في أحدث دراسة لإعطاء الأمل في الكشف المبكر عن السرطان، كشف باحثون عن أحدث اختبارات الدم، ويمكن أن تكتشف أكثر من 50 نوعًا من المرض الذي يحصد سنويا أرواح الملايين.
ويعتمد الاختبار على التغييرات الكيميائية التي يحدثها السرطان في الحمص النووي للمصابين، والمعروفة عمليا باسم "أنماط مثيلة". بحسب تقرير أوردته صحيفة الغارديان وترجمته "عربي21".
ويقول الباحثون، إن الاختبار لا يمكنه فقط معرفة ما إذا كان شخص ما مصابًا بالسرطان، ولكن يمكنه أيضًا إلقاء الضوء على نوع السرطان الذي يعاني منه.
وأوضح الدكتور جيفري أوكسنارد من معهد دانا فاربر للسرطان في بوسطن، وهو جزء من كلية الطب بجامعة هارفارد، أن الاختبار يتم الآن استكشافه في التجارب السريرية، حيث يجري التركيز حاليا على مجموعات مستقلة معرضة لخطر الإصابة بالسرطان، ومن بينها مصابون بالفعل.
ووجد الفريق أن الاختبار كانت نتائجه أفضل كلما كان المرض أكثر تقدمًا بشكل عام، حيث تم اكتشاف السرطان بشكل صحيح في 18% من المصابين بسرطان المرحلة الأولى، ولكن اكتشف بنسبة 93% من المصابين بسرطان المرحلة الرابعة.
يقول الفريق إن النتائج مثيرة لأنها توفر إمكانية إيجاد طريقة جديدة للكشف عن السرطانات التي يصعب اكتشافها، فعلى سبيل المثال، حدد الاختبار بشكل صحيح 63% من المصابين بسرطان البنكرياس في المرحلة الأولى، وارتفعت النسبة إلى 100% في المرحلة الرابعة.
ووجد الفريق كذلك أن الاختبار يمكن أن يلقي الضوء على نوع السرطان، فبالنسبة لـ 96% من العينات، كان الاختبار قادرًا على تقديم تنبؤ عن الأنسجة المصابة بالسرطان، حيث وجد 93% من هذه التنبؤات أنها صحيحة.
ويعلق الدكتور ديفيد كروسبي، رئيس الاكتشاف المبكر في مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، على الاختبار بالقول، إن الكشف عن السرطانات في مراحلها المبكرة مهم لأنه أقل عدوانية وأكثر قابلية للعلاج، وأن هذا الاختبار ما زال في مرحلة مبكرة من التطور، إلا أن النتائج الأولية كانت مشجعة، إذ أن الاختبار قد يصبح أداة فعالة للكشف المبكر عن السرطانات حال تم تطويره وضبطه.
وفقاً لأحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن السرطان يتسبب بحوالي 7.9 ملايين وفاة حول العالم سنوياً. حوالي 70% من هذه الوفيات، أي 5.5 ملايين، تحدث حالياً في الدول النامية، بحسب إحصائية رسمية لمنظمة الصحة العالمية.