سقط القناع عن وجه (اسرائيل) الحقيقي، وتكشف الزيف الذي أخفته خلف الستار على مدار عقود من الزمن، مستخدمةً كافة وسائل وأساليب التضليل والذي من خلاله خرقت الأنظمة الدولية والعربية، وأوجدت لذاتها مكاناً ذا سلطة وقرار، تجاوزت كل الحدود، ووصلت إلى مرادها بكل سهولة ويسر وبأقل تكلفة سياسية أو بشرية، بعد أن غيّبت الأقدار دور الشعوب العربية والإسلامية المناوئ لسياسة الاحتلال العنصرية والقمعية والرافض بأن تكون البلدان العربية يوماً مكاناً لتصفية القضية الفلسطينية ووأد ثورات الربيع العربي، ومحطات استخبارية يلتقط الاحتلال منها كل من وقعت عليه سهام الموت والغدر والاعتقال.
في ظل الأزمة العالمية التي تضرب أصقاع الأرض، كان لا بد لدول التحالف العالمية والتي عاثت في الأرض قتلاً ودماراً وتنكيلاً بحقوق الإنسان، أن تحيي ضميرها نحو الإنسانية دون تفريق أو عنصرية في وقت وقف فيه الجميع سواسية كأسنان المشط، ينتظرون ما يصيبهم من هذا الوباء، وقد كُشفت عورة ظهورهم وتلطخت مبادؤهم بحمض كورونا النووي والذي كان أكثر وقعاً من قنبلة نووية تُلقى على الأرض.
الاحتلال الاسرائيلي واحد من تلك المنظومة الدولية التي حاصرت غزة وشنت عدواناتها الواسعة، فقتلت وجرحت الآلاف من الفلسطينيين، وشلّت قطاعات الحياة بأكملها، الصحية، والتعليمية، والتنموية، والخاصة، وغيرها من القطاعات الأخرى، بل سلبت كذلك المقدرات البسيطة والأولية للشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الفقر وتفشي البطالة والحصار، والتي لا تزيد عن لقيماتٍ يقمن صلبه في أتون الصراع الذي لم تنهه اتفاقات عبثية دنيئة، بل مقاومة عتيدة ستطرد الاحتلال عن أرض فلسطين.
من جديد سياسة الاحتلال التي ضربت عرض الحائط بالأعراف والمواثيق الدولية، وكافة حقوق الإنسان، تضرب غزة وتقمع القطاع الصحي، وتستنزف امكاناته المحدودة، وتمنع كل ما يُمكّن الطواقم الطبية من محاصرة كورونا، أمام غياب العالم وانشغاله في ذات الأزمة، والتي كبدت القطاع الصحي الفلسطيني المزيد من الخسائر قبل أن يتفشى الوباء بين سكان القطاع، وعليه فإن المرحلة المقبلة تستعر خطراً على حياة الغزيين نتيجة إجراءات الاحتلال والتي أجحفت بالإنسانية وحقوق الإنسان.