الرسالة نت - ديانا طبيل
شهدت صناعة تركيب العطور انتشاراً واسعاً في الأسواق والمراكز التجارية الغزية، فلا يكاد يخلو مكان من رائحتها، ففي منطقة الرمال على سبيل المثال لا الحصر، توجد قرابة خمسة عشر محلا تجاريا لبيع العطور وفي ميدان فلسطين توجد عشرات المحلات المتخصصة في بيع العطور وتركيبها.
وتتمتع هذه الصناعة بإقبال شديد من المواطنين على اختلاف فئاتهم العمرية والمجتمعية فالأسعار في متناول الجميع والروائح ترضى جميع الأذواق.
إقبال شديد
محمد عليوه "24 عاما "صاحب محل لتركيب العطور في سوق معسكر جباليا للاجئين يقول: تركيب العطور مهنة تحتاج إلى فن وذوق وخبرة، وآلية للتعامل مع كافة أفراد المجتمع وإرضاء أذواقهم، ويضيف أن العطور المركبة تتميز برخص الثمن لأنها تقليد للعطور العالمية باهظة الثمن والتي قد يصل سعرها إلى 100 دولار.
وأضاف: أسعار العطور تبدأ من عشرين شيكلا، بالإضافة إلى أن المحلات تطلق من فترة إلى فترة حملات تسويق يحصل خلالها من يشتري اثنتين على واحدة مجانا على سبيل المثال.
بينما يقول رأفت حمدونه صاحب أحد محلات العطور أن حركة الشراء والبيع بين المد والجزر بحسب الظروف الاقتصادية المحيطة بالمواطنين، فحركة شراء العطور في بداية الشهر وعند نزول الموظفين تختلف عن نهاية الشهر.
وتابع "أن هناك عوامل تزيد الربح وتمكن البائع من تجارته، أهمها الأمانة، والعمل بقاعدة البيع الكثير بثمن قليل، فضلا عن اختيار أجود الأنواع والأصناف الأساسية في تركيب العطور ، ومعاملة الناس بطريقة طيبة ومحببة.
ويشير حمدونه إلى أن هذه المهنة تتطلب خبرة عالية لتصنيع عطور آمنة ومتعادلة كيميائيا، وحتى لا تسبب أية أضرار صحية من شأنها أن تؤذي مستخدمها، وأفضل الأنواع أماناً هي المواد العطرية غير المخلوطة بالكحول.
مهنة صعبة
في حين يقول شريف علوان "25 عاما" صاحب محل لبيع العطور منذ ثلاثة شهور في سوق الشيخ رضوان : أن مهنة بيع العطور مهنة صعبة وتحتاج إلى أسلوب خاص للتعامل مع الناس ، فكثيراً ما تصادف زبائن يتذمرون من روائح طيبة وعليها طلب كبير، وهناك زبائن لا تعجبهم اية عطور مشهورة ، وعوضا عن ذلك تعجبهم عطور خفيفة قد لا تعجب الكثيرين.
ويضيف أن أكثر الزبائن إقبالا على العطور هم الشباب والموظفون، والنساء بصفة عامة.
ويرى علوان أن كثيرين من ذوى الدخل المحدود يفضلون شراء خمس عبوات بمائة شيكل بدل عبوة واحدة أصلية قد يصل سعرها إلى مائة وخمسين شيكل، في المقابل أن العطور المركبة لا تختلف كثيرا عن العطور الأصلية منوها إلى أن أكثر الأصناف الغربية رواجا "لوكستا،وهوجو "، أما الأكثر رواجا من العطور العربية فهى، "العنبر، المسك، العود، دعاء الجنة، مسك الكعبة، زهرة الخليج، سلطان العطور".
أما عن طرق صناعة العطور فحسب كتاب " أسرار صناعة العطور:أن أسـاس تحضير العطور واحد ، وهو خلط الزيوت والمثبتات الخاصة بالعطر المطلوب تحضيره بنسبة معينة، ثم تدفأ على حمام مائي ليتم امتزاجها جميعاً ويذوب ما قد يكون معها من أجسام صلبة، ثم يضاف إليها الكحول الإثيلي النقي، ويرج الخليط جيداً ، ويترك لبعض الوقت لأيام أو أسابيع أو شهور. ويتوقف ذلك على نوع العطر المراد تحضيره لتختمر الرائحة جيداً، ثم يبرد المحلول دون أن يصل إلي درجة التجمد، وذلك حتى يتم انفصال ما قد يكون به من مواد غير قابلة للذوبان، ويرشح بعد ذلك خلال ورق ترشيح مبطن بطبقة من كربونات الماغنسيوم (كربونات المانيزيا) الناعمة .
ويحتاج الأمر إلي تكرار الترشيح إلي أن يصبح الرشيح رائقاً تماما، وعندئذ يعبأ في زجاجات نظيفة جافة ثم يحكم غلقها، وبذلك يصبح صالح للاستعمال ،ويجب على صانع العطور أن يعرف أي المواد المثبة أكثر صلاحية للعطر المطلوب تحضيره، والمثبتات على أنواع فمنها ما أصله حيواني مثل المسك و القطريوم و منها النباتي كالجاوي و البتشولي، ومنها الكيميائية الصناعية مثل الكومارين و الفانيلين و الهليوتروبين والكحول السناميكي ولكل عطر مادة مثبتة تحفظ عليه رائحته لأطول مدة ممكنة.
تلبى الحاجة
ويرى كمال شاهين وهو احد عشاق العطور أن العطور المركبة تتشابه بدرجة كبيرة مع العطور الأصلية بل أن كثيرين لا يفرقون بينهما لكن المهم أن يعتمد الشخص على المحلات الثقة في الصنع والبيع، فالحملات المحترمة تصنع عطورا بطرق آمنة ، مشيرا إلى أن العطور تستهلك منه شهريا قرابة المائة شيكلا بينما كانت في الماضي تستهلك قرابة الثلاثمائة شيكل.
ويضيف: هناك الكثير من البائعين يضعون مثبتات وعطورا تستخدم في المنظفات، وهنا يتوجب الحذر في التعامل مع هؤلاء.
بينما تقول هبة شحادة "27 عاما أن العطور والبخور ومعطرات الجو تستهويها بكافة أصنافها، خاصة المركزة وتفضلها على العطور التجارية الرخيصة، منوهة إلى أنها تحرص رغم ذلك على الشراء من الأماكن الموثوق بها.
وتضيف شحادة أنه على الرغم من كون العطور المركبة مقلدة إلا أنها تلبى حاجتها خاصة أن صديقاتها لا يشعرن بكونها مقلدة كما أن ثمنها رخيص، مقارنة بالعطور الأصلية.