دفع جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس وصباح اليوم الخميس، بآلاف العناصر من قواته إلى القدس المحتلة وقام بنشر الحواجز في محيط البلدة القديمة وعلى مشارف المدينة لمنع الحافلات التي تقل آلاف المصلين من فلسطينيي الداخل من الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة.
وأكدت مصادر صحافية إسرائيلية أن قوات الاحتلال أوقفت منذ ساعات الصباح من اليوم الجمعة، عشرات الحافلات التي تقل مصلين فلسطينيين من الجليل والمثلث والنقب، على شارع 6 وعند مداخل المدينة وطالبتهم بأن يعودوا أدراجهم.
وسيّر الاحتلال، منذ الصباح، دوريات مكثفة في البلدة القديمة وعند بوابات المسجد الأقصى.
وزعم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن قوات الاحتلال أعادت المصلين من فلسطينيي الداخل، لأن "جهات معادية" قامت بتنظيم هذه القوافل، للوصول إلى المسجد الأقصى. وقال أردان للإذاعة: "منعنا وسنمنع كل محاولة للمساس بسيادتنا على القدس".
وتطرق أردان إلى تصريحات فلسطينية بأن السلطة الفلسطينية قلصت إلى الحد الأدنى التنسيق الأمني مع الاحتلال، قائلا: "يمكنهم إعلان ذلك كما يريدون، لكنهم يعرفون أن التنسيق الأمني هو الذي يحمي قيادات السلطة وأبو مازن وحركة فتح في البقاء في السلطة".
وذكر تقرير لموقع "يديعوت أحرونوت"، صباح اليوم الجمعة، أن قوات من شرطة الاحتلال انتشرت أيضا صباح الجمعة في باحات المسجد الأقصى المبارك.
منعت الشرطة الإسرائيلية حافلات تنقل مصلين من الجليل والمثلث من التوجه إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، فجر اليوم الجمعة. وأوقفت دوريات الشرطة الحافلات، وأعادتها إلى البلدات التي انطلقت منها. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الشرطة زعمها أن هؤلاء المصلين "هم جهات تحريضية يمكن أن يتسببوا بانعدام الهدوء".
واقتحمت قوات من شرطة الاحتلال الحرم القدسي قبل صلاة فجر اليوم. فيما أوقفت دورياتها حافلات تنقل المصلين من الجليل والمثلث، في شارع 6 وشوارع أخرى وعند مداخل القدس، وطالبتهم بالعودة من حيث أتوا.
وأكد مصلون على أنه لا حق للشرطة بالقيام بهذه الممارسات، واعتراض حرية العبادة، واتهموها بممارسة العقاب الجماعي. ويأتي ذلك استمرارا لقمع شرطة الاحتلال للمصلين في الحرم القدسي في أيام الجمعة، في الأسابيع الماضية.
وتسود أجواء متوترة في القدس المحتلة، وخاصة في البلدة القديمة، حيث انتشرت قوات الاحتلال بشكل واسع، واعتلت الأسطح وسور القدس، صباح اليوم، وذلك غداة سقوط ثلاثة شهداء بنيران الاحتلال في القدس وجنين، أمس.
وكانت الشرطة ووزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد إردان، قرروا أمس نشر قوات كبيرة من الشرطة في أنحاء البلاد عامة وفي القدس خاصة "من أجل الحفاظ على سيادتنا"، بحسب إردان.
ويوم الجمعة الماضي، خرج مئات الفلسطينيين من صلاة الفجر بما يشبه مسيرة، أطلقوا خلالها تكبيرات، وهو ما اعتبره الاحتلال "أعمال شغب"، وهاجمها. وتعتبر سلطات الاحتلال بأن ذلك يأتي على خلفية نشر تفاصيل خطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لتسوية مزعومة للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، المعروفة باسم "صفقة القرن"، التي تسعى إلى ضم غور الأردن والمستوطنات وتعتبر القدس المحتلة تحت "سيادة" إسرائيل.
ويرافق ذلك توترا أمنيا ملحوظا في الضفة الغربية، حيث سقط ثلاثة شهداء بنيران قوات الاحتلال، أمس وأول أمس.
وأقدم شاب مقدسي، قبيل فجر أمس، على تنفيذ عملية دهس لمجموعة تضم 14 من جنود الاحتلال في القدس. وقبل ظهر أمس، أطلق شادي بنا (44 عاما) من مدينة حيفا النار على شرطي عند باب الأسباط في القدس، ثم استشهد بعد إطلاق جنود الاحتلال النار عليه.
وتلا ذلك عملية إطلاق نار نفذها فلسطينيون، أسفرت عن إصابة أحد جنود الاحتلال غربي مدينة رام الله. وفي أعقاب تتالي هذه الأحداث، قرر جيش الاحتلال تعزيز قواته في أنحاء الضفة. ويذكر أن قوات الاحتلال قتلت شرطيا فلسطينيا، أمس، وأعلنت أنه قُتل "خطأ".