في ظل تسارع وتيرة انتشار مرض الكورونا المستجد حول العالم ووصوله إلى الضفة الغربية المحتلة، بدأت تتعالى الأصوات المنادية بضرورة الحرص باعتدال حتى لا يكون وباء في فلسطين.
النائب في المجلس التشريعي عن مدينة بيت لحم أنور الزبون، دعا الله أن يحفظ الأمة العربية والإسلامية من هذا الوباء ومن كل سوء، خاصة وأن مدينة بيت لحم هي أولى المدن الفلسطينية التي ظهر فيها الوباء.
وقال الزبون، في تصريحات خاصة للدائرة الإعلامية بالمجلس التشريعي:" إن النواب والوجهاء وجهات الاختصاص في بيت لحم نادت بضرورة أخذ كافة الاحتياطات من فيروس الكورونا منذ أكثر من شهر، خاصة وأن المدينة تعد سياحية وقبلة للكثيرين من السياح من مختلف أرجاء العالم".
وأضاف الزبون إن النداءات والتحذيرات لم تجد أذاناً صاغية من قبل حكومة محمد اشتيه، وأجهزتها في محافظة بيت لحم، إلى أن بدأت ببعض الاجراءات على استحياء في الآونة الأخيرة، والتي لا ترتقي لحجم الخطر والضرر.
وأوضح النائب الزبون أن هناك تأخر وتباطؤ في الاجراءات من قبل حكومة اشتية ووزارة الصحة بالضفة في التعامل مع فيروس كورونا تصل إلى حد التقصير، حيث بعيد مغادرة الوفد يوناني لبيت لحم والذي ثبت إصابة بعض أفراده بفيروس الكورونا تم اغلاق الفندق الذي نزل فيه الوفد وبدأت تتوالى اجراءات سلطة رام الله حتى اعلان اغلاق المدينة.
وبين الزبون أن اجراءات حكومة اشتية والصحة حتى الان ليس بالمستوى المطلوب كون المدنية التي أعلن اغلاقها تماما، هي على أرض الواقع غير مغلقة وهناك بعض المنافذ التي يستغلها البعض للدخول والخروج من وإلى المدينة لذا قد نشهد ارتفاع اعداد المصابين بالكورونا داخل وخارج بيت لحم.
حالة الطوارئ
وحول قرار إعلان السيد محمود عباس حالة الطوارئ في فلسطين، أكد النائب الزبون أن القرار ليس مبررا في الوقت الراهن، وجرى بدون تنسيق مع وزارة الصحة والجهات ذات الاختصاص وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية.
واعتبر الزبون قرار إعلان حالة الطوارئ تسرعاً، فعلى خطورة الفايروس والمرض، ولكن الوضع في فلسطين حتى الآن لا يستدعي حالة الطوارئ، مبينا أنه لا بد من الاعتدال في التعامل مع الفايروس حتى لا يتم خلق حالة من الهلع والذعر بين المواطنين.
وقال النائب عن كتلة التغيير والاصلاح في بيت لحم إن حالة الطوارئ فعليا لا وجود لها على أرض الواقع لأنها لم تجري بالتنسيق والترتيب مع أي جهة من الجهات المعنية، فالمحافظات مفتوحة أمام حركة الجمهور، ولا يوجد أي فحص أو اجراءات صحية للمسافرين المغادرين أو القادمين من معبر الكرامة.
ولم يستبعد النائب الزبون أن يكون هناك أبعاد سياسية وأمنية ومالية ونقابية لقرار اعلان حالة الطوارئ إلى جانب الأبعاد الصحية، الأمر غير المبرر فلا يجوز أن توضع صحة الناس في أي موازين أو أي معادلات أخرى.
دور مجتمعي
واستعرض النائب الزبون جهود النواب في الضفة الغربية لتوعية الجمهور والوقوف إلى جانبهم، رغم صعوبة المهمة بسبب عدم تعامل حكومة اشتية معهم، وقطع رواتبهم من قبل السلطة، مؤكدا أن النواب لم ولن يتنازلوا عن أداء دورهم كأبناء أبرار للشعب الفلسطيني وممثلون عنه بالبرلمان الفلسطيني وأضاف سنبقى أوفياء لشعبنا وخدام لقضيتنا العادلة.
وشدد على أن الجميع يحرص على ألا يغالي الناس في التعامل مع فايروس كورونا ليصلوا لحالة من الهوس والخوف الشديد، وأيضا عدم الاستهتار بالمرض، إنما الاعتدال في التعامل معه هو المطلوب.
وتطرق إلى تقصير سلطة رام الله مع غزة وعدم ارسال حصصها من الأدوية والمستهلكات الطبية وكافة مقتضيات مواجهة الأمراض خاصة فايروس كورونا، داعيا الله أن يسلم أهل غزة من كل سوء، ومضيفاً بقوله:" غزة حتى الان هي المكان الأكثر أمناً من هذا الفيروس".
التكاتف والتكافل
وتطرق النائب الزبون للصورة المشرقة التي يرسمها الخيرون من أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان كلما حدث مكروه، مشيدا بالصيدليات وأصحابها التي وزعت المعقمات والكمامات وأدوات الرعاية والنظافة بالمجان أو بثمن زهيد على المواطنين.
كما أشار لوجود مخابز ومحال تجارية ومؤسسات عدة أعلنت عن فتح باب التكافل والتكاتف لمواجهة فايروس الكرونا، داعيا كافة الجهات لانتهاج ذات النهج، مشددا على ضرورة أن يتوقف البعض عن الاحتكار واستغلال حاجة الناس.
وطالب النائب الزبون الجهات الرسمية وذات الاختصاص بمحاسبة أي جهة أو فرد يقوم باستغلال المواطنين، معتبرا الاستغلال صفة خارجة عن قيم وثقافة الشعب الفلسطيني المعروف بسمو أخلاقه، مندداً بعدم محاربة السلطة لمن يستغل حاجات الشعب الفلسطيني.
وشدد الزبون على ضرورة الالتزام بنصائح وتوجيهات المؤسسات الصحية والاهتمام بالنظافة الشخصية كما يدعو الإسلام الحنيف، والابتعاد عن التجمعات خاصة لكبار السن أو من لديهم مشاكل في مناعتهم، داعياً في المقابل الجهات والمؤسسات الصحية الرسمية في الضفة الغربية المحتلة للقيام بحملات توعوية لتوعية المواطنين بمخاطر الفيروس وكيفية تجنب مخاطره بدلاً من ترويع الناس والتسبب لهم بالخوف والذعر.