قال ضابط (إسرائيلي) إن "أزمة فيروس كورونا كشفت عن علاقات جديدة بين (إسرائيل) والفلسطينيين، ففي الوقت الذي تحتاج فيه غزة إليها لتقديم المساعدات الطبية، فإن التعاون الإسرائيلي مع السلطة الفلسطينية في ذروته، مما قد يعطي مؤشرات إيجابية على هذا الوباء".
وأضاف تال ليف رام في مقاله على صحيفة معاريف، أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية تعطي لحماس إشارات إيجابية على إدارة أزمة كورونا في غزة، والتقدير السائد أنه لا يعرف على وجه الدقة أعداد المصابين هناك، لكن أي تفش للوباء سيشكل مصدر قلق لـ(إسرائيل)، خشية من فقدان حماس للسيطرة، مما يجعل أجهزة الأمن تتحسب لسيناريوهات مختلفة".
وأوضح أن "من السيناريوهات الإسرائيلية المقلقة في غزة محاولة الجماهير الفلسطينية الوصول إلى الجدار الحدودي، أو إطلاق قذائف صاروخية كوسيلة للضغط على (إسرائيل)، مما قد يجعل الصورة هناك أكثر تعقيدا، لكن الظاهر حتى الآن أن حماس ليست وجهتها نحو التصعيد، رغم التهديدات التي تطلقها في الآونة الأخيرة، حيث تعتبر أوساط الأمن الإسرائيلي أن هذه التهديدات جزء من إدارة المفاوضات عبر الإعلام".
وأكد أن "حماس تسعى من تهديداتها ضد إسرائيل لاستخدامها وسيلة للضغط عليها لتحصيل المزيد من المساعدات الإنسانية والصحية لمواجهة الوباء، مما يدفع للتساؤل: من كان يعتقد أنه في واقع الشرق الأوسط تصبح حماس بحاجة إسرائيل لمواجهة الوباء، وهنا قد لا يكون مصادفة أن يحاول الجانبان التقدم باتجاه إنجاز صفقة تبادل أسرى".
وأوضح أنه "رغم التهديدات المتبادلة بين غزة وإسرائيل، فإنهما يريان في الأمر فرصة يمكن استغلالها، ولكن في ظل الفجوات الكبيرة فإن التقدم في الصفقة ليس مرجحا كثيرا، لذلك تفضل حماس ألا تصل لمواجهة مع إسرائيل، وإنما المضي قدما في إنجاز التسوية معها، لأنها تخدم الجانبين، لاسيما في مواجهة الوباء".
واستدرك بالقول أن "الصورة قابلة للتغير المفاجئ في حال تفشي المرض، لأنه في هذه الحالة قد توجه حماس نيرانها باتجاه إسرائيل للحصول على مساعدات طبية، وإسرائيل ليست بحاجة لتذكر ذلك، وتفهم ضورة الحاجة للتعاون لمواجهة كورونا دون اللجوء للتصعيد العسكري".
الضابط "الإسرائيلي" انتقل في حديثه عن الوضع لدى السلطة الفلسطينية، قائلا إنها "تحظى بإشادة إسرائيل في تعاملها مع كورونا، فالسلطة تعمل بجدوى عالية، وبصورة منظمة، وتنسيق كامل مع إسرائيل، سواء من الناحية الأمنية أو المدنية، وتنجح حتى الآن في فرض الإغلاق على الجمهور الفلسطيني، لأن السلطة تدرك خطورة تفشي الوباء على استقرارها في الضفة الغربية".
وأضاف أن "إسرائيل من جهتها لا تتردد في تقديم المساعدة للسلطة الفلسطينية، لأن أي إخفاق لها في مواجهة كورونا سيترتب عليه نتائج خطيرة على إسرائيل أيضا، لأن الوباء لا يتوقف أمام الجدار الفاصل، بل إن الانهيار المتوقع للسلطة إن تفشى الوباء في أراضيها سيزيد من التحديات الأمنية أمام إسرائيل، ومن ذلك إمكانية استئناف العمليات المسلحة".
وختم بالقول أن "مصلحة الجانبين، السلطة الفلسطينية وإسرائيل، أن تذهب باتجاه إدارة الامور في مناطقها بدعم كامل من تل أبيب، وفي هذه الحالة أصبح كورونا، ويا للعجب، منصة مهمة لتحسين علاقات الجانبين بعد تدهورها خلال السنوات الماضية".
عربي21