قائمة الموقع

الرسالة تكشف.. لماذا استقال أعضاء مجلس بلدية رام الله؟

2020-03-02T11:06:00+02:00
الرسالة تكشف.. لماذا استقال أعضاء مجلس بلدية رام الله؟
 الرسالة نت  - محمود فودة     

 لولا التسريبات حول استقالة خمسة من أعضاء المجلس البلدي لمدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لما علم أحد بأن رئيس البلدية يقود جمعيةً دولية أحد أعضائها من القائمين على مستوطنة موديعين إحدى أبرز المستوطنات بالضفة والقريبة من رام الله.

وفي التفاصيل، قال أحد أعضاء مجلس بلدية رام الله لـ"الرسالة نت " إن رئيس البلدية موسى حديد أخفى عن مجلس البلدية إمكانية تعيينه رئيسا للجمعية الإقليمية والمحلية الأورو متوسطية "أرلم"، برغم عقد جلسة قبيل سفره إلى برشلونة للمشاركة في مؤتمر الجمعية، فيما أخفى بعد عودته من السفر وجود مستوطنة موديعين كعضو في الجمعية.

وأضاف عضو المجلس –فضل عدم الكشف عن هويته- أنه بناءً على ما سبق قدم خمسة من أعضاء مجلس البلدية الاستقالة من المجلس وهم: م. حسين الناطور، م. رولا سمعان عز، أحمد عباس، سمعان أسعد زيادة، وم. ممدوح فروخ، في ظل تعنت رئيس البلدية في التعامل مع طلبهم القاضي بالاستقالة من رئاسة الجمعية والانسحاب منها.

وجاء في خطاب الاستقالة الذي اطلعت عليه "الرسالة": "علمنا من خلال صفحة الفيسبوك للبلدية أنه جرى انتخاب رئيس بلدية رام الله رئيساً للجمعية الإقليمية والمحلية الأورو متوسطية (أرلم) من خلال مؤتمر الجمعية الذي عقد في برشلونة في 23/1/2020، وبعد أن تبين أن مستوطنة موديعين هي عضو في هذه الجمعية، أبدينا اعتراضنا المدون في محضر الجلسة".

وأكد المستقيلون في كتابهم: "بعد تجاهل الموضوع، ومطالبة بعض أعضاء المجلس باستقالة رئيس البلدية من الجمعية، فإننا نرفض أن نكون أعضاء في مجلس بلدية رام الله، وهي عضو بل في موقع رئاسة الجمعية التي تضم مستوطنة موديعين المقامة على أراض فلسطينية محتلة".

وأضاف المستقيلون: نظراً لخطورة هذا الموقع، وبعد أن باءت جميع محاولاتنا لتعليق عضوية البلدية في هذه الجمعية بالفشل، فلم يبق أمامنا غير إعفاء أنفسنا من الاستمرار في عضوية المجلس البلدي، وأن نعتبر أنفسنا مستقيلين منه منذ الآن، ونحن لم نتعب، ولم نكل من العمل العام وسنواصل نضالنا في خدمة الموطنين.

وبحسب عضو المجلس فإن لكلا الطرفين حجته في هذه القضية، فالمستقيلون أبدوا رفضهم لاستمرار وجود البلدية في الجمعية كرئاسة على الأقل، في حين يرى الباقون في المجلس بمن فيهم الرئيس أنه من الواجب البقاء في الجمعية وكرئاسة أيضا كمحاولة لطرد العضو الإسرائيلي من الجمعية الدولية، وهذا ما رفضه المستقيلون.

وكشف عضو المجلس أن ليس بلدية رام الله وحدها مشتركة في هذه الجمعية الدولية التي تحوي مستوطنة إسرائيلية مقامة على الأراضي المحتلة عام 1967، بل إلى جوارها بلدية بيت جالا أيضا العضو في هذه الجمعية، فيما من المنتظر أن يكون هناك موقف آخر من مجلس بلدية بيت جالا بعد هذه القضية المثارة حاليا في الضفة.

وفي جلسة طارئة لمجلس بلدية رام الله مساء السبت الماضي، للنظر في الاستقالة المقدمة من خمسة من أعضاء المجلس، وافق الأخير على الاستقالة، وجاء في بيان المجلس قوله إنه توقف بالتفصيل أمام ما ورد في كتاب الاستقالة المقدم، مستهجنا اللغة التي صيغ بها الكتاب باعتبارها خروجا عن روح هذه المدينة ودورها في قضايا الشعب وحقوقه، كما استهجن توقيت تقديم الاستقالة في ظل الظروف الصعبة.

وقرر المجلس من منطلق الحرص على تاريخ المدينة وحاضرها ومستقبلها واستنادا لقانون رقم (1) لسنة 1997 بشأن الهيئات المحلية الفلسطينية في المادة العاشرة قبول الاستقالة المقدمة اعتبارا من تاريخه، لمواصلة مسيرة البلدية في العطاء والانجاز، مع تأكيد رفضه للحيثيات التي وردت في كتاب الاستقالة.

في المقابل، يقول عمر عساف أحد أعضاء مجلس البلدية في تصريحات صحفية إن المجلس قبل اعلانه رسميا الاستمرار في المؤسسة الدولية كان قد استشار أكثر من جهة محلية كهيئة مقاومة الجدار والاستيطان وايضا الحملة الدولية لمقاطعة اسرائيل BDS والذين أيدوا قرار استمرار البلدية في المؤسسة الدولية كون وجودها يدعم المجابهة للتحرك الاستيطاني الدولي وهو لا يمثل تطبيعا.

فيما أكمل عساف تعقيبه على الموقف، في تصريح خاص بـ"الرسالة نت " أنه سيجري عقد مؤتمر صحفي اليوم الإثنين لتوضيح كافة ملابسات القضية للرأي العام، مشيرا إلى أن المجلس ورئيسه لم يكونوا على علم بأن مستوطنة موديعين ضمن الجمعية "أرلم"، وأن المجلس سيعمل مع كل الأطراف على طرد المستوطنة من الجمعية.

وأوضح عساف في اتصال هاتفي مع "الرسالة" أن الخلاف بين رئيس البلدية والأعضاء المستقيلين من المجلس ليس جديدا، برغم أن الطرفين من حركة فتح، إلى أن جاءت قضية رئاسة الجمعية كالشعرة التي قصمت ظهر البعير لتكشف الخلاف إلى العلن بهذه الصورة.

من جهتها، قالت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم إن الاستقالة الاحتجاجية هي عمل وطني بامتياز، وخطوة مسؤولة نحو أهمية ترسيخ مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي وعزله محليًا ودوليًا.

وأكد برهوم أن هذه الخطوة تنسجم تمامًا مع المطلب والمزاج العام الفلسطيني الرافض لوجود الاحتلال وشرعيته على أي شبر من فلسطين، ومع كل جهود وأنشطة المقاطعة الإقليمية والدولية له، والداعمة للحق الفلسطيني.

ويؤكد مصدر فصائلي في رام الله لـ"الرسالة" أن موسى حديد بالإضافة إلى غالبية المجلس البلدي هم الفائزين في الانتخابات المحلية التي عقدت في 17 مايو 2017، وهم محسوبون بشكل رسمي على حركة فتح، سواء قائمة أبناء البلد التي ينتمي إليها رئيس البلدية، أو رام الله تجمعنا التي ينتمي إليها الأعضاء الذين قدموا استقالتهم.

ومن الواجب ذكره أن محكمة رام الله كانت قد ردت إبان الانتخابات قضية ادعاء رفعتها كتلة "رام الله تجمعنا "ضد لجنة الانتخابات المحلية و"كتلة ابناء البلد"، فيما قال رئيس كتلة ابناء البلد المهندس موسى حديد ان قرار المحكمة يعتبر تأكيدا على استقلالية القضاء ونزاهته ونزاهة العملية الانتخابية وشفافيتها ومصداقية نتائجها التي افرزت يوم ١٣ من الشهر الجاري (ايار) فوزا بالأغلبية في مقاعد مجلس بلدي رام الله.

ومن الواجب ذكره ان موديعين هي مستوطنة إسرائيلية ومدينة مخصصة لليهود الحريديين المتشددين، الذين وصل عددهم في عام 2010 إلى 48,100 مستوطن. تبلغ مساحتها 6,740 دونما. تقع في الضفة الغربية غرب مدينة رام الله، على الطريق بين القدس و(تل أبيب*. تأسست عام 1994.

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية تؤمن بأن المدينة ستظل بيد (إسرائيل) في أي حل مستقبلي مع الفلسطينيين.

اخبار ذات صلة