قائد الطوفان قائد الطوفان

يا تُرى..ما موقف عباس من "الجندي الراقص"؟

الرسالة نت – أحمد الكومي

" اصمتوا حتى ينطق محمود عباس "بهذه المقولة يمكن اختصار سبب تأخر الرئيس منتهي الولاية في شجب واستنكار شريط "الجندي الراقص" الذي بثته القناة الإسرائيلية العاشرة لرقص أحد الجنود حول أسيرة فلسطينية معتقلة وسط احتفال زملائه الذين اعتقلوها.

سويعات قليلة فصلت بين بث الشريط وتوالي التنديدات والشجب والاستنكار من كافة أطياف الشعب الفلسطيني على هذه الحادثة في صورة تعكس مدى أولوية قضية الأسرى على غيرها من القضايا المحورية، لكن اللافت في الأمر أننا لم نسمع شيئاً من عباس وسلطته بالضفة الغربية، والذي قيل إن موقفه يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني.

تغني بالإنسانية

محللون سياسيون أجمعوا في أحاديث منفصلة لـ"الرسالة نت" على أن تجاهل عباس لشريط الفيديو تقصير واضح وخطأ كبير يسجل في تاريح سلطة فتح، وينم عن سياسة تنازلية لصالح الاحتلال وأعوانه في المنطقة.

وليد المدلل أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية قال "إن الشريط يمثل خرقاً جديداً لحقوق الأسرى المدنيين وانتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني والذي لم تتوان إسرائيل في التغني به في كافة المحافل الدولية"، لافتاً إلى أن الكيان يعهد بممارساته العدوانية بحق الأسيرات لاستهداف الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية.

ولم تمض فترة طويلة على بث شريط فيديو لمجندة إسرائيلية سابقة نشرت صوراً لها مع معتقلين فلسطينيين مقيدين ومعصوبي الأعين على موقع الفيسبوك للتواصل الاجتماعي، دون اعتبار لحقّ المعتقلين في عدم نشر صورهم بوضعيات مهينة، حتي تظهر علينا مجدداً فضيحة "الجندي الراقص"، والتي اعتبرها المحلل المدلل شكلاً من أشكال العقاب الجماعي والتنكيل بالشعب الفلسطيني، وقال "إن هذه الجريمة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في ظل غياب الرادع العربي والدولي".

وأضاف:" الكل سيستنكر الحادث باعتباره لا يمثل المستوى الرسمي"، مؤكداً في الوقت ذاته على أن دولة الاحتلال ستدافع عن نفسها وتزعم بأن الحادث يمثل حالة فردية معزولة، وأنها لا تمثل أخلاقيات وقوانين الجيش الصهيوني.

وفي مقال له قال الدكتور ناجي شراب "أن أبو مازن هو الراعي الأول والمسؤول عن كل أفراد الرعية، ومسؤوليته هنا أن يخرج إلى شعبه كما خرج عليهم وقت الانتخابات وليقدم لهم تقريراً  كاملاً عن الفساد والتجاوزات، وإما أن يؤكد أنه فعلا الفلسطيني الآخر الذي جاء في غير عصره، وأنه من نفس نمط السياسيين الباحثين عن حكم ونفوذ وجاه".

خلايا نائمة

من ناحيته فقد اعتبر الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو" أن الشريط الجديد ينم عن سياسة عنصرية ينتهجها المحتل بحق الأسرى والأسيرات، وأن التجاهل عن إدانة أو استنكار مثل هذه القضية من قبل رأس الهرم في الدولة هو أكبر خطأ ترتكبه سلطة فتح".

وأوضح أن الانتهاكات التي بثها الشريط يدفع بكافة مؤسسات حقوق الإنسان والجهات القانونية العاملة في الميدان إلى المسارعة بشجب مثل هذا العمل والمطالبة بإيقاع أقصى العقوبات بحق المخالفين، مستغرباً في ذات الوقت من اختفاء الأصوات الفتحاوية من هذه الجريمة، والتي تميزت بكونها خلايا نائمة في مثل هذه القضايا التي تمس العلاقة الأمنية والسياسية مع دولة الاحتلال.

وأكد عبدو أن شريط الفيديو لا يمكن أن يخلق أزمة خانقة مع دولة الاحتلال في حال استنكرته "سلطة فتح " وطالبتها بتفسير وجهات النظر إزاء مثل هذه القضايا، مطالباً فتح بضرورة التحرك الفوري والعاجل لوقف التنسيق الأمني القائم مع الاحتلال لوقف مثل هذه الانتهاكات بحق الأسري في السجون الإسرائيلية.

وحول دور جامعة الدول العربية لوقف انتهاكات الأسرى الفلسطينيين خاصة مع اقتراب قمة سرت المنوي عقدها في الثامن من أكتوبر الجاري قال عبدو:" لا أتوقع أن تكون قضية الأسرى على أجندة الحوار لأعضاء الجامعة"، مشيراً إلى أنها أضحت لجنة غير فاعلة تكمن مهمتها في إعطاء غطاء لاستمرار المهازل الدولية والتي كان آخرها المفاوضات المباشرة مع دولة الاحتلال.

 

 

البث المباشر