قائمة الموقع

تركيا تتحدث عن محاولة جرها إلى "حرب قذرة" في إدلب

2020-02-29T07:57:00+02:00
الرسالة نت - أنقرة

أكدت الولايات المتحدة دعمها الكامل لرد تركيا على الهجمات "غير المبررة" على مواقعها في سوريا، بينما اعتبرت أنقرة -في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث التطورات بإدلب- أن النظام السوري وحلفاءه يسعون لجرها إلى "حرب قذرة".

وطالبت المندوبة الأميركية لدى مجلس الأمن كيلي كرافت بوقف فوري لإطلاق النار في إدلب، واصفة الهجمات بأنها "بربرية".

وأضافت كرافت أن ما يجري في إدلب حملة تستهدف أحد حلفاء واشنطن، وقالت إن لتركيا حق الرد على ما تتعرض له، وإن أميركا ملتزمة في الوقوف إلى جانبها.

وألقت المندوبة الأميركية باللائمة على روسيا والنظام السوري في انتهاك اتفاقات وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن "مسار أستانا انتهى تماما ولن تكون له عودة".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دعم بلاده لتركيا في أعقاب الهجوم على جنودها في إدلب، مؤكدا -في بيان- أن الولايات المتحدة تدين بشدة بالغة الهجوم الذي اعتبره "حقيرا ووقحا".

وقال بومبيو إن "تصرفات نظام الأسد وروسيا والنظام الإيراني وحزب الله تحول دون استتباب وقف إطلاق النار في شمال سوريا".

وفي السياق نفسه، أعلنت الخارجية الأميركية أمس الجمعة أنها أجرت تقييما لأسرع طريقة يمكن بها تقديم المساعدة لتركيا بشأن التطورات الأخيرة في محافظة إدلب.

ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤول رفيع بالوزارة رفض كشف اسمه، أن هناك قنوات مفتوحة لتبادل المعلومات الاستخبارية والمعدات العسكرية بين الولايات المتحدة وتركيا.

وأوضح المسؤول أن تركيا لم تتقدم بأي طلب بخصوص المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو)، التي تنص على أن الهجوم على أي دولة عضو بالحلف يعتبر هجوما على جميع الدول الأعضاء.

حرب قذرة

من جهته، قال المندوب التركي لدى مجلس الأمن الدولي فريدون سينرلي أوغلو إن النظام السوري وحلفاءه يسعون لجر بلاده إلى "حرب قذرة"، مشيرا إلى أن الهجوم على القوات التركية في إدلب كان متعمدا.

وأضاف سينرلي أوغلو أنه "ما من شك في أن النظام السوري وحلفاءه يسعون لإخلاء إدلب من سكانها".

وتابع "إذا كانوا يريدون التعلم بالطريقة الصعبة، سنمنحهم ذلك". وأضاف أن "تركيا لا تريد الحرب، ولكنها لن تتردد في استخدام القوة إذا تعرض أمنها لتهديد".

وفي أنقرة، أفاد مراسل الجزيرة بأن اللقاءات بين الوفدين التركي والروسي لليوم الثالث لبحث التطورات وسبل حل الأزمة، انتهت بعد ساعتين من المباحثات.

وقالت مصادر مطلعة إن الاجتماع انعقد بطلب روسي، مضيفة أن الوفد التركي أكد خلاله ضرورة إعلان وقف إطلاق نار فوري ومستدام في إدلب، وانسحاب النظام إلى حدود اتفاق سوتشي المبرم عام 2018 بين تركيا وروسيا.

وذكرت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالا أمس الجمعة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأنهما اتفقا على اتخاذ خطوات إضافية عاجلة لمنع المأساة الإنسانية في إدلب. كما أكد أردوغان لترامب تصميم تركيا على تطهير المنطقة المحددة بموجب اتفاق سوتشي من قوات النظام.

دعم أوروبي

وعلى صعيد متصل، أكدت خمس دول أوروبية بمجلس الأمن الدولي أمس الجمعة تضامنها مع تركيا، داعية النظام السوري وروسيا إلى وقف فوري لهجماتهما على المدنيين في سوريا.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده سفراء الدول الخمس لدى الأمم المتحدة (بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وإستونيا، وبولندا) قبيل بدء جلسة طارئة لمجلس الأمن.

وقال مندوب إستونيا الدائم سيفن جيرغنسون للصحفيين -وهو محاط بسفراء الدول الأربع الأخرى- "نؤكد تضامننا الكامل مع تركيا، والتصعيد الجاري في إدلب يجب أن يتوقف الآن، ونقدم تعازينا في الوفيات التي حدثت بصفوف الجنود الأتراك".

وأضاف جيرغنسون أن "هذه الهجمات تظهر بجلاء أن النظام السوري المدعوم سياسيا وعسكريا من قبل روسيا مستمر في إستراتيجيته العسكرية بأي ثمن، وأنه يتجاهل التكاليف الباهظة التي يدفعها المدنيون".

وتابع "نطالب النظام السوري المدعوم من روسيا بالوقف الفوري للقتال، والاستجابة لدعوات الأمين العام للأمم المتحدة في هذا السياق، والسماح للوصول الإنساني الكامل إلى المدنيين". واستطرد قائلا "كما نطالب روسيا بالاحترام التام للقانون الإنساني الدولي".

وجاءت الجلسة لمناقشة تداعيات الهجوم الذي شنته قوات النظام السوري على القوات التركية في إدلب شمال غربي سوريا الخميس الماضي، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الجنود الأتراك.

في المقابل، استبعد وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسيلبورن إمكانية دعم حلف الأطلسي للجانب التركي وانضمامه إلى العملية العسكرية التي تقودها أنقرة في إدلب ضد قوات النظام السوري.

وأعرب أسيلبورن -في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو- عن أمله بأن يتم حل الوضع في إدلب ضمن إطار الحوار بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان.

وقد أعلن الكرملين أن اللقاء بين بوتين وأردوغان سيكون يوم 5 أو 6 مارس/آذار المقبل.

وكان مجلس الأمن القومي الروسي أعرب -بعد اجتماع ترأسه بوتين- عن قلقه من التصعيد في إدلب، معتبرا أن هذا التصعيد يقف وراءه من وصفهم "بالإرهابيين".

وقال الكرملين إن "الجنود الأتراك قتلوا في مناطق عمليات الإرهابيين، وتركيا لم تنفذ التزاماتها بمنع الأعمال العدائية في إدلب ضد المنشآت العسكرية الروسية".

قصف وقتلى

ميدانيا، أعلنت وزارة الدفاع التركية مساء الجمعة مقتل أحد جنودها وإصابة اثنين آخرين في قصف جديد بإدلب، وأكدت أنها ردت بقصف مواقع للنظام السوري.

وقالت الوزارة -في بيان- إنه تم تدمير 8 دبابات و4 مدرعات و5 مدافع وراجمتي صواريخ، إضافة إلى قتل 56 عنصرا من قوات النظام السوري.

وعلى صعيد متصل، أفاد مراسل الجزيرة بمقتل أربعة مسلحين على الأقل من حزب الله اللبناني، وإصابة عدد آخر بجراح في المعارك التي يشهدها ريف إدلب بين قوات النظام السوري وحزب الله وبين قوات المعارضة السورية المدعومة بالقوات التركية.

وأشار المراسل إلى أن مسلحي حزب الله قتلوا في بلدة الطلحية بريف إدلب أثناء المواجهات الميدانية مع مقاتلي المعارضة السورية وجراء قصف من طائرات تركية مسيرة.

الجزيرة نت

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00