"يا أم الشهيد نيالك ياريت ابني بدالك، الله أكبر" هذا ما ردده جموع المشيعين للشهيد يزن أبو طبيخ – 19 عاما – حينما زفوه إلى أمه شهيدا بعدما أصيب برصاص الاحتلال خلال مواجهات اندلعت بين الشبان والجنود.
حاول المسعفون في مستشفى "خليل سليمان الحكومي" إنقاذ حياة "أبو طبيخ" لكن دون فائدة، فالرصاصة استقرت في صدره، بعد اشتباكات حادة وقعت حينما تقدمت دبابات وجرافات الاحتلال العسكرية وداهمت حي البساتين في مدينة جنين وحاصرت منزل جمال القمبع وهدمته في حين تصدى الشباب لعملية الهدم وخاضوا مواجهات عنيفة.
وكان ابن مخيم جنين برفقة الشباب المشاركين في الاشتباك، وقتئذ أصيب عدد من الشبان، لكن إصابة "أبو طبيخ" جعلته شهيدا، وخلال عملية المواجهة صدحت سماعات المساجد بالقران الكريم بشكل موحد.
قرار المحكمة العليا (الإسرائيلية) بإعادة هدم منزل والد الأسير القسامي أحمد القمبع من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، بالإضافة إلى رفض التماس تقدم به مركز القدس للمساعدة القانونية لوقف قرار الهدم، صب الزيت على النار ودفعت الشبان للخروج لمواجهة الدبابات (الإسرائيلية).
يذكر أن اسم الأسير أحمد القمبع ارتبط بالشهيد أحمد جرار حيث تتهمه (إسرائيل) بالمشاركة مع جرار في قتل حاخام كبير والمشاركة في 8 عمليات إطلاق نار واعتقل فور ملاحقة الشهيد جرار قبل عامين.
أما شهيد الفجر "أبو طبيخ" كما أطلق عليه سكان مخيم جنين، فهو كان ملتحقا بجامعة الاستقلال لدراسة العلوم الأمنية برتبة رقيب أول، فيما لقبه أقرانه بـ "الشرس" من شدة حبه للوطن، وكان متلهفا للحصول على شهادته للالتحاق بالأجهزة الأمنية، لكنه سرعان ما ظفر بالشهادة فجر اليوم.
قبل صلاة الجنازة عليه، وقفت والدته "رنا أبو طبيخ" وهي معلمة، تهمس في أذنه وسط الجموع وتقبل وجنتيه، وكان شباب الضفة من خلفها يهتفون "خلي العالم كله يشوف، عمليات وخطف وجنود (..) يا أم الشهيد وزغردي " وكانت النسوة من حولها يطلقن الزغاريد.
ليكمل الشباب هتافهم للشرس "يزن": في سبيل الله قمنا فليعد للأقصى عزه ولترق منا الدماء (..) يا عمر يا ابن الطاب جبنالك يزن شيخ الشباب" وكانت أمه تردد معهم لكنها لم تتمالك نفسها فهو ابنها الذي طالما حلمت بتخرجه الجامعي وهو يرتدي بزته العسكرية.
يذكر أنه منذ الإعلان عن "صفقة القرن" تندلع مواجهات يومية في الضفة المحتلة، وسط تعزيزات عسكرية للاحتلال، حيث تخشى الأجهزة الأمنية (الإسرائيلية) من تصاعد المواجهات، لاسيما عقب استشهاد محمد الحداد – 17 عاما- وهو الشهيد الأول بعد إعلان الصفقة، فقد قنصه جندي في قلبه قرب منطقة باب الزاوية في مدينة الخليل.
وكانت (هيئة البث الإسرائيلية كان) لفتت إلى أن هناك قلق يراود قيادات في الجيش من إمكانية اتساع رقعة الاحتجاجات التي انطلقت بعد الإعلان عن "صفقة القرن".
وذكرت القناة أنه على الرغم من الإعلان عن "أيام غضب" بين الفلسطينيين عقب الإعلان عن "صفقة القرن"، إلا أن المواجهات حافظت على حالة من الهدوء النسبي" وتركزت في محيط مدينة الخليل، مبينة أن استشهاد الحداد ينذر بإمكانية اتساع الاحتجاج ليعم مناطق مختلفة في الضفة.