صحيفة نيويورك تايمز نشرت اليوم مقالا رديئا عن أزمة كورونا فيروس، يركز فقط على تأثيره على مناورات ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، و بالكاد يذكر التهديد على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، و يتجاهل غزة كليا.
إيسابيل كريشنر يثرثر طويلا حول كيفية استعمال بنيامين نتنياهو الأزمة لإثبات حزمه حيث يأمل أن تدعه يكون جزء من حكومة جديدة و بالتالي يظل خارج السجن، و يدون الكاتب في هآرتس أن نتنياهو يمسك بأي فرصة للاستفادة السياسية و الدعائية من كورونا.
لكن اقتباسا آخر يشير إلى قصة أكثر أهمية فقدها كريشنر ، الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية يقول ” إسرائيل بلد صغير و مزدحم جدا، و سيكون من الصعب إيقاف الوباء”.
أي شخص في إسرائيل/ فلسطين يملك حاسة إذا سمع ” صغير و مزدحم” ستتوجه أفكاره مباشرة إلى قطاع غزة التي يسكنها ١,٨ مليون نسمة و تعد واحدة من أكثر الأماكن اكتظاظا حول العالم، كريشنر يفترض أنه قرأ هآرتس في اليوم السابق حيث نشر مقال بعنوان ” فيروس كورونا هو عقوبة موت للفلسطينيين المسجونين في غزة” للكاتب شانون ماري تورنس، و الذي أشار إلى أن الأمم المتحدة حذرت أن الرعاية الصحية في غزة في نقطة انهيار.
وواصل تورنس:
” غزة لديها نقص كبير في جودة الرعاية الصحية ، العجز في الإمدادات الطبية و الفقر في طواقم الموظفين المدفوع لهم، قاد إلى أزمة صحية طويلة الأمد؛ هذا نتيجة للحصار المفروض منذ حوالي ١٣ عاما، و الصراع مع إسرائيل”
هذا الموقع، موندوايس، حذر باكرا في الخامس من مارس الجاري في مقالة قيمة لرمزي بارود الذي تساءل: ” ماذا يحدث لو وصل فيروس كورونا إلى قطاع غزة ؟” حيث أشار إلى أن هذه الأرض المحاصرة لا تزال تكافح للاعتناء بالعدد المهول من ضحايا القناصة الاسرائيليين .
وقال بارود:
” مستشفيات غزة التي تعمل بالكاد ، تحاول بيأس أن تتعاون مع آلاف الجرحى الذين سقطوا نتيجة مسيرة العودة الكبرى ” .
مقالة نيو يورك تايمز لم تذكر غزة مرة واحدة، حتى في التعامل مع الإجراءات واسعة النطاق التي تتخذها اسرائيل لمنع الوباء من التسبب بدمار. و فيما يعد ” خاطرة تأخرت عن أوانها” ذكر كيرشنير الضفة الغربية، لكن بشكل أساسي ليشكر إسرائيل ضمنا لتسهيل نقل المطهرات و أدوات الاختبار إلى المنطقة. إنه يبدو بطريقة غير مريحة، أن مكتب نيو يورك تايمز في القدس يمارس أبارتهايد صحفيا، فيروس كورونا هو فقط أزمة بقدر ما ينطبق على اليهود الاسرائيليين و دسائسهم السياسية، الفلسطينيون و الغزيون غير محسوبين.
بواسطة* : جيمس نورث *ترجمة مركز الدراسات السياسية والتنموية عن موقع موندوايس*