قائمة الموقع

هل يمهد حديث السنوار الطريق أمام صفقة تبادل؟

2020-04-04T12:24:00+03:00
الرسالة نت - محمد عطا الله

يبدو أن حديث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار عن إمكانية تقديم تنازلا جزئيا في حال أفرج الاحتلال عن المرضى والأسرى والأطفال في السجون، حرك المياه الراكدة بشأن إمكانية التقدم في ملف تبادل أسرى.

وقال السنوار في لقاء عبر فضائية الأقصى؛ للإجابة على أسئلة النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي: "يمكننا أن نقدم تنازلًا جزئيًا في موضوع الجنود الأسرى لدينا، مقابل إفراج الاحتلال عن الأسرى كبار السن والمرضى، كمبادرة إنسانية في ظل أزمة كورونا".

وأضاف: "أما الثمن للأسرى جميعهم، فهو كبير يجب على الاحتلال أن يدفعه، لافتا إلى أن الشرط الأول لبدء المفاوضات مع الاحتلال، هو الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار".

وكانت مصادر سياسية وأمنية إسرائيلية قالت: إن مبادرة السنوار "قد تفتح نافذة فرص للتقدم بمسألة استعادة الأسرى من قطاع غزة".

ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن المصادر قولها: "نحن منفتحون على أفكار كثيرة، ووراء هذه الكلمة نقاشات عقدت مؤخرًا لدى المستوى السياسي- الأمني حول التقدم في مفاوضات استعادة الأسرى".

ووفقا للصحيفة، فإن الفكرة الأساسيّة محاولة التقدّم في ملف الأسرى عبر "رزمة مساعدات إنسانيّة لقطاع غزّة ومبادرات أخرى"، ويذكر المراسل العسكري للصحيفة، طال ليف رام، أن الحديث عن "شباك فرص" ذو صلة طالما أن الجائحة لم تتفشَّ في قطاع غزّة.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ربط، الأسبوع الماضي بين المساعدات الإنسانيّة لقطاع غزة وبين التقدّم في ملف الأسرى، وهو ما ردّ عليه السنوار بالقول إذا وجدنا أنّ مصابي كورونا في قطاع غزة لا يقدرون على التنفس سنقطع النفس عن 6 مليون صهيوني، وسنأخذ ما نريده منكم خاوة (بالقوة)".

 إحداث حلحلة

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي د. عدنان أبو عامر أن ما صرح به قائد حماس يحيى السنوار حول قضية الأسرى وجد آذانا صاغية كثيرة لدى الشارع الإسرائيلي.

ويوضح أبو عامر في حديثه لـ"الرسالة" أن لعب السنوار على الوتر الإنساني قد يكون لديه دلالات حول قضية الأسرى ويفتح شهية الاحتلال في الرغبة بمعرفة أوضاع جنوده المأسورين لدى المقاومة في قطاع غزة.

ويؤكد أن هذا الأمر قد يساهم في إحداث حلحلة ويشكل انفراجه جدية في التمهيد لصفقة تبادل للأسرى بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل ما يعرف بجائحة كورونا.

 إدراك سليم

ويعتقد الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي ناصر ناصر أن مبادرة حركة حماس لصفقة محدودة يتم من خلالها إطلاق سراح أسرى كبار ومرضى ونساء مقابل تنازل جزئي قد يكون على شكل معلومات او ما شابه ذلك، هي إدراك سليم لفرصة الكورونا أو بشكل آخر لمدى خطورة تفشي الوباء داخل السجون، مما يعّرض فئات من الأسرى لخطر الموت الحقيقي.

ويرى ناصر في مقال له أن المبادرة قد تنجح، وحتى إن لم تنجح فقد أعذرت المقاومة وليس هذا هو المطلوب والمقصود وطنياً وأخلاقياً، بل استمرار وتصعيد وتطوير الضغط لإنجاح المبادرة وهذا هو الواجب والمفضل.

ويبين أنه لا يمكن لدولة الاحتلال على الأرجح أن تسمح باندلاع جولة تصعيد جديدة مع غزة في ظل الكورونا وستبذل كل جهودها لتجنب ذلك، لذا فقد لا تتوفر فرصة كهذه لغزة المظلومة بأن تطالب وتصّر على أبسط حقوقها في فكّ الحصار والعيش بكرامة، والتوضيح للملأ أن التصعيد قادم ولأول مرة بهذا الشكل بين مطرقة الصواريخ والملاجئ وسندان الكورونا، وهكذا يعني الانتظار دون الاستمرار في المبادرة تردداً وتضييعاً للفرص " ادخلوا عليهم الباب ".

وكانت "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس" قد أعلنت في الثاني من إبريل 2016، أن في قبضتها أربعة من جنود الاحتلال، ونشرت أسماءهم وصورهم دون إعطاء المزيد من المعلومات، مؤكدة على أن أي معلومات جديدة، لن يحصل عليها الاحتلال إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها.

اخبار ذات صلة