في إحدى جمهوريات آسيا الوسطى السوفياتية السابقة، لم يعلن حتى الآن رسميا عن إصابة أي أحد بفيروس كورونا (كوفيد-19)، وحظر رئيس هذه الدولة لبس الكمامات وحتى التلفظ بكلمة "كورونا"، وأغلق حدود البلاد، في الوقت الذي تتكفل فيه قوات الأمن بمتابعة المحادثات الهاتفية للسكان بخصوص الموضوع.
وأزيل اسم المرض من الكتيبات الطبية الموزعة في المدارس والمستشفيات وأماكن العمل؛ فالبلد خال رسميا من هذا الوباء الذي لا يمكن ذكر اسمه، وفقا لما نقلته صحيفة لاكروا الفرنسية عن صحيفة "وقائع تركمانستان"، التي تعد إحدى المصادر المستقلة القليلة التي ما زالت تنشر أخبار هذا البلد، وفقا للاكروا.
الصحيفة ذكرت أن سكان تركمانستان يعرفون رئيسهم القوي قربانقلي مالكقليفيتش بردي محمدوف بأنه الشاعر المفلق والفارس المغوار ولاعب الغيتار الموهوب و"حامي حمى" هذا البلد، الذي يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين نسمة.
وبأسلوب لا يخلو من بعض التهكم تضيف الصحيفة أن هذا الرئيس -الذي هو أصلا طبيب أسنان، ويدير بلده بقبضة من حديد- أضاف اليوم تخصصا جديدا علاوة على ما كان لديه؛ إذ أصبح كذلك اختصاصي أمراض معدية، وقرر حظر استخدام كلمة "كورونا" في اللغة التركمانية.
ولفتت لاكروا إلى أن القرار كان يمكن أن ينظر إليه على أنه هزلي لولا أن الشرطة -في ثياب مدنية- تقوم باعتقال المارة الذين يتحدثون عن الفيروس في محطات الحافلات، أو في طوابير التسوق، أو الذين يرتدون كمامات.
ونقلت لاكروا عن مديرة مكتب مراسلون بلا حدود في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى جان كافيلر استنكارها هذا الإجراء قائلة "السلطات التركمانية اختارت -كعادتها- حلاً متطرفًا من أجل التعتيم على جميع المعلومات الخاصة بهذا الفيروس التاجي".
كما حظرت السلطات منح تأشيرة الدخول لأي أجنبي لم يقدم لسفارتها -التي ستصدر التأشيرة- وثيقة تثبت أنه خضع قبل ما لا يزيد على 24 ساعة للفحص، وتأكد خلوه من كورونا، كما أوقفت تركمانستان النقل الجوي بشكل كلي منذ 17 مارس/آذار الماضي، وهو ما تسبب في تقطع السبل بعشرات المواطنين الذين كانوا يعملون في روسيا ولم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم بسبب هذا الإجراء التعسفي، وفقا للاكروا.المصدر : لاكروا