"للنساء فقط".. شعار منع الاختلاط أسعد الأهالي

الرسالة نت - ديانا طبيل

بدأت في الاوانة الأخيرة ظاهرة "الأماكن المخصصة للنساء" تطفو على السطح الفلسطيني، ابتداء من المحلات التجارية التي أنثت نفسها تلبية لجمهورها ومرورا في النوادي والقاعات الرياضية وبرك السباحة التي أصبحت تخصص أماكن كاملة للنساء أو أيام منفصلة مناصفة مع الرجال.

ويبدو أن التخصيص لاقى قبولاً واستحساناً من النساء التي طالبن بأسواق ومناطق خاصة على شاطئ البحر، وكذلك مكاتب وسيارات أجرة خاصة بهن على غرار الدول العربية، فقد أكدن أنه من حقهن التمتع بأنشطتهن بحرية من دون "تلصص أو رقابة" الرجل.

راحة وسعادة

وفي هذه الصدد تقول مها أبو سمعان "28 عاما" للرسالة نت": أجد راحتي الكاملة في الأماكن التي لا ترتادها إلا النساء خاصة في محلات بيع الملابس، مؤكدة أن سبب راحتها يعود لثقتها الكاملة أن لا احد سيفسد عليها بهجتها من الرجال.

وتضيف :  الاختلاط "حرام شرعا"، والأماكن الخاصة بالنساء تبعد المرأة عن الشبهات والعمل الذي يتنافى مع الشرع ، متمنية أن تصل المرأة الفلسطينية إلى مرحلة تتمكن فيها من صنع كيان مستقل لها أسوة بالرجال.

في حين تقول الطالبة الجامعية أية المغربي "20 عاما " أن عبارة "للنساء فقط " تشعرها بالراحة والطمأنينة، وتجعلها تقبل على الأماكن وكأنها جزءاً منها، لذا فهي تجد من ساحة الحرم الجامعي مكانا آمناً ومريحاً للجلوس مع صديقتها والتحدث بنبرة الصوت التي تريدها.

وتطمح المغربي إلى وجود مناطق خاصة بالنساء على شاطئ البحر تمكن المرأة من الاستمتاع بالمياه بعيداً عن أعين الرجال، قائلة:  المرأة تعزف عن السباحة لأنها مهما حولت ستقع في الشبهات الدينية". على حد تعبيرها.

استحسان وقبول

في حين لا تحبذ هدى الطويل "33 عاما"  اعتماد سياسة الفصل لأنه سيضعف مكانة المرأة ويقضي على منجزات كثيرة تحققت في العقود السابقة، تمكنت فيها المرأة من تولي مناصب رفيعة.

وتضيف : على الحكومات والمؤسسات إعطاء المرأة فرصة لإبراز قدراتها على مختلف الأصعدة سواء على صعيد المستشفيات أو المراكز الصحية أو الأماكن الترفيهية والأندية.

من جهتها تقول نسمة جودة "30 عاما " صاحبة محل لبيع ملابس حريمي: منذ سنوات طويلة احلم بامتلاك مشروع خاص بي، ولكن زوجي كان يرفض الفكرة خشية حدوث الاختلاط، وبعد فترة من الزمان طرحت عليه فكرة محل للنساء فقط فوافق ونفذت مشروعي.

وتضيف: على واجهة المحل وضعت يافطة كتب عليها المكان خاص بالنساء، وهذا الأمر لاقي استحسان الكثيرات واللواتي يقضين وقتهن دون الشعور بأي حرج أو قلق .

مها نشوان"44 عاما " صاحبة صالة رياضية بالشراكة مع زوجها تقول : كانت الصالة تعمل بنظام الشفت ساعات الصباح للنساء والليل للرجال ، لكنى لاحظت أن حضور النساء قليل وعند البحث عن الأسباب وجدت أن الأمر عائد إلى كون الرجال يتقاسمون المكان معهم ، لذلك قررت أن يصبح المكان خاص بالنساء .

وتضيف:  بعد شهور قليلة  تزايد أعدادهن، وأعربن عن سعادتهن البالغة ، متمنياً افتتاح مطاعم خاصة "نسوية" حتى تتمكن المحجبات والمنقبات من تناول الطعام بحرية .  

بدورها، ترجع الأخصائية الاجتماعية رندا عوض ، سبب انتشار الأماكن الخاصة بالنساء في هذه الفترة إلى الصحوة الدينية التي يحياها المجتمع الفلسطيني بعد فقدان الثقة في التيار العلماني والذي حكم قطاع غزة زهاء "10" سنوات.

وتضيف: المجتمع الفلسطيني يميل بطبعه إلى حفظ كرامة المرأة ودعم تدينها وخصوصيتها ، فكافة البيوت على سبيل المثال تفضل استقبال ضيوفها "النساء" بمعزل عن الرجال مهما درجة القرابة أو الانتفتاح .

وتتابع: حالة التطور التكنولوجي والحضاري الموجودة الآن تفرض على المجتمع التفاعل مع التطورات والتغيرات الإنسانية، منها : ذهاب النساء إلى الأماكن الترفيهية المختلفة والمطاعم والنوادي ،  لذا اتجه الكثيرون من أصحاب رؤوس الأموال لافتتاح أماكن خاصة بالنساء فقط في محيط أماكن تواجدهم كالجامعات والأسواق .

تجربة ناجحة

الجدير بالذكر أن الجامعة الإسلامية من أولى المؤسسات التي أنعشت التوجه الديني بالفصل بين الرجال والنساء وكانت أولى المؤسسات التعليمية التي طبقت ولا زالت تطبق التعليم المنفصل في قاعاتها الدراسية ونظامها الادارى وحرمها الخدماتى وتحظى دون غيرها بقبول عام من جمهور الطالبات والاهالى الذين يجدون من فصلها مكاناً آمنا بعيد عن الرجال.

 في حين تطبقه جامعة الأزهر في القاعات الدراسية وفى بعض التخصصات و المباني بينما تبقى الساحة الجامعية تجمع ما بين الذكور والإناث ، بينما تخصص جامعة الأقصى ثلاثة أيام للطالبات وثلاثة أيام أخرى للطلاب بينما يجمع طاقمها الاكاديمى الادارى ما بين الذكور والإناث دون فصل وهذا ما يجعلها تحتل المركز الثاني بين جامعات غزة الأكثر قبولاً.

البث المباشر