قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الخميس إن تفشي فيروس كورونا المستجد في منطقة الشرق الأوسط يهدد بتدمير حياة الملايين ممن يعانون بالفعل في مناطق الصراعات، وقد يفجر اضطرابات اجتماعية واقتصادية.
وأضافت اللجنة أن حظر التجول وإجراءات العزل المفروضة في إطار تدابير الحفاظ على الصحة العامة لكبح انتشار الفيروس؛ تجعل من الصعب بالفعل على كثيرين توفير سبل العيش لأسرهم.
وحثت اللجنة، ومقرها جنيف -في البيان الذي ذكرت فيه بالاسم سوريا والعراق واليمن وقطاع غزة ولبنان والأردن- السلطات في المنطقة المضطربة على الاستعداد "لتداعيات مدمرة محتملة"، و"زلزال اجتماعي واقتصادي".
كلفة باهظة على السعودية
وضمن تأثيرات الفيروس في المنطقة العربية؛ قال تقرير في مجلة فورين أفيرز الأميركية إن جائحة كورونا تهدد طموحات السعودية العالمية، مشيرة إلى أنه مع تفشي الفيروس اضطرت المملكة إلى إلغاء العمرة، وهناك احتمالات بإلغاء موسم الحج هذا العام.
وذكرت أنه رغم الفوائد الصحية الواضحة لتعليق العمرة والحج، فإن السعودية ستدفع كلفة باهظة؛ إذ يجلب الحجاج مليارات الدولارات إلى البلاد كل عام، لذلك سيعاني الاقتصاد السعودي ما دامت الأزمة مستمرة.
كما توقفت الصحيفة مع خسارة أخرى أقل قابلية للقياس، ولكنها بالقدر نفسه من الأهمية؛ فلا يزال الحج -وفق ما ذكرته- واحدا من أهم أدوات القوة الناعمة للمملكة، بعد عقدين تدهورت فيهما صورتها العامة.
وأكدت أن الوباء يغير الاتجاهات التاريخية الجارية في كل العالم، وفي هذه الحالة هي نهايةُ محاولة السعودية لقيادة الوحدة الإسلامية، وظهورُ عالم إسلامي متعدد الأقطاب. وخلصت إلى أن فيروس كورونا يضع في المنظور تراجع مكانة ونفوذ السعودية وسيطرتها على العالم الإسلامي.
عار في مصر
وفي أحد أوجه التداعيات التي تنشأ عن تفشي هذا الوباء؛ نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا يقول إن وصمة العار الاجتماعية من كورونا تنتشر أسرع من الفيروس في مصر، ويقول التقرير إن كثيرا من المتعافين على مختلف ألوانهم وأطيافهم لن يُقروا بإصابتهم بالمرض خشية نبذهم.
وذكرت الصحيفة أنه رغم أن إجراءات الإغلاق أقل صرامة في مصر، فإن أُسر العديد من مرضى فيروس كورونا الذين تُوفوا لم تتمكن من دفنهم دون تدخل الشرطة بسبب وصمة العار التي تحيط بالفيروس، والتي مردها أيضا إلى خوف السكان في مناطقهم من انتقال الفيروس لهم من جثث الموتى.
وقالت إن وصمة العار تلك المتزايدة من الإصابة بفيروس كورونا يمكن أن تترك أثرا طويل الأمد على الحياة الاجتماعية والاقتصادية.
ولفتت الصحيفة الانتباه إلى أن وصمة العار هذه هي أحد أعراض فشل الحكومة في إيصال رسالتها، وهو ما يجعل البلاد الآن في أمس الحاجة إلى علماء النفس الاجتماعيين.
حالات جديدة
من جهة أخرى، سجلت بعض الدول العربية حالات جديدة للإصابة بفيروس كورونا؛ فقد أعلنت وزارة الصحة المغربية اليوم الخميس تسجيل وفاة جديدة بالفيروس، ليرتفع إجمالي الوفيات في البلاد إلى 128، كما سجلت 227 إصابة جديدة، ليرتفع إجمالي الإصابات بالفيروس في المغرب إلى ،2251 مقابل شفاء 18 حالة جديدة، وهو ما يرفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 247 حالة.
وفي قطر، أعلن تسجيل 392 إصابة جديدة مؤكدة بالفيروس، وشفاء 9 حالات، ليصل إجمالي عدد حالات الشفاء إلى 415 حالة.
وفي الكويت، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 119 إصابة جديدة، لترفع الإجمالي إلى 1524. وحسب بيان الوزارة، فقد بلغ عدد حالات الشفاء 225، في حين استقر عدد الوفيات حتى الآن عند 3.
وفي لبنان، أعلنت السلطات ارتفاع إصابات فيروس كورونا إلى 663، إثر تسجيل 5 حالات.
وقالت وزارة الصحة في تقريرها اليومي عن مستجدات الفيروس إن 855 فحصا خلال 24 ساعة الماضية أثبتت وجود 5 إصابات فقط.
وأوضحت أنه لم تسجل أي وفاة، ليستقر الإجمالي عند 21 حالة، منذ 21 فبراير/شباط الماضي، في حين تعافى 85 مريضا.
المصدر : الجزيرة + وكالات