سيطرت قوات النظام السوري على بلدة سراقب بمحافظة إدلب آخر مواقع المعارضة، في حين حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وسط عمليات نزوح كبيرة تجاه الحدود التركية.
وذكرت وكالة الأناضول أن بلدة سراقب سقطت بيد قوات النظام بدعم من مليشيات موالية لإيران والطيران الروسي بعد اشتباكات مع قوات المعارضة المدعومة من قبل القوات التركية.
وقال مراسل الجزيرة إن قتيلا وعددا من الجرحى سقطوا في قصف مدفعي وصاروخي للنظام السوري على مدينة إدلب.
من جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن القوات التركية المنتشرة قرب مدينة سراقب، استهدفت بقصف صاروخي ومدفعي كثيف مواقع قوات النظام في محيط المدينة ومواقع أخرى، من بينها بلدة النيرب في ريف إدلب.
من جهته، قال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالن إن وفدا عسكريا روسيا سيصل إلى تركيا لمناقشة التطورات في إدلب مع الجانب التركي. وأضاف كالن أن تركيا ستقوم بكل ما يلزم لحماية الجنود الأتراك الموجودين في المنطقة، وأنها لن تنسحب من نقاط المراقبة أو تغيّر أماكن تمركزها.
من جانبها، قالت الخارجية الروسية إن تصاعد التوتر والعنف في إدلب صار يشكل خطرا كبيرا. وأضافت أنه في يناير/كانون الثاني الماضي، لقي عدد من العسكريين الروس والأتراك مصرعهم بشكل مأساوي.
وذكرت أن من وصفتهم بالإرهابيين شنوا ألف هجوم خلال أسبوعين فقط من الشهر الماضي، مما أدى إلى مقتل عسكريين روس وأتراك.
وأشارت إلى أن محاولات مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم باستخدام طائرات مسيرة لم تتوقف، وأضافت أنها تواصل التنسيق الوثيق مع تركيا وإيران بخصوص سوريا.
من جهته، قال الكرملين إن من غير المستبعد عقد قمة قريبة بين الرئيسين التركي رجب طيب أدروغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ولكن لا مواعيد محددة لذلك بعد.
تحذيرات أممية
وفي هذا الأثناء ناشد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون جميع الأطراف إنهاء الأعمال العدائية في إدلب والتعاون لحلحلة الوضع هناك.
وحذر بيدرسون في إحاطته أمام مجلس الأمن الدولي من كارثة إنسانية جراء استمرار أعمال العنف.
بدوره أكد مارك لوكوك، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أمس الخميس، أن الحل الوحيد للأزمة الإنسانية في إدلب يكمن في وقف فوري للقتال.
وقال لوكوك -في إفادة قدمها لمجلس الأمن من جنيف عبر دائرة تلفزيونية مغلقة- إن الأمم المتحدة وثقت بالأيام الخمسة الأخيرة مقتل 49 مدنيا في إدلب شمال غربي سوريا.
ولفت إلى أن أكثر من 95% من حالات الموت في صفوف المدنيين هي في مناطق لا تخضع لسيطرة الحكومة السورية، موضحا أن التقديرات الأممية تشير لنزوح أكثر من 586 ألف شخص خلال الشهرين الماضيين، غالبيتهم من الأطفال، ومنذ الأول من ديسمبر/كانون الأول الماضي، نزح أكثر من 300 ألف طفل بالمنطقة.
اعلان
وشدد على أنه تجري الآن محاولات مع روسيا بغية الاتفاق على وقف مؤقت للأعمال القتالية على طول طرق محددة سلفا، للسماح للفارين بالوصول إلى الأمان المؤقت.
المصدر : الجزيرة + وكالات