في يومه الثامن داخل مستشفى الحجر الصحي برفح، وجد الطبيب حاتم الغولة أخصائي العناية المركزة في مستشفى الشفاء بغزة، نفسه مجبرًا على زف شقيقته العروس عبر هاتفه المحمول، ومشاركتها فرحتها وفقًا لما أتيح له.
يقول "الغولة"، "إنه لم يتمكن من حضور زفاف اخته الصغرى نتيجة وجوده في الحجر من أجل علاج المصابين "بكورونا"، إلا أن والده قد أصر على أن يزفها بنفسه عبر الهاتف المحمول". موضحًا أنه عاش فرحًا ممزوجًا بالدموع.
وأضاف الطبيب، "اخترت خدمة وطني وتقديم العلاج للمصابين، على حضور زفاف شقيقتي، فتعودت دائمًا على أن أكون من المبادرين في تقديم الخدمات الطبية والاسعافات الأولية للمصابين في جميع الأحداث والحروب على غزة" .
ويحرص الغولة وهو الأبن الأكبر لوالديه على مواصلة رعايتهما كما اعتاد في كل صباح، عبر الهاتف المحمول، إذ ينال رضاهما قبل أن يبدأ يومًا جديدًا من العمل بعلاج المصابين "بكورونا"، ما يمده بالطمأنينة والسعادة.
ولا يخفي، شوقه لأبنائه الذين لم يبسق له الغياب عنهم لفترة 15 يومًا على التوالي، ويقول "في كل محادثة تجمعنا يبادرون بسؤالي "متى هنشوفك"، مبينًا أن قرار الغياب عن الجلوس معهم وملاعبتهم كان صعبًا إلا أنه ضروريًا من اجل خدمة الوطن".
و تواصل وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، بذل الجهود لمنع انتشار وباء "كورنا" في القطاع، متخذة أقصى درجات الوقاية والسلامة العالمية.