قائمة الموقع

هذه سيناريوهات التصعيد بين غزة والاحتلال

2020-02-24T13:44:00+02:00
جانب من التصعيد
الرسالة نت - محمود فودة

شهدت حدود قطاع غزة خلال الساعات الأخيرة تصعيدا عسكريا لم يكن متوقعا، نتج عن فعل (إسرائيلي) شنيع باستهدافه مواطنين شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، ثم التنكيل بجثة أحد الشهداء أمام الكاميرات، ما أدى لرد عسكري من المقاومة الفلسطينية.

وتبع ذلك الحدث إطلاق صواريخ من قطاع غزة ليرد الاحتلال بشن غارات جوية على مواقع عسكرية تابعة للمقاومة الفلسطينية في غزة، وكذلك في العاصمة السورية دمشق، ما أدى لاستشهاد اثنين من عناصر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

وبعد خفوت صوت الصواريخ، جاءت التهديدات (الإسرائيلية) مجددا بالحديث عن عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، لحل ازمة إطلاق الصواريخ، والخطر الناجم عنها، إلا أنها تصطف لما سبقها من تهديدات والتي لم يكن لها رصيد على الأرض، لتبقى جزءاً من بازار انتخابات الكنيست (الإسرائيلي) التي ستعقد منتصف الأسبوع القادم.

ورغم أن الاحتلال حاول تحجيم التصعيد مع غزة بحديثه عن قصف مواقع لحركة الجهاد الإسلامي بعد تبنيها إطلاق الصواريخ من غزة، إلا أن نتنياهو وجد نفسه مضطرا للحديث بعد استمرار إطلاق الصواريخ لليوم الثاني على التوالي، بقوله: "وجهت رسالة إلى حماس، إذا لم توقفوا الفصائل الصغيرة عن إطلاق الصواريخ تجاه (إسرائيل) نحن سوف نطلق عليك النيران وسنطلق على هذه الفصائل، وانا أتحدث عن الحرب".

وتتلخص سيناريوهات التصعيد بين غزة والاحتلال في الأسبوع المتبقي لموعد الانتخابات في ثلاثة:

  • السيناريو الأول: تصعيد عسكري مفتوح ما بين (إسرائيل) والفصائل في حال تدحرج التصعيد العسكري القائم حاليا.
  •  أما السيناريو الثاني فيتمثل في قدرة الوسطاء على وقف التصعيد القائم وبقاء الهدوء في المشهد إلى حين انتهاء الانتخابات الإسرائيلية.
  •  فيما يكمن السيناريو الثالث في عودة حالة اللاهدوء واللاتصعيد من خلال تنقيط الصواريخ مجددا وإعادة إطلاق البالونات خلال الأيام المقبلة.

وكان للاحتلال تجارب في الأيام القليلة التي تسبق الانتخابات على مدار الدورتين السابقتين العام الماضي، حيث كانت المقاومة الفلسطينية تضغط على الاحتلال حتى اليوم الأخير لتحصل على المزيد من الإنجازات لصالح الملفات الإنسانية في قطاع غزة.

وفي التعقيب على السيناريوهات السابقة ولترجيح أحدها يرى الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني أنه في ظل التوقيت الراهن فإن محدد الميدان وضغط الرأي العام وحسابات الانتخابات تكون حاضرة بقوة عند اتخاذ قرار الحرب والسلم.

وأضاف الدجني أنه بناءً على ما سبق فإن نتانياهو الذي سيذهب في 2/3/2020 للانتخابات وفي جعبته أربعة انجازات هامة سيكون أكثر حرصاً في ضبط ايقاع الميدان مع ضمان صورة القوة والهيبة لدولته وهو ما يتعارض مع رؤية المقاومة.

وبيّن أنه برغم تعقيدات المشهد فإن فرص نجاح الوسطاء قائم في محاكاة لتجارب التصعيد التي مضت على مدار العامين السابقين.

وعن إنجازات نتنياهو التي قد يستعيض بها عن التصعيد مع غزة، يوضح الدجني أنها تتمثل في الإعلان عن صفقة القرن، وكذلك التحقيق من المستشار القضائي للحكومة في قضايا فساد ضد خصمه السياسي زعيم أزرق أبيض بيني غانتس، وهذا سيخفف من تأثير قضايا الفساد المرفوعة ضد نتنياهو، بالإضافة إلى عجلة التطبيع مع العالم العربي وآخرها لقاؤه برئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهاني، وكذلك حادثة اغتيال قاسم سليماني والمهندس.

أما الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب فكان له رأي آخر، حينما قال إن (إسرائيل) ستعمل على تسخين جبهة غزة خلال الساعات والأيام القادمة بهدف توظيف التصعيد لصالح نتنياهو في الانتخابات (الإسرائيلية) المقبلة.

وأضاف الغريب أن التصريحات (الإسرائيلية) بالرد والتطورات الميدانية وتعليق الدراسة في عسقلان وغالبية مستوطنات غلاف غزة تؤكد أننا ذاهبين لمواجهة محسوبة، مؤكدا أن ما هو مهم في هذه المرحلة ردع الاحتلال بما يحقق هدف تغيير وتثبيت قواعد اشتباك جديدة عنوانها "الدم الفلسطيني خط أحمر".

اخبار ذات صلة