قائمة الموقع

من يُخبر الشّخرة؟

2020-04-12T13:00:00+03:00
بقلم: محمد سليمان نصر الله الفرا

أخبروا الشخرة أن سادةَ البلاد هم شهداؤها وأسراها، ومرابطٌ على ثغور الوطن يشدُّ كفّه على سلاحِه الطاهرِ في عتمة الليل، ومطاردٌ في جبالِ النّارِ يخافُ على نفسِه جنود الاحتلالِ، وجلاوزةَ التنسيقِ الأمنيّ المقدّس!!

وعجوزٌ سبعينيٌةٌ ترى خريطةَ الوطنِ في وجهِه الشّاحبِ، لا زالَ يحملُ مفتاحَ الدارِ، يغني لأحفادِه أهازيجَ العودةِ، ويروي لهم قصصَ البلاد، ولم تفارٍق رائحةُ شاطِئ حيفا، ولا برتقالِ يافا أنفَه المُجعّد الذي ما استطاعَ الاحتلالُ كسرَه!!

وأمٌّ فلسطينيةٌ تطرّزُ الثّوبَ الفلّاحيَّ بصمودِها، وتودّعُ شهيدهَا بدمعةٍ صامتةٍ، وزغرودةٍ باكيةٍ، وتعدُّ الأيامَ مُتلفعةً بالكوفيّةِ السّمراء، وهي تنتظرُ انقضاءَ مدّة محكوميّةِ أبيه وأخيهِ في سجن غوفر أو تلموند أو الدامون!!

وطفلٌ وُلِدَ في العتمةِ فما عادَ يخشَى الظُّلمَ ولا الظّلامَ، وآخرُ جاءَ المخاضُ أمَّه على حاجزِ حوارة في نابلس، أو حاجز قلنديا بين القدس ورام الله، فوضعَته وفي كفّه حجرٌ!!

يا شخرة - ولستَ سوَى شخرةٍ - شعبي وأهلي وربعي كلهم أسيادٌ، وليسوا عبيدا إلا لله، فنحنُ قومُ عزٍّ، وأهلُ منعةٍ وأنفةٍ، والعبيدُ من أمثالكَ هم الذينَ يبحثونَ عن أسيادٍ لهُم!!

يا شخرة...
نحنُ الذينَ إذا وُلدنَا بُكرةً
كُنّا على ظَهرِ الخُيولِ أصيلاً
والسّلامُ على الأحرارِ!!

• المقال منشور على حسابه على الفيس بوك

اخبار ذات صلة