قال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة إن اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة المنعقدة في جنيف حققت تقدما في قضايا عدة، مشيرا إلى أن القاهرة ستحتضن الأحد المقبل اجتماعات ستعنى بتفعيل المسار الاقتصادي في الأزمة الليبية.
وأضاف سلامة في مؤتمر صحفي في جنيف أنه يأمل أن تنتهي الاجتماعات غير المباشرة بين خمسة ضباط في قوات حكومة الوفاق الليبية، ومثلهم من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بتحويل الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار بين الطرفين.
وأشار المبعوث الأممي إلى أنه يأمل أيضا أن يؤدي الاتفاق المتوقع إلى إقناع القوى الأجنبية بوقف شحنات السلاح إلى طرفي الصراع الليبي.
واعترف سلامة بوجود نقاط اختلاف يسعى الطرفان إلى تقليصها، مؤكدا أن المفاوضات العسكرية التي بدأت منذ الاثنين الماضي ما زالت غير مباشرة.
اجتماعات القاهرة
من جانب آخر، ذكر المسؤول الأممي أن العاصمة المصرية ستحتضن الأحد المقبل اجتماعات ستعنى بتفعيل المسار الاقتصادي والمالي في انتظار تحديد ممثلين لطرفي النزاع لدفع المسار السياسي المتعثر، وفق تعبيره.
وتعقيبا على حديث سلامة عن الاجتماعات الاقتصادية المرتقبة في مصر، قال وزير العمل الليبي السابق محمد بلخير إن اختيار زمان ومكان هذه الاجتماعات "فيه استفزاز للمشاعر والوجدان الليبي في المنطقة الغربية من ليبيا"، موضحا أن ليبيين "فقدوا أطفالهم وقصفت بيوتهم بواسطة الطائرات المصرية".
وفي سياق متصل، قال غسان سلامة إن اتصالات تجري مع قيادات شركة النفط الوطنية الليبية حول استئناف تصدير وتوزيع العائدات التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد المحلي، وأضاف المتحدث نفسه أن الأمم المتحدة تتوقع أن يسلم زعماء قبائل شرقي ليبيا قائمة شروط لإعادة فتح موانئ النفط المغلقة.
إغلاق منشآت نفطية ليبية لا سيما موانئ تصديره كبد اقتصاد البلاد مليار دولار منذ 18 يناير/كانون الثاني الماضي (رويترز) |
وتقدر الخسائر الناتجة عن إغلاق كبرى موانئ تصدير النفط الليبية بنحو مليار دولار منذ اقتحام موالين لحفتر ميناء الزويتينة في 18 من الشهر الماضي.
المسار السياسي
وفي المسار السياسي، عبّر المبعوث الأممي إلى ليبيا عن أمله في مشاركة الشخصيات المدعوة من الجانبين في المسار السياسي في 26 فبراير/شباط الجاري في جنيف، موضحا أن "أحد الطرفين نجح في اختيار ممثليه، والآخر ما زال يجد صعوبة في ذلك".
يذكر أنه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، انعقد مؤتمر دولي حول ليبيا بالعاصمة الألمانية برلين، بمشاركة 12 دولة وأربع منظمات دولية وإقليمية، وكان أبرز بنود بيانه الختامي ضرورة الالتزام بوقف النار المعلن بمبادرة تركية روسية.
ومنذ 4 أبريل/نيسان 2019، تشن قوات حفتر هجوما واسعا على طرابلس (مقر حكومة الوفاق المعترف بها دوليا) بهدف السيطرة عليها، وقد خلف الهجوم خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، فضلا عن نزوح آلاف المدنيين.
المصدر : الجزيرة + وكالات