اتهم عضو المكتب السياسي لحركة طالبان سهيل شاهين أطرافا -لم يسمها- بالسعي لإفشال اتفاق السلام مع الولايات المتحدة، لكنه أكد في لقاء مع الجزيرة التزام الحركة باتفاق الهدنة المعلنة بسبب سيطرتها على 70% من البلاد.
وقال القيادي في طالبان "قد تكون هناك أطراف تسعى لإفشال الاتفاق، لكن هذه الأطراف ليست قادرة على الإضرار بعملية السلام، لأننا نسيطر على ما يقارب 70% من البلاد".
وأضاف شاهين أن هناك من يتحدث عن جناح سياسي وآخر عسكري للحركة، لكنه أشار إلى وجود قيادة واحدة، مؤكدا أن الجميع ملتزمون بهذا الاتفاق، حيث "تم توجيه الجميع للالتزام به والجاهزية لأي خرق".
وبخصوص العلاقة بين طالبان وواشنطن، قال عضو المكتب السياسي لحركة طالبان إن الاتفاق بين الجانبين يتضمن التزام الحركة بعدم السماح باستخدام أراضي أفغانستان ضد الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى.
واعتبر أن هذا "في صالح استقرار أفغانستان، ولا نريد من أي طرف أن يضر بمصالحنا القومية، ونحن ملتزمون بهذا الأمر، ونريد إنهاء الاحتلال، وأن يسحبوا قواتهم من البلاد، وأن نصل لهذا الهدف من خلال المحادثات السياسية".
ترحيب
في المقابل، قالت وزارة الداخلية إن الهدنة بين حركة طالبان والولايات المتحدة لم تشهد أي خروق في عموم البلاد.
ودعا الرئيس الأفغاني أشرف غني حركة طالبان إلى محادثات مباشرة، في حين رحب العديد من الأفغان بالهدنة، وأكدوا أملهم في التوصل إلى اتفاق سلام شامل ودائم.
وفي وقت متأخر من ليل الجمعة بدأ سريان أسبوع من التهدئة بين القوات الأميركية وقوات الحكومة الأفغانية من جهة وحركة طالبان من جهة أخرى في العديد من الولايات الأفغانية الجنوبية والشرقية، على أمل أن تقود هذه التهدئة -في حال صمودها- إلى إبرام اتفاق بين واشنطن وطالبان في العاصمة القطرية الدوحة في 29 فبراير/شباط الحالي.
ومن المتوقع أن يعقب اتفاق السلام المرتقب تبادل للأسرى، إذ يجري الحديث عن خمسة آلاف أسير لطالبان وألف للحكومة، لكن الاتفاق المنتظر بين واشنطن وحركة طالبان يلفه الغموض، فالطرف الثاني يتحدث عن انسحاب كامل للقوات الأميركية من الأراضي الأفغانية، في حين تتحدث واشنطن عن انسحاب جزئي فقط مقابل ضمانات أمنية بعدم استخدام أفغانستان منصة لمهاجمة القوات الأميركية.
وينتشر ما بين 12 و13 ألف عسكري أميركي في أفغانستان، حيث خاضت الولايات المتحدة أطول حرب في تاريخها، كما تنتشر قوات لدول أجنبية أخرى في هذا البلد ضمن تحالف دولي تقوده واشنطن.
يشار إلى أن طالبان حكمت أفغانستان بين عامي 1996 و2001، قبل أن يطيح تحالف دولي بقيادة أميركا بحكمها عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، إلا أن الحركة خاضت حربا متواصلة ضد القوات الأميركية والقوات الأفغانية أودت بحياة عشرات آلاف المدنيين وقوات الأمن الأفغانية، فضلا عن أكثر من 2400 جندي أميركي.
المصدر : الجزيرة + وكالات