يصادف السابع عشر من إبريل الذكرى الرابعة عشر لاستشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وأبرز قادتها في فلسطين؛ حيث اغتالته طائرات "الأباتشي الصهيونية مع اثنين من مرافقيه في عام 2004 بسيارته أثناء سيره بمدينة غزة.
ويتوافق ذكرى استشهاد الرنتيسي مع ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، الذي كان يشارك في أبرز فعالياته في يوم استشهاده.
الرنتيسي في سطور
ولد الشهيد الدكتور عبد العزيز علي عبد المجيد الرنتيسي بتاريخ 23 أكتوبر 1947 في قرية يبنا، واستطاع الرنتيسي إنهاء دراسته الثانوية عام 1965 وكان من المتفوقين فيها، وهو ما أهله للحصول على منحة دراسية في مصر فذهب إلى جامعة الإسكندرية لدراسة الطب، فحصل منها على بكالوريوس طب عام في سنة 1971 ثم على ماجستير في طب الأطفال.
عمل طبيباً مقيماً في مستشفى ناصر بخانيونس - عام 1976 كما شغل عدة مواقع في العمل العام منها عضوية هيئة إدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني وعمل في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978 محاضراً يدرس المساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات.
مسيرة العطاء
كانت أول مواجهة للدكتور الشهيد الرنتيسي مع الاحتلال عام 1981 حيث فرض عليه الإقامة الجبرية ثم اعتقل على خلفية رفضه دفع ضريبة القيمة المضافة والمكوس للعدو من نفس العام هو وبعض الأطباء.
بلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها الرنتيسي في السجون الصهيونية سبع سنوات بالإضافة إلى سنة قضاها مبعداً في مرج الزهور بأقصى جنوب لبنان عام 1992، وكان أول قيادي في حماس يعتقل بتاريخ (15-1-1988)، وأمضى مدة ثلاثة أسابيع في المعتقل ثم أفرج عنه ليعاد اعتقاله بتاريخ (5-3-1988).
كان الرنتيسي أحد قياديي حركة الإخوان المسلمين السبعة في قطاع غزة عندما حدثت حادثة المقطورة، فاجتمع قادة الإخوان المسلمين في قطاع غزة وعلى رأسهم الرنتيسي، على إثر ذلك، وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارا مهما يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال "الإسرائيلي".
تعرَّض الرنتيسي إلى ملاحقة الاحتلال واعتُقِلَ عددًا من المرَّات، وكان هو أول المعتقلين من قيادات حماس بعد الإعلان عن إطلاقها، وكان ذلك في العام 1988م، وبلغ مجموع فترات الاعتقال التي قضاها في السُّجون ومراكز الاعتقال الإداريِّ الإسرائيليَّة سبع سنواتٍ.
وبعد أن اشتدت الانتفاضة يوماً بعد يوم وتوالت الاعتقالات على والمجاهدين حتى كانت ليلة 17 ديسمبر 1992 التي تم إبعاد 416 ناشطاً فلسطينياً غالبيتهم من حركة المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور بجنوب لبنان، هذا النفي الذي كان سببه عملية خطف لجندي صهيوني من قبل المقاومة الفلسطينية من نفس العام، إلى أن عاد المبعدون إلى فلسطين
وبعودة أحمد ياسين إلى قطاع غزّة في أكتوبر 1997، عمل الرنتيسي جنبًا إلى جنب معه لإعادة تنظيم صفوف حماس، وقام الرنتيسي بعمل المتحدّث الرسمي لتنظيم حماس وكقائد سياسي للتنظيم.
واعتقل الرنتيسي في سجون السلطة الفلسطينية 4 مرات، وبلغ مجموع ما قضاه في زنازينها 27 شهرًا معزولًا عن بقية المعتقلين، وقد حاولت اعتقاله أكثر من مرة، ولكنها فشلت بسبب حماية الجماهير الفلسطينية لمنزله.
وبعد اغتيال الشيخ القعيد القائد أحمد ياسين مؤسس حركة حماس من قبل "إسرائيل" في مارس 2004، اختير الدكتور الرنتيسي زعيمًا لحركة "حماس" في قطاع غزة، خلفًا للزعيم الروحي للحركة الشهيد الشيخ أحمد ياسين.
واستشهد الدكتور الرنتيسي مع اثنين من مرافقيه في 17 نيسان (أبريل) 2004 بعد أن قصفت سيارتهم في مدينة غزة.
محاولات اغتياله
كانت أولى محاولات اغتيال د. الرنتيسي في مرج الزهور في خيمة الإعلام في اليوم الأول من شهر رمضان، حضر شخص يتحدث العربية ادعى أنه مترجم لصحفي ياباني، دخل الخيمة وترك حقيبة بأكملها، قدر أن كان الجميع خارج الخيمة على مائدة الإفطار، سمع الجميع صوت الانفجار وهبوا لإطفاء الحريق وبحثوا عن الصحفي ورفيقه فلم يجدوا لهما أثرا.
وفي 16 يونيو 2003 تعرض لمحاولة اغتيال ثانية استشهد فيها اثنان من مرافقيه، وأصيب نجله أحمد بجروح خطيرة. وفي شهر أيلول 2003 تعرض لمحاولة اغتيال ثالثة فشلت هي لأخرى، ثم تعرض لمحاولة اغتيال رابعة في اليوم الثالث لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، نجا منها أيضاً ولم تكشف عنها حماس إلا بعد تأكيدها من قبل أجهزة الأمن الصهيونية.
وأخيراً شاءت الأقدار أن تحقق للشهيد الرنتيسي أمنية وهي الجنة، ففي ليلة الثامن عشر من ابريل للعام 2004م، طائرات الأباتشي الصهيونية تغتال القائد الرنتيسي ومرافقيه وسط مدينة غزة، ويهرع سكان غزة لمشفى الشفاء للتأكد من صدق من يقال، الحزن على الوجوه والدموع لا يملك الإنسان حبسها حزناً على فراقه.