حالة من الغليان شهدها قسم واحد في سجن نفحة، بعدما أقدم الأسير المقدسي أيمن الشرباتي – 51 عاما- والملقب بالمواطن بحرق غرفة "اليومان" التابعة للشرطة باستخدام المواد المتوفرة والقابلة بالاشتعال كالزيت وذلك بسبب اللامبالاة التي تتعامل فيها إدارة السجن مع المعتقلين في ظل حالة الطوارئ التي يشهدها العالم بسبب فايروس كورنا.
الاسرى المتواجدين برفقة الشرباتي في قسم واحد عددهم ثلاثون أسيرا نقلوا من سجن هشارون منذ فترة، ورغم محاولاتهم المستمرة مع إدارة السجن لتحسين أوضاعهم وتوفير أبسط الاحتجاجات إلا أن الإدارة لم تكترث لمطالبهم، مما دفع "الشرباتي" بحرق غرفة "اليومان" وهي مجمع للشرطة (الإسرائيلية) فيها نافذتان الأولى تطل على قسم واحد والثانية على ساحة الفورة.
عملية الحرق تمت حينما كسر الشرباتي زجاج الشباك المطل على غرفة اليمان، وأضرم النار فيها، ومن ثم دوت صافرات الإنذار واغلق السجن بشك كامل، واصطحب الجنود "أيمن" إلى الزنازين" ولم تسجل أي إصابة.
ووفق ما ورد من إعلام الاسرى فإن هذا التصرف يأتي احتجاجا على إدارة سجن هشارون لعدم اتخاذها إجراءات وقائية في أقسام الاسرى، عدا عن سحب أصناف كبيرة من الكنتينا في ظل الظروف السيئة، فالإدارة تمارس أسوء الاجراء في الوقت الذي يتكاتف فيه العالم.
ليست المرة الأولى التي تعزل فيها إدارة السجون الأسير الشرباتي، فقد عزل مرات كثيرة ومنها قبل أقل من عام حينما حرق إحدى الغرف في سجن هدارين ردا على جريمة قتل الأسير سامي أبو دياك بسبب الإهمال الطبي، كما وحرق أيضا العلم (الإسرائيلي) داخل ساحة معتقله السابق في سجن جلبوع احتجاجا على اعتداءات إدارة السجون على الاسرى بشكل متكرر.
يذكر أن الأسير المقدسي حكم مدة 100 عام، بعد اتهامه بالقيام بعدة عمليات فدائية استهدفت المستوطنين في البلدة القديمة في القدس، قتل على أثرها مستوطن وأصيب آخر.
ورغم تعرض الشرباتي للتحقيق القاسي على يد ضباط المسكوبية إلا أنه بقي مدافع شرس عن الوحدة الوطنية ويتمتع بروح مرحة ومحبوب من جميع الاسرى، فقد لقب بـ "المواطن" لأنه معروف على مستوى كافة السجون، بدفاعه عن حقوق زملاءه الاسرى ويبذل جهدا كبيرا في تأمين احتياجاتهم داخل السجون.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك خمسة الاف أسير في سجون الاحتلال، واصابة واحد منهم وتأخر نقله إلى الحجر الصحي من شأنه أن ينشر الوباء بين جميع الاسرى، عدا عن أن هناك أربعة أسرى مصابين بفايروس كورنا داخل سجن مجدو، لذا لاتزال المناشدات من قبل الاسرى والداعمين لقضيتهم مستمرة لتوفير الاحتياجات الوقائية داخل غرف الاسرى.