حالة من الغضب عمت أوساط الفلسطينيين والمناصرين لقضيتهم قبل أيام قليلة، لاسيما في الأردن بعدما أعلن أنه سيعقد في العاصمة عمان ورشة شبابية استشارية إقليمية بمشاركة إسرائيليين بدءا من 24 فبراير وحتى الأول من مارس المقبل ويشترط للمشاركة أن يكون سن المرشحين لحضورها بين 18 و35 سنة.
وسيشارك في ورشة "رؤية المتوسط 2030" منظمات ومؤسسات مجتمع مدني مختارة من (الأردن، ومصر، وفلسطين، وسوريا، ولبنان، والجاليات العربية، إضافة لمشاركين من الكيان الصهيوني المحتل) بتنظيم من الاتحاد الأوروبي.
وبحسب "الحوار المتوسطي للحقوق والمساواة الممول من الاتحاد الأوروبي" المنظم للورشة، ستضم الورشة ثلاثين ممثلا عن منظّمات المجتمع المدني وقطاعات وهيئات أخرى ذات اهتمام إقليمي، حاملة لمشاريع عابرة للحدود الوطنيّة.
وذكر د. باسم نعيم عضو مكتب العلاقات الدولية في حركة حماس، ورئيس حملة المقاطعة-فلسطين، أن الدعوة التي وجهت للاحتلال الإسرائيلي لحضور ورشة رؤية المتوسط 2030 برعاية الاتحاد الأوربي دعما لمصطلحهم "دول البحر المتوسط" الذي بدؤوا بترويجه منذ تسعينات القرن لتجنب تسمية المنطقة العربية او الإسلامية ويسهل بالتالي دمج (إسرائيل) في المعادلة.
وأوضح نعيم خلال حديثه "للرسالة" أن دمج أوروبا وأمريكا لـ (إسرائيل) في المنطقة العربية كان ولا يزال عبر برامج علمية ورابط وزارية ونقابية تقوم على فكرة حوض البحر المتوسط وبالتالي هي وسيلة خبيثة لخلق كيانية جديدة من اجل دمج الكيان في المنطقة.
وأكد أن الدعوة لورشات تطبيعية تجاوزت الفكر السياسي والبعد الاقتصادي، مشيرا إلى أن داعمي الاحتلال لديهم رؤية شبابية للتعايش والتحالف مع الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب قول نعيم فإن حملة مقاطعة فلسطين تعمل بما تملك من أدوات على مستوى حملات المقاطعة والفصائل من التحذير لمثل تلك الأنشطة، حيث يطالبون الجهات المنظمة بإلغائها، لافتا إلى أنهم يحاولون التنسيق مع الجهات الموجودة على المستوى العربي والإسلامي وفلسطينيي الخارج لتشكيل لوبي ضاغط لإلغاء الفعاليات.
وحذر من فعاليات التطبيع التي لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي، مبينا أن الفلسطينيين أصحاب تجربة من عقد اتفاقيات السلام مع (إسرائيل) لكن الأخيرة تؤكد عنصريتها كونها لا تؤمن بالشراكة والتعايش، والورشة المنعقدة في عمان ستكون وابلا على من سيفتتحها.
وفي ذات السياق دعت حركات مقاومة التطبيع في الأردن، والعديد من المؤسسات النقابية والحزبية، الحكومة الأردنية ومنظمات المجتمع المدني والنشطاء والقادة الشباب، إلى مقاطعة ومنع الورشة التشاورية للشباب، وذلك "بسبب دعوة ممثلين عن الاحتلال الإسرائيلي للتسجيل فيها".
واستنكر حزب "جبهة العمل الإسلامي" استضافة الأردن للورشة، بمشاركة وفد من الكيان الصهيوني، معتبرا إياها استفزازاً لمشاعر الشعب الأردني الرافض لكافة أشكال التطبيع مع العدو الاسرائيلي، الذي يواصل تهديداته للأردن دولة ونظاماً وشعباً، عبر ما يسمى بصفقة القرن والاعتداءات المتواصلة بحق السيادة الأردنية والوصاية على المقدسات في مدينة القدس.
وطالب الحزب الجانب الرسمي بمنع مشاركة أي ممثل للكيان الصهيوني في هذه الورشة، أو الاعتذار عن استضافة مثل هذه "الفعاليات المشبوهة التي تسعى لترويج التطبيع مع العدو الصهيوني، الذي يواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني واعتداءاته على الدول العربية والإسلامية، وذلك انسجاماً مع الإرادة الشعبية التي تطالب بإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال.
كما أدانت رابطة الشباب الديمقراطي الأردني "رشاد"، بأشد العبارات، ما وصفته بالهجمة التطبيعية الممنهجة التي تقودها المفوضية الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي بإعلانها عن إقامة "ورشة تشاورية" في عمّان.
وأشارت إلى أن إقامة هذه الورشة وتوجيه دعوات خاصة إلى كل من لبنان وفلسطين وسوريا ومصر، إلى جانب ممثلين عن الكيان الصهيوني، تهدف إلى إدماج العدو الصهيوني في المنطقة والمجتمعات العربية المحيطة من خلال إقامة مثل هذه الندوات واللقاءات التطبيعية.