف حركة «حماس» من الصفقة؟ قال ابو مرزوق
قبل أن تذكر المخاوف المتعلقة بالصفقة أود أن أقول إننا على يقين من فشل الخطة الأمريكية للسلام أو ما تسمى بصفقة القرن لأن أي صفقة تحتاج إلى طرفين وفي المشهد هنالك طرف واحد وهو العدو الصهيوني وإدارة ترامب في جانب، وغياب الجانب الآخر وهو الفلسطيني، حتى وإن وجدوا شريكًا كما كان في اتفاقيات أوسلو فلن يكتب لها النجاح لأن الطرف الفلسطيني جاء مضطرًا إلى هذا الموقع، ولذا كان الحل على حساب حقوق الفلسطينيين في أرضهم وديارهم ومقدساتهم مما جعل فريق فلسطيني وآخر يقف في وجه الخطة ويواجهها حتى وصلت إلى انسداد حقيقي كما هو الآن وبقي الموقف الفلسطيني الذي يعبر عن كامل الحق الفلسطيني هو الأقوى في الساحة السياسية ونحن نقول أن مخاوفنا في أربع أبعاد لكن رغم ذلك سنقاتل ونقاوم ونصبر حتى ننتصر.
البعد الأول: الحفاظ على الأرض من المصادرة والتهويد وهدفنا القريب الاحتفاظ على ما نحن عليه في غزة والقدس وكامل الضفة كأرض فلسطينية وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، والهدف البعيد كل أرضنا الفلسطينية دون نقصان وهي ملك لشعبنا.
البعد الثاني: المقدسات والحفاظ عليها والرباط في أكنافها وبذل ما نستطيع للحفاظ عليها سواء القدس أو الخليل.
البعد الثالث: حقنا في العودة واصرارنا على البقاء والمقاومة وحق عودة اللاجئين حق مقدس وحق بقاء الفلسطيني على أرضه في الضفة والقطاع والقدس حق مقدس وعدم السماح لهجرة جديدة لأهلنا في فلسطين المحتلة في 48 حق مقدس.
والبعد الرابع: الحفاظ على حاضنتنا العربية والإسلامية مؤيدة لحقنا ومدافعة عن قضايانا ومقاومة للاختراق حتى تحرير أرضنا وعودة شعبنا، وهذا حق لنا عليهم والخطر الصهيوني لا يتوقف عند فلسطين وأهلها.
وفي رده حول كيف تمس «صفقة القرن» القضية الفلسطينية بشكل عام والقدس بشكل خاص؟ قال ابو مرزوق :
صفقة القرن هي الرؤيا الإسرائيلية اليمينية المهيمنة على الكيان الصهيوني اليوم وهي اخراج لرواية إسرائيلية غيبية غير ثابتة في التاريخ ولا يترتب عليها في العرف والقانون شيء، ولكن منطق القوة وغرورها لا منطق العدل والانصاف:
1- فهي لا ترى للفلسطيني الذي بقي على الأرض وآباءه وأجداده قبورهم شاهد على ملكيتهم للأرض حق فيها، وأن الرب أعطى يعقوب وبنيه هذه الأرض دون غيرهم ويدعون أنهم منذ 4 آلاف سنة كانوا مالكين لهذه الأرض وأخرجوا منها وهم يبحثون ليل نهار عن اثبات لروايتهم ولم يستطيعوا.
2- المسجد الأقصى بني على أنقاض الهيكل ولا بد لهم من إعادة بناء الهيكل وهم منذ 1919 يحفرون في جبل الزيتون ليجدوا دليل على زعمهم ولم يجدوا شيئًا وكل ما وجدوه هو دليل على الحضارة الإسلامية ومن قبلها الحضارة الرومانية.
3- وجود الفلسطينيين للاستخدام والخدمة ولا سيادة لهم على الأرض أو سماء أو بحار أو موارد وأن لا يتمكنوا من أي من أسباب القوة حتى يبقوا على حالهم الذي صمم لهم.
هذه هي صفقة القرن التي يريدون فرضها.
ما هي خطورة صفقة القرن على اللاجئين الفلسطينيين في الشتات؟
خطورة الصفة على اللاجئين باختصار هو الغاء حق الفلسطيني اللاجئ في العوة إلى أرضه ووطنه، والفلسطيني الموجود على أرضه ووطنه حقه بالإقامة فقط دون السيادة، وابعاد فلسطينيي 48 للدولة الفلسطينية المفترضة، لأن الأرض كلها ملك لليهود عطاءًا من الرب لهم منذ آلاف السنين ويستحسن أن بطلب الأحفاد تعويضًا عن غربتهم لهذه السنين بالإضافة إلى الضغط على الدول المستضيفة للاجئين لتوطينهم كما يفعل الأردن الآن مع من لجأ له،
ما هو المطلوب دوليًا واسلاميا وعربيًا وفلسطينية لمواجهة صفقة القرن؟
أولاً: فلسطينياً من خلال:
1- وقف المسار الموجود لدى م.ت.ف باعتباره المسؤول عما وصلنا إليه الآن التسوية السياسية في ظل الظروف الراهنة خسارة فادحة لقضيتنا الوطنية.
2- انهاء الارتباط بالاحتلال وسحب الاعتراف ووقف التنسيق الأمني وتحمل ما ينتج عن ذلك من تبعات.
3- إلغاء أوسلو.
4- وحدة وطنية ناجزة وبغض النظر عن الكيفية والآليات والأهداف، يجب أن نكون صفًا واحدًا حتى نبقى ونحافظ على قضيتنا من الضياع.
5- اعتماد برنامج وطني جامع يرتكز على مقاومة الاحتلال وتتكامل فيه الجهود وتنظم فيه القوى بعيدًا عن الهيمنة والانتهازية.
6- استنفار كل قوى شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده.
ثانياً: عربياً واسلامياً ودولياً من خلال:
1- دعم صمود شعبنا في القدس والضفة وغزة.
2- توفير امكانيات الدعم المباشر للعمل الفلسطيني الموحد.
3- عمل مؤتمرات فاعلة على المستوى العربي والإسلامي والدولي رفضًا لصفقة القرن ودعمًا للفلسطينيين.
4- رفع قضايانا لمجلس الأمن وللجمعية العامة للأمم المتحدة وللهيئات الدولية والإقليمية.
ما هو مستقبل القضية الفلسطينية في ضوء هذه الصفقة ومسارات التصدي لها؟
المستقبل للقضية الفلسطينية وكما كان الصراع موجودًا سيحسم لصالح الحق والعدل والانصاف وكل المشاريع التي مرت علينا وهي بالمئات، لم تغير من الواقع شيئًا وبقي الصراع والتدافع ولذلك هذه الصفقة ستلحق بما سبقها من صفقات ومشاريع، ونحن باقون مقاومون آملون بنصر الله وسيأتي وعده.
مادام الصراع موجودًا سيبقى الصهاينة قلقين وغير مستقرين ومستنفرين لأنهم لا يحتاجون إلا لهزيمة واحدة وكل الانتصارات التي يعتقدون أنهم قاموا بها لا تغني عنهم شيئًا وهذه المنطقة ستلفظ الغرباء عنها وكل محاولات السياسيين في المنطقة لن تجدي نفعًا، وإن نجحنا كفلسطينيين في المقاومة على الأرض ستحسم الصراع ولن تمر الصفقة.
شبكة «لاجئ نت»