أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ "السيطرة عمليا" على تفشي كورونا الجديد في هوبي بؤرة انتشاره وعاصمتها ووهان، في حين طلبت السلطات الإيطالية من المواطنين لزوم منازلهم وتجنب السفر غير الضروري، وذلك بعد توسيع إجراءات الحجر الصحي لتشمل كافة أنحاء البلاد.
وقال شي إنه "تم تحقيق نجاح أولي نحو استقرار الوضع وتحسنه في هوبي وووهان" بحسب ما نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية عقب قيام الرئيس الصيني بأول زيارة له إلى المدينة منذ بدء الأزمة في يناير/كانون الثاني الماضي.
وفككت السلطات الصينية عددا من المستشفيات الميدانية المخصصة لعلاج مصابي كورونا في ووهان، في حين أفاد مراسل الجزيرة بأن السلطات قررت رفعا جزئيا لقيود السفر في إقليم هوبي.
في غضون ذلك، توفي 17 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، وهي أدنى حصيلة يومية تسجلها الصين منذ أسابيع.
إجراءات مشددة
وفي الوقت الذي بدأت فيه الأمور بالانفراج في الصين تشهد إيطاليا ذروة الأزمة، حيث طلبت السلطات من نحو 60 مليون إيطالي البقاء في منازلهم مع بدء روما تطبيق إجراءات غير مسبوقة في العالم لوقف انتشار فيروس كورونا الجديد.
وأقرت منظمة الصحة العالمية بأن المرض الذي أودى بحياة أكثر من أربعة آلاف شخص يقترب من أن يصبح وباء عالميا، بعدما تسبب بخسائر كبرى في الأسواق المالية التي بدأت تتحسن في آسيا اليوم الثلاثاء.
وعنونت الصحافة الإيطالية اليوم "الجميع في المنزل"، و"كل شيء مغلق"، بعد صدور مرسوم وقعه رئيس الحكومة الإيطالية جوزيبي كونتي يوسع إلى كل أنحاء البلاد إجراءات الإغلاق الكبرى التي طالت أول أمس الأحد ربع سكان شمال إيطاليا.
كما أعلن كونتي أن إيطاليا بكاملها أصبحت منطقة محمية، وتقرر أيضا منع جميع التجمعات -بما فيها الأنشطة الرياضية- بعد ارتفاع عدد المصابين بالفيروس إلى أكثر من تسعة آلاف شخص، والوفيات إلى 436.
من جهتها، أعلنت النمسا حظر دخول القادمين من إيطاليا إلى أراضيها.
وكان كونتي مهد لهذا المرسوم بمؤتمر صحفي عقده في مقر الحكومة مساء الاثنين، ودعا خلاله مواطنيه إلى "ملازمة منازلهم".
وأضاف "لم يعد هناك وقت لإهداره، الأرقام تخبرنا أن هناك ارتفاعا كبيرا في أعداد المصابين وفي أعداد الراقدين بالمستشفيات في أقسام العناية الفائقة، وللأسف في أعداد الموتى أيضا، علينا أن نغير عاداتنا، عليها أن تتغير الآن".
وفي فرنسا، أعلنت السلطات الصحية الفرنسية ارتفاع الحصيلة الرسمية للوفيات بفيروس كورونا إلى ثلاثين حالة.
وقد وضعت السلطات باتريك سترزودا مدير ديوان الرئيس الفرنسي تحت الحجر الصحي لمدة أسبوعين بعد تعامله مع مصاب بالفيروس.
من جهته، أكد الرئيس إيمانويل ماكرون أن بلاده على أتم الاستعداد للتعامل مع تطور الفيروس الذي ما زال في بدايته، على حد تعبيره.
كما طمأن الفرنسيين بأن 85% من المصابين بالفيروس يتماثلون للشفاء، يأتي ذلك بينما سجلت بريطانيا سادس وفاة بسبب الفيروس.
إصابات ووفيات
وبشأن التطورات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا في منطقة الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية تسجيل أول وفاة بالفيروس في البلاد.
وأوضحت الوزارة أن المتوفى لبناني يبلغ من العمر 56 عاما، وأنه قدم مؤخرا من مصر وكانت حالته الصحية حرجة منذ وصوله.
وفي الإمارات، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 15 إصابة جديدة بالفيروس، مما يرفع إجمالي الإصابات في البلاد إلى 74 إصابة.
وفي العراق، أعلنت وزارة الصحة في إقليم كردستان تسجيل إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع عدد الحالات المؤكدة إلى 73 في عموم البلاد، بينها سبع وفيات وسبع حالات تعافٍ.
كما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية تسجيل 54 وفاة جديدة بالفيروس، مما يرفع عدد الوفيات إلى 291، في حين ارتفع مجمل عدد الإصابات إلى أكثر من ثمانية آلاف.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية ارتفاع عدد المصابين بالفيروس إلى 58، بعد تسجيل أربع إصابات جديدة.
يأتي ذلك بعدما أكد الاتحاد الأفريقي اليوم الثلاثاء تسجيل 102 إصابة بفيروس كورونا الجديد في عشر دول بالقارة الأفريقية، وهي المغرب ومصر وتونس وتوغو والسنغال ونيجيريا والجزائر والكامرون وبوركينا فاسو وجنوب أفريقيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده جون نكينجاسون المدير العام لمركز التحكم والسيطرة على الأمراض التابع للاتحاد الأفريقي.
كما أعلن المغرب عن أول حالة وفاة في البلاد جراء الفيروس.
المصدر : الجزيرة + وكالات