قال مستشرقون إسرائيليون إن "اللقاء الذي جمع الزعيم السوداني عبد الفتاح البرهان مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أوغندا لا يلغي التاريخ العدائي الطويل بين البلدين، فنحن أمام بلد توجد فيه توجهات إسلامية قوية جدا، وكان إلى وقت قريب من أشد داعمي حماس، وارتبط معها بعلاقات متينة، فضلا عن اتصالاته الوثيقة مع إيران".
وأضاف تسفي يحزكيلي، الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، في حوار مع صحيفة معاريف، أن "السودان كانت مصنفة إلى وقت قريب دولة معادية، شاركت في جميع الحروب ضد إسرائيل، بدءا بحرب عام 1948 وحرب الأيام الستة 1967، وفي السنوات الأخيرة هاجمتها طائرات إسرائيلية؛ لمنع إرسال شحنات أسلحة من سيناء إلى قطاع غزة، وهذا أمر غير مسبوق".
وأكد أن "السودان تعرض لهجوم لاغتيال أسامة بن لادن، الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، وشكل أحد أركان المحور المعادي لأمريكا في الشرق الأوسط، وهو الدولة العربية الأولى التي شهدت ثورة ضد البريطانيين، وحكمه نظام إسلامي، وفيه حاضنة للمنظمات الإسلامية، ورعى اتفاق الخرطوم 1995 بين حماس والسلطة الفلسطينية، وبعدها بعام واحد نفذت حماس عملياتها الانتحارية ضد إسرائيل، حيث كان البلد المضيف لحماس".
وأشار إلى أن "النظام الحاكم في السودان اليوم هو عسكري، وفهم مثل كل دولة في أفريقيا أنه مطالب للمفاضلة بين المحورين؛ الإيراني أو السعودي، في ظل وجود الحرب الطاحنة بينهما، واليوم يستطيع نتنياهو أن يفاخر بأنه يقود سياسته العالمية، وليست الغربية فقط، بل والعربية أيضا، ويستحق الثناء على ذلك".
وختم بالقول إن "لدينا اليوم صفقة القرن التي تطوي لاءات قمة الخرطوم لعام 1967، ومنها عدم التفاوض مع إسرائيل، واليوم انظروا ماذا جرى، ليس هناك أي دولة عربية داعمة للفلسطينيين، باستثناء أردوغان الذي يدعم حماس بعض الشيء، لا توجد دولة عربية تفعل الأمر ذاته، أما السودان فتريد الانتباه لمصالحها؛ كي يكون لها مستقبل أفضل، لذلك اتجهت نحو قوة إقليمية مثل إسرائيل".
يارون فريدمان، المستشرق الإسرائيلي، استغل الحديث عن العلاقات الإسرائيلية السودانية بالإشارة إلى "التطبيع الجاري مع إسرائيل في شمال أفريقيا، لاسيما المغرب وتونس، اللتين بدأتا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في سنوات التسعينات عقب اتفاق أوسلو، لكنها تراجعت رويدا رويدا مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، ومع ذلك فإن آلاف الإسرائيليين يواصلون السفر إليهما ضمن أفواج سياحية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، أن "هاتين الدولتين فيهما قوى سياسية داعمة ومعارضة للتطبيع مع إسرائيل، المغرب قطع علاقاته بإيران في 2018، وتقارب مع السعودية، للبحث عن طريقة لفرض سيادته على الصحراء الغربية، والملك المغربي يواجه ضغوطا أمريكية للتطبيع مع إسرائيل، لكنه يخشى من احتجاجات شعبية داخلية على غرار ما شهدته الدول العربية في العقد المنصرم".
وأشار إلى أنه "في تونس انتخب مؤخرا الرئيس قيس سعيد، صاحب المواقف الفلسطينية المعارضة للتطبيع، بل يعتبره خيانة، لكن وزراء السياحة التونسيين، بمن فيهم الحالي، يقيمون اتصالات دائمة مع نظرائهم الإسرائيليين، وفي ليبيا اقترح مؤخرا وزير خارجية حكومة الجنرال خليفة حفتر تطبيع العلاقات مع إسرائيل؛ أملا بالحصول على دعم أمريكي في الحرب الأهلية الدائرة هناك، وبقيت الجزائر وحدها ترفض التطبيع مع إسرائيل".
وختم بالقول إن "العالم العربي ينقسم في علاقاته مع إسرائيل إلى ثلاثة أنواع: الأول يقيم اتصالات رسمية ودبلوماسية معها وهما مصر والأردن، والثاني تقيم اتصالات اقتصادية بمستويات مختلفة دون علاقات دبلوماسية مثل المغرب وتونس وقطر والإمارات والبحرين. أما الثالث، فما زال يرفص أي علاقات مع إسرائيل".
خبراء إسرائيليون: لقاء البرهان لا يلغي عداءنا الطويل مع السودان
الرسالة نت - وكالات