منذ اعتقال المهندس محمد الحلبي -42 عاما- من مخيم جباليا وهو يعاني من وضع صحي سيء نتيجة العنف الذي مارسه المحققون الإسرائيليون ضده، مما أفقده القدرة على السمع والآم شديدة في الرأس بفعل الإهمال الطبي المتعمد من مصلحة السجون التي لا تزال تماطل في توفير العلاج المناسب له.
ويعتبر المهندس الحلبي الذي اعتقل في يونيو 2016 صاحب أطول محاكمات في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة حيث عرض منذ اعتقاله 135 مرة على المحاكم، ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجزه بحجة تحويل مبالغ مالية من مؤسسة "الرؤية العالمية الامريكية" التي كان مديرا لها في غزة لصالح فصائل فلسطينية، لكن دون وجود أي دليل أو ثبوت تهمة قانونية ضده.
ومؤخرا، ضمن سياسة الإهمال التي تتعمدها مصلحة السجون مع انتشار جائحة كورونا، لا تزال تماطل في إدخال الأدوات الوقائية لجميع الاسرى الموزعين على المعتقلات كافة، عدا عن اهمالها المتعمد للأسرى الذي يعانون الأمراض كحال الأسير الحلبي، مما دفع هيئة شؤون للأسرى المطالبة بضرورة الافراج عنه دون شروط.
وأكدت الهيئة في بيان وصل "الرسالة" أنه قد تتضاعف العوارض السلبية لإصابة الأسير حلبي، وتؤثر على بصره نتيجة إهمال علاجه المتعمد من إدارة مصلحة السجون، التي ما تزال تماطل بتحويله لتلقي العلاج اللازم لحالته الصحية السيئة.
وتتعمد إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية التضييق عليه، ومفاقمة معاناته عبر التنقلات المستمرة في "البوسطة"، وما يتعرض خلالها من تعذيب وتنكيل وإهانة، إضافة إلى تعذيبه جسديا ونفسيا، وعزله لفترات طويلة.
يذكر أن المحكمة رقم 135 التي عقدت للحلبي كانت في بداية مارس الماضي، ولم تختلف عن سابقتها من حيث عجز النيابة عن تقديم أي بينة أو إثبات على إدانته، بأي من تهم دعم الإرهاب المنسوبة إليه.
ومطلع مارس الماضي تحدث والد الحلبي إلى وسائل الاعلام بعد المحاكمة وذكر أن النيابة العسكرية تعتمد فقط على إفادة عميل لها في السجن، بأنه سمع اعترافا من الأسير بالتهم المنسوبة إليه، الأمر الذي ينفيه جملة وتفصيلا، بل ويؤكد أن كل معلومات العميل تم دحضها بالتفاصيل الدقيقة من خلال جلسات المحاكم ومن خلال أدلة موضوعية وشهادة شهود دعاهم للإدلاء بشهادتهم في المحكمة.
ووفق قول والده فإن العشرات من الشهود العرب والأجانب أجمعوا على نفي التهم المنسوبة للمهندس محمد، جملة وتفصيلا بل وباتت بعض التهم موضع تهكم وسخرية في المحكمة، لأن التدابير الإسرائيلية ذاتها تمنع أي إمكانية لحدوثها.
ويخشى والد المعتقل من خضوع محاكم الاحتلال لإملاءات الأجهزة الأمنية أن يكون الحكم سياسيا، مرجعا ذلك "لتلمّس عدة إشارات بان المحكمة تتعامل مع القضية بمحاباة كاملة وغير منصفة لصالح الادعاء العام، بل وأحيانا بطريقة غير قانونية، من خلال قرارات كثيرة ومختلفة.
يذكر أن مؤسسة الرؤية العالمية التي كان يديرها الحلبي من غزة، إنسانية خيرية أمريكية، وأن طبيعة عمله فيها إنساني بامتياز، حيث كان يساعد العائلات الفقيرة، والمرضى (خصوصا المصابين بالسرطان)، ويقدم الدعم النفسي للأطفال بعد الحرب، ويساعد المزارعين والصيادين المتضررين.