أكدّ سياسيون، ضرورة التحرك الميداني وتوحيد كل الطاقات والجهود، والسعي لإنشاء قيادة وطنية موحدة لإدارة مواجهة صفقة القرن.
جاء ذلك في ندوة سياسية، نظمها مركز حضارات للدراسات السياسية والاستراتيجية، بغزة، اليوم الثلاثاء، حملت عنوان (صفقة القرن.. التحديات والمواجهة).
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، خالد البطش، أكدّ بدوره ضرورة التحرك الميداني في الشوارع بالضفة والقدس وغزة وأراضي عام 48 وفي الشتات، وتوحيد كل الطاقات والجهود الفلسطينية، وفق ما نقل موقع حركة (الجهاد الإسلامي).
وشددّ البطش على ضرورة البدء فوراً بإجراءات استعادة الوحدة الوطنية، داعياً الرئيس محمود عباس، لعقد لقاء عاجل، يجمع الأمناء العامين للفصائل، والقوى، يبحث التحديات الراهنة للقضية الفلسطينية، ومن ثم الخروح من الاتفاقيات مع العدو الصهيوني، وسحب الاعتراف بدولة الاحتلال، وإلغاء اتفاق أوسلو، ووقف التنسيق الأمني، وتطبيق القرارات الوطنية.
ودعا منسق القوى الوطنية والإسلامية في غزة، الدول العربية، أن تستفيد من قوتها، لأن التهديد الحالي لا يستهدف الفلسطينيين وحدهم، بل سيؤدي إلى تقسيم الدول التي تقول عن نفسها إنها ذات سيادة، مشدداً على ضرورة أن تطور هذه الدول من مواقفها، وتساند القضية الفلسطينية.
وحثّ شعوب الأمة العربية، على البدء بخطوات احتجاجية، وأن تغلق سفارات أمريكا في بلادها، وتطرد السفراء، وتغلق القنصليات، وتوقف كل العلاقات التجارية والاقتصادية مع الولايات المتحدة، وترفع الحصار عن قطاع غزة، وتؤيد الشعب الفلسطيني في مواجهة مشروع تصفية قضيته، وتعزز صمود المقدسيين.
وجدد البطش التأكيد على رفض (صفقة القرن)، وعدم السماح لأحد بقبولها، أو تحويل الفلسطينيين إلى (هنود حمر جدد) مستهجناً إصرار بعض الأطراف العربية على التواطؤ مع الإدارة الأمريكية، لتصفية القضية الفلسطينية.
وطالب، المجتمع الدولي بحماية منظومة القيم الدولية، التي نسفتها صفقة ترامب، معتبراً الشرعية الدولية، أداة في يد الاحتلال (لا نصدقها ولا نثق بها).
قيادة موحدة
بدوره، أكدّ عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر، ضرورة العمل على تشكيل قيادة وطنية موحدة تدير أدوات مواجهة صفقة القرن.
وقال مزهر إن: "ترمب بإعلانه عن صفقة القرن لم يكن ليعلن عن نبتة شيطانية، وإنما أعلن عن استكمال مسار التسوية، معتبرًا أن الصفقة نتيجة طبيعية لاتفاقيات أوسلو التي تحدث مؤسسوها من القادة الإسرائيليين عن محدداتها قبل سنوات".
وأضاف مزهر "أن مجريات وتطبيقات الصفقة ليست حديثة وأنه تم الإعلان لاستكمال مشروع السيطرة وتصفية القضية بتواطؤ عربي".
وتابع مستنكرًا الموقف الفلسطيني الرسمي "حتى اللحظة لم يتغير شيء على الواقع، هناك حديث وخطابات وتهديدات لكن لا يوجد أي خطوات عملية لمواجهة الصفقة".
كما قال: "كل ما يجري هو مراهنات لتضييع الوقت إلى حين إجراء الانتخابات الإسرائيلية وتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة لمعرفة إذا ما كان هناك مسار لتسوية جديدة في حينه".
وجزم بالقول "لذلك سيستمر هذا الواقع لما بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية وربما يستمر حرق الوقت إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية أيضًا في نوفمبر القادم،".
وعن علاقة ملف التهدئة بالصفقة، قال مزهر "إن إسرائيل تحاول تبريد جبهة غزة في محاولة لتقديم تحسينات لها، لكننا نقول إنه لا يمكن فصل غزة عن الضفة والقدس، وهذا التبريد في مهب الريح في ظل محاولات الضم وفي ظل ما يجري في القدس والضفة".
وشدد على أنه لن يتم السماح للاحتلال بالتطاول على سلاح المقاومة، وأن غزة لن تكون جزءًا من هذه الصفقة.
وجدد تأكيده على أن المواجهة والانتفاضة الشاملة بما فيها الاشتباك المباشر هي الخيار لمواجهة هذه الصفقة، معتبرًا أن الضفة الغربية والقدس هما مركز الصراع لأن الاحتلال يعتبرها أرض الميعاد".
كما عدّ أنه بتحقيق الوحدة الوطنية لا يمكن أن نفشل، ويد المبادرة هي يد أبو مازن، عليه أن يدعو لاجتماع قيادي وعلى مستوى الإطار القيادي للمنظمة لبحث ورسم مسار جديد ومجرى جديد يؤسس للوحدة ويعيد بناء المنظمة على أسس وطنية وديمقراطية تعددية بعيداً عن التفرد والاقصاء من أي طرف كان".
يتبع،،