بزيارة وفد وزارة التنمية الاجتماعية القادم من رام الله للوزارة بغزة، تبدأ جدر المقاطعة بين شقي الوزارة بالذوبان، بعد أشهر من وقف رام الله لتعاملاتها مع الوزارة بغزة بما يشمل البرنامج الوطني للحماية الاجتماعية.
وفي تفاصيل الموقف، أفاد مصدر مسؤول في وزارة التنمية الاجتماعية بغزة لـ"الرسالة" أن وفدا مسؤولا من الوزارة برام الله برئاسة الوكيل المساعد لشؤون مديريات قطاع غزة أكرم الحافي وعدد من المسؤولين، زار الوزارة بغزة التقى بالمسؤولين فيها على رأسهم الوكيل غازي حمد.
وأوضح المصدر ذاته أنه جرى الاتفاق خلال اللقاء على تنسيق العمل بين كوادر الوزارة في رام الله وغزة بما يضمن الحفاظ على مصالح المواطنين المستفيدين من عمل الوزارة، بالإضافة إلى التحضير لصرف الدفعة المالية المقبلة مع إلغاء حجب عشرات الأسر التي لم تتلق مخصصاتها المالية في الدفعة الأخيرة.
وبيّن المصدر أن أجواءً من الإيجابية سادت اللقاء الذي يمثل بداية لمرحلة جديدة من العمل المشترك بين شقي الوزارة في رام الله وغزة، على أمل أن يستمر التواصل بين الإدارات المختلفة خلال الأيام المقبلة، بما يعيد العمل في الاتجاه الصحيح كما كان الحال في السنوات الماضية.
وأكد المصدر أن أول القرارات الصادرة عن الوزارة برام الله في أعقاب الاجتماع مع الوزارة بغزة تمثل في إعادة فتح البرنامج الوطني للحماية الاجتماعية بعد إغلاق منذ منتصف العام الماضي، وهذا ما تم فعليا على شاشات البرنامج في أروقة الوزارة بغزة اليوم الإثنين، بالإضافة إلى قرار بعودة عدد من الموظفين التابعين لرام الله للعمل ضمن إدارات الوزارة بغزة.
يشار إلى أن الوفد وصل مساء أمس قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون/ايرز، وضم من الإدارة العامة لمكافحة الفقر خالد البرغوثي وحمدي عرفات، والإدارة العامة للشؤون الإدارية ماهر حلايقة وخير الدين البرغوثي، والشؤون المالية أشرف البرغوثي، ودائرة الحاسوب عماد أبو خديجة.
من جهته، قال الوكيل المساعد لشؤون المديريات في قطاع غزة أكرم الحافي الذي يقود الوفد القادم من رام الله، أن هذه الزيارة تأتي في ظل الاتفاق التجريبي في مرحلة أولى، وبحال تم ذلك بنجاح ودون معيقات، سيبدأ بتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بشكل عاجل.
وأوضح الحافي أنه نظرا لارتباط برنامج التحويلات النقدية بالعمل الميداني للمديريات الجنوبية، خصوصا في ظل التحضير للدفعة القادمة وتجهيز القوائم وتحديدا قوائم الانتظار التي مر عليها شهور وسنوات ما يتطلب تحديث البيانات، وبناء على تعليمات الوزير وتحقيقا لمصلحة أهلنا بغزة، جاء الوفد للبناء على ذلك والعمل باتجاه تصحيح الأمور.
وقال الحافي: "توجد فجوة كبيرة بالعمل ما بين الضفة وغزة، نتيجة الانقطاع لسنوات طويلة، ونحن الآن بصدد تحديث استراتيجية الوزارة بقطاع التنمية الاجتماعية، وما رافقه من إقرار مفهوم الفقر متعدد الأبعاد، وإدارة الحالة التي تعمل عليها الوزارة، مما يتطلب أن تكون غزة جزءا أساسيا من عملية التحديث، الأمر الذي سينعكس على الخدمات والبرامج المقدمة لأهلنا بالقطاع".
وتطرق الحافي لبيانات الدفعة النقدية الأخيرة، وحالات الحجب التي طالت بعض الأسر، مؤكدا أنه سيتم مراجعتها، وإعادة النظر بها، مع الأخذ بعين الاعتبار الأسر التي لديها دخل محدود، والتي لديها حالات مرضية متعددة، وإدخالها على البرنامج.
وأكد على إعادة فتح النظام، وربط بعض الأسر المستحقة، بالمقابل إخراج الأسر التي لا تستحق بما يحقق الإنصاف في التوزيع، موضحا أن الوفد سيبحث حصر الاحتياج للمديريات في غزة، وتدريب الموظفين ميدانيا، بما يمكنهم من القيام بعمل الوزارة بدقة ومصداقية، الأمر الذي يتيح المجال نحو خدمة الفئات الفقيرة والمهمشة، بالإضافة إلى إرجاع عدد من الموظفين للعمل بمقر الوزارة والميدان.