قائمة الموقع

تجنيد البكتيريا.. سلاح (إسرائيل) التاريخي

2020-04-05T15:05:00+03:00
صورة أرشيفية
الرسالة – مها شهوان

منذ قيام دولة "إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية، لم يتوقف تدميرها للأبرياء من الفلسطينيين بواسطة السلاح الناري، بل يسجل التاريخ لجؤها إلى أسلحة أشد فتكا وهو تجنيد البكتيريا واستخدام الأسلحة البيولوجية المحرمة دوليا من غازات وجراثيم.

الباحث في التاريخ يجد أن "إسرائيل" وحتى قبل ولادتها استعملت الأسلحة البيولوجية بغرض إبادة أكبر عدد من الفلسطينيين ومنعهم من العودة إلى ديارهم كما فعلت عام 1948.

يذكر أن الأسلحة البيولوجية وهي أنواع من البكتيريا أو الفيروسات أو الخمائر، مصممة للفتك بالإنسان أو الحيوان أو النبات، وتصل إلى الإنسان عن طريق الهواء أو الطعام أو الماء أو الحقن، وبعد التعرض لها تكون هناك فترة حضانة تتكاثر خلالها الفيروسات أو البكتيريا داخل الجسد دون أن يشعر الإنسان بعوارضها وبعد ذلك يبدأ المرض القاتل، وعندئذ يمكن أن تنتشر العدوى.

كانت البداية الموثقة لاستخدام "إسرائيل" لأسلحتها البيولوجية في حادثة "تسميم عكا" عام 1948، حين أنشأت العصابات الصهيونية فيلق العلوم وبدأت حربها البيولوجية، فاستهدفت آبار عكا وسممتها، وانتشر بين السكان "حمى التيفوئيد" وكان الهدف حينها محو السكان العرب واحتلال فلسطين.

يقول الباحث الفلسطيني د. سلمان أبو ستة في مقال له نشر في صحيفة الحياة اللندنية سنة 2003 أن هذه جريمة كشف عنها النقاب من واقع ملفات الصليب الأحمر في جنيف التي أصبحت متاحة للباحثين الآن.

وينقل أبو ستة أصل الحكاية أنه بعد سقوط مدينة حيفا في إبريل 1948 تدفق آلاف المهاجرين من حيفا إلى عكا، وازدحمت بسكانها، وكانت لا تزال تحت الحماية البريطانية، وفي الأسبوع الأول من مايو، بدأت القوات الصهيونية بمحاصرة المدينة، ثم أطلقت عليها وابلا من قنابل المورتر، وكانت مياه الشرب تصل إلى المدينة من قناة تأتى من القرى الشمالية قرب كابري التي تبعد 10 كم عن عكا، وتعرف في بعض مواقعها بقناة الباشا.

وتعترض طريق القناة إلى عكا مستعمرات صهيونية، شرقي وغربي المزرعة التي تبعد حوالي 6 كم عن عكا، وفي نقطة ما عند القناة، حقن الصهاينة المياه بجرثومة التيفود، وسرعان ما انتشرت حمى التيفود بين الأهالي والجنود البريطانيين.

لم تتوقف الحرب البيولوجية آنذاك في عكا، فبعد أسبوع من وقوع الضحايا طبقت ما فعلته في غزة  وبنفس الخطة، لكن مباحث القوات المصرية قبضت على اثنين من اليهود متلبسين بمحاولة تلويث مياه غزة، وهما (دافيد هورين و دافيد مزراحي) كانا يحومان حول قوات الجيش، وبالتحقيق معهما اتضح انهما مكلفان من القائد الصهيوني موشي بتسميم مصادر المياه التي يستقي منها الجيش والأهالي بميكروب التيفوس والدوسنتاريا، وقد ضبطت معهما زمزمية مقسومة من الداخل بحاجز، ومن القسم الأعلى مياه عادية صالحة للشرب والنصف الأسفل خلاصة الميكروب وبه فتحة سفلى خفية.  

وقد اعترفا بأنهما جزء من فريق مكون من عشرين شخصا، وبعد انتهاء التحقيق معهما، أعدما بعد ثلاثة شهور من القبض عليهما.

وفي حادثة موثقة كشفت عن حرب الاحتلال البيولوجية ضد الفلسطينيين عام 1987، حيث عملت "إسرائيل" فترة الانتفاضة الأولى على تلويث مصادر المياه في الضفة المحتلة تسببت في تسميم المحاصيل الزراعية.

وفي عام 2001 خلال الانتفاضة الثانية هاجمت "إسرائيل" المنتفضين بأسلحة كيماوية وجرثومية ظهرت آثارها على مواليد عام 2009، عندما ولدوا أطفال برؤوس كبيرة "استسقاء الرأس"، وكذلك ظهر عدد لا بأس من الأطفال المصابين بالتوحد، واعاقات أخرى.

كما واستغلت "إسرائيل" في حروبها مع قطاع غزة 2008، 2012، 2014 واستخدمت أنواعا عدة من الأسلحة الجرثومية والكيميائية "كالفسفور الأبيض".

وتشير مصادر فلسطينية مطلعة إلى أن الخلاص من الفلسطينيين بكل الوسائل، وإن كان بالتسميم الجماعي، تم تشريعه من قبل كبار حاخامات "إسرائيل"، وهو ما أكده المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في تقرير نشره على موقعه الإلكتروني صيف 2016، لافتا إلى وجود فتوى يهودية تدعو المستوطنين لتسميم مياه الشرب التي تغذي القرى والبلدات والمدن الفلسطينية بالضفة الغربية.

والهدف من تسميم المياه يتمثل في دفع السكان المحليين الفلسطينيين إلى مغادرة قراهم وبلداتهم؛ ليتسنى للمستوطنين السيطرة على أراضيهم.

وتشير التقارير إلى أن "إسرائيل" تملك اليوم أكبر مخزون من الأسلحة البيولوجية والكيماوية في أوروبا وآسيا.

 

وهذا المخزون أنشأه بن غوريون رئيس وزراء إسرائيل من عام 1948 وحتى 1963، باستثناء الأعوام 1953 حتى 1955، عندما أسس منظمة "همد" العلمية، ومنها انبثقت منظمة "همد بيت"، وغرضها الحرب الجرثومية، وأحيطت بالسرية التامة.

ويعمل في المركز حوالي 300 موظف منهم 120 من حاملي الدكتوراه في قطاعات مختلفة من علوم البيولوجية والكيمياء والرياضيات والبيئة والفيزياء، ويعاونهم نحو 100 فني مؤهل تأهيلاً عالياً.

 

 

 

 

اخبار ذات صلة