قائمة الموقع

غزة تلوي ذراع الاحتلال وتُشعل الخلاف بين قادته

2020-02-24T09:50:00+02:00
الرسالة نت - محمد عطا الله

تعكس الخلافات المُشتعلة بين قادة أحزاب اليمين (الإسرائيلي) المتطرف، حجم الهوة والفشل في تحقيق أي انجاز أو حتى الوصول لحل مُرض بالنسبة لهم، فيما يتعلق بقضية قطاع غزة ومقاومتها التي باتت تشكل معضلة كبيرة يصعب تسويتها.

يظهر ذلك من خلال تبادل التهم والاعتراف بالفشل بين قادة أحزاب اليمين في تعاملهم مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتراجع الكبير وتهشم ما يُسمى بقوة الردع التي يتباهى بها الجيش (الإسرائيلي) في التعامل مع ملف غزة.

وشن وزير الجيش الأسبق، زعيم حزب (إسرائيل بيتنا)، أفيغدور ليبرمان، هجوما حادا على نفتالي بينت وزير جيش الاحتلال الحالي واتهمه بالفشل والعجز فيما يتعلق بقطاع غزة وفصائل المقاومة فيه.

وقال ليبرمان في تصريحات لصحيفة (يديعوت أحرونوت): إنه "لسوء الحظ في عهد بينت دولة (إسرائيل)، هي التي تم ردعها من حركة حماس وليس العكس، كما أنه ليس هناك فائدة من الذهاب إلى عملية عسكرية في غزة، إذا كنت لا تعرف ماذا ستكون النهاية".

وأضاف: "يجب أن نفهم أنه في النهاية الغزّيون لن يختفوا، أنا أعترف أنني فشلت، ولم أستطع أن أدرك مفهوم الأمن بالنسبة لغزة، لذلك تحليت بالمسؤولية، واستقلت".

نهاية اليمين

وتعلق الكاتبة (الإسرائيلية) دانة فايس، في تقريرها على قناة 12 العبرية، إنه وقبيل وقت قصير من الذهاب إلى الانتخابات (الإسرائيلية) الجديدة، "فإن معسكر اليمين (الإسرائيلي) تراجع عن سياسته الحربية تجاه غزة، وآن الأوان لها أن تتحطم على صخرة الأمر الواقع في الجبهة الجنوبية".

وقالت الكاتبة (الإسرائيلية) إن غزة "قضت على سياسة اليمين (الإسرائيلي) الذي تنوي حكومته الذهاب إلى تسوية مع حركة حماس، بعد مرور أحد عشر عاما على تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة (الإسرائيلية)، ووجود نفتالي بينيت في وزارة الحرب".

وأضافت فايس في تقريرها أنه "في الوقت الذي يواصل فيه وزير الحرب الإسرائيلي إصدار تهديداته القتالية من مكتبه في الطابق الرابع عشر بمقر الوزارة في (تل أبيب)، فإن البالونات الحارقة والقذائف الصاروخية القادمة من غزة يظهر أنها أقوى من ذلك بكثير".

وأشارت إلى أننا "قبل أيام قليلة من الانتخابات الإسرائيلية الثالثة، وفيما يواصل نفتالي بنيت إظهار نفسه كأهم قادة معسكر اليمين، فإنه هو بالذات يوقع بيده على نهاية سياسة اليمين التي تواجه أعداء (إسرائيل)، وهي تواجه انتكاسات متلاحقة أمام كل بالون حارق ينطلق من غزة".

إقرار بالهزيمة

ويؤكد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. عمر جعارة أن جميع قادة أحزاب اليمين (الإسرائيلي) وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو يدركون أنه لا يمكنهم حسم معضلة قطاع غزة من خلال القوة العسكرية والذهاب لمواجهة مع القطاع.

ويوضح جعارة في حديثه لـ"الرسالة" أن 12 جولة من التصعيد العسكري مع القطاع لقنت الاحتلال وقيادته درسا قاسيا بأنه لا يمكن تحقيق أي انتصار أو فرض أي حل من خلال المواجهة العسكرية، لذلك يميل جميعهم إلى التسوية مع حركة حماس.

ويبين أن هناك قناعة راسخة بأنه لا يمكن الذهاب إلى صدام عسكري مع غزة لتحقيق الهدوء، لافتا إلى أن غانتس نفسه بات يطالب بالذهاب إلى تسوية حقيقية كاملة أو حسم عسكري كامل فيما يرغب كغيره في الخيار الأول.

ويلفت إلى أن حالة العجز (الإسرائيلي) أمام ما يجري في غزة وعدم قدرتهم على تحقيق أي انتصار، أشعل نار الخلاف والمواجهة بين قادة الأحزاب الإسرائيليين وبات كل منهم يُلقي اللوم على غيره نتيجة هذا الفشل.

ويعتقد الكاتب عماد زقوت أن المقاومة في قطاع غزة أجبرت الاحتلال على تنفيذ مطالبها لا وعيده وتهديده، من خلال الخضوع الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية التي كان من أهدافها التخفيف عن أبناء شعبنا في قطاع غزة باعتباره يقع تحت الحصار منذ سنوات.

ويستشهد زقوت في مقال له بما عنونته الصحافة العبرية بأن حماس هي التي تضغط على (إسرائيل) وليس العكس، وأن نفتالي بينت وزير الجيش يعيش في وهم تراجع الإرهاب من قطاع غزة.

ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت فإنها تقول "حماس تستمر في ابتزاز (إسرائيل)، وإن نتنياهو يكذب عندما يدعي بأن حماس تسعى لاتفاق تهدئة مع (إسرائيل)".

في نهاية المطاف يمكن القول إن المقاومة في قطاع غزة نجحت في تحقيق حالة ردع لسياسة الاحتلال وفرضت عليه مرغما الاستجابة لمطالبها.

اخبار ذات صلة