قائمة الموقع

هنية: تلقينا اتصالات من وسطاء استوضحوا حول مبادرة "حماس" بشأن إبرام صفقة تبادل أسرى

2020-04-17T21:25:00+03:00
صورة "أرشيفية"
غزة - الرسالة نت

كشف رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، أن بعض الأطراف والوسطاء اتصلوا واستوضحوا من حركته حول الآفاق التي يمكن التحرك بشأن صفقة التبادل مؤكدًا أن حماس عرضت ما يمكن أن يشكل مفتاحًا حقيقيًا.

وقال هنية في مقابلة متلفزة مع قناة التلفزيون العربي مساء الجمعة، إن "تحرير الأســرى هدف نسعى إلى تحقيقه مهما كلف من ثمن وقدمنا مبادرة للبدء بمفاوضات غير مباشرة للوصول إلى صفقة تحقق تطلعات شعبنا وهناك أطراف تواصلت بالخصوص".

وأضاف "إنهم مستعدون لبدء مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال من أجل إتمام صفقة تبادل أسرى"، مشددًا على أن قضية الأسرى كانت وما زالت وستبقى على رأس سلم أولويات شعبنا، وحركة حماس.

وأكد هنية أنه من المعلوم أن كتائب القسام لديها 4 جنود أسرى، والأخ رئيس الحركة في غزة أبو إبراهيم السنوار أعلن عن مبادرة الحركة مشيرًا إلى أننا طالبنا بالإفراج عن كبار السن، والمرضى، والأطفال، والنساء، وأسرى صفقة شاليط حتى نخوض في عملية تفاوضية جديدة.

وأضاف: خضنا مفاوضات على مدار 5 سنوات في قضية شاليط، وأدرناها بدرجة عالية من الحرفية والصلابة، واستطعنا أن نصل لانتصار.

وتابع هنية، "نحن دائما متفائلون بأن نحقق ما نريده، والمعركة بيننا وبين العدو مفتوحة، مضيفًا "منذ الانتفاضة الأولى، وحتى هذه اللحظة وحماس تجعل من تحرير الأسرى قضية حاضرة بكثافة وبقوة، واستطعنا أن نعقد صفقة وفاء الأحرار التي بموجبها تم تحرير أكثر من 1000 أسير وأسيرة من سجون الاحتلال".

ونبه إلى أن فيروس كورونا يهدد حياة الأسرى في سجون الاحتلال، ونحمل العدو المسؤولية الكاملة عن صحة الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل سجونه.

وطالب هنية كل المؤسسات الدولية بالضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى، وأيضًا توفير الحد الأدنى من الإجراءات الصحية التي تحمي أسرانا من فيروس كورونا.

وقال: نحن دائما متفائلون بأن نحقق ما نريده، والمعركة بيننا وبين العدو مفتوحة، وأؤكد أن قضية الأسرى ليست قضية حماس فقط، بل هي قضية الشعب الفلسطيني، وقضية أحرار العالم.

وعبّر هنية عن تضامنه الكامل مع البشرية جمعاء التي تتعرض لهذا الوباء من منطلق أخلاقي وإنساني وقيمي رغم الحصار المفروض علينا في غزة والضفة والقدس.

أزمة كورونا

وأكد هنية أن غزة تعيش في ظروف معقدة بسبب الحصار منذ 14 عامًا، تخللها 3 حروب قاسية ومدمرة، خلفت الكثير من المآسي والآلام، وجاءت الكورونا لتضيف الكثير من الصعاب والتحديات أمام أهلنا في غزة، وأمام القيادات الفلسطينية، وأمام الأجهزة الحكومية.

وشدد على أنه على الرغم من استمرار الحصار، استطاعت الحكومة في غزة التحرك في استراتيجية واضحة ومحددة للتعامل مع كورونا.

وقال هنية إن استراتيجية غزة في مواجهة كورونا، هي اتخاذ إجراءات لوقاية شعبنا من فيروس كورونا من خلال إنشاء مراكز الحجر الصحي، وهذه الخطوة كانت الأهم، لافتًا إلى أن انتشار الوباء في غزة سيسبب كارثة فيها بسبب الاكتظاظ السكاني.

وتابع استطعنا أن نحاصر كورونا، وأن نجعله فقط في داخل مناطق الحجر الصحي.

وقال هنية كان لا بد من وجود خطة إغاثية تحافظ على الحد الأدنى للحفاظ على مقومات الحياة، وهذا تم بالتضافر بين جهود الحركة، والقطاع الخاص، والقطاع الحكومي.

وأوضح أنه وُضعت خطة للتعامل مع احتمالية انتشار الفيروس داخل غزة من خلال تجهيز مراكز حجر صحي محتملة، لكن حتى هذه اللحظة نجحنا في منع دخول الفيروس لغزة.

وأشار هنية إلى أن هناك تنسيقا شاملا مع الجانب المصري، وتوافق على تشغيل معبر رفح، ونرتب كيفية السماح لعودة العالقين في مصر إلى غزة.

وأضاف: رتبنا مع الجانب المصري آلية عودة العالقين على مدار الأسبوع الماضي، وهناك تنسيق جيد للتعامل مع كورونا في غزة.

وقال هنية نحن حرصنا على عدم تسييس أزمة كورونا لأنها إنسانية، لذلك بادرت بالاتصال مع قيادات في السلطة من أجل حماية شعبنا في غزة والضفة، لكن أستطيع أن أقول إن التعاون ليس بالدرجة الكافية.

ولفت إلى أن الإخوة في رام الله ما زالوا يتحركون وفق حسابات سياسية في التعامل مع غزة، ونقول إن هذا الموضوع يحتاج إلى جهد أكبر من السلطة.

وطالب هنية السلطة بالأدوية، وأجهزة الفحص، وأجهزة تنفس صناعي، وضرورة رفع العقوبات على غزة، "آن الأوان لكي تُرفع العقوبات، وأن نخطو خطوات أكبر باتجاه المصالحة، وترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة فيروس كورونا، ولمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

ولفت إلى أن الإمكانات الموجودة في غزة لا تكفي لاحتياجات مليوني مواطن، خاصة في ظل استمرار الحصار.

وقال هنية أجرينا اتصالات مع عديد من الدول الصديقة، وكذلك مع الأمم المتحدة، وتحدثت مع السيد نيكولاي ميلادينوف، وطالبته بضرورة المزيد من الجهود، وتقديم المزيد من الإمكانات الصحية لغزة.

وتقدم هنية بالشكر الجزيل لكل الدول التي ساهمت في دعم غزة لمواجهة أزمة كورونا، مستدركا بالقول "إننا ما زلنا في عين العاصفة، وما زلنا بحاجة إلى المزيد من الإمكانات".

وحمَّل هنية الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أوضاع شعبنا، كون شعبنا ما زال يعيش تحت الحصار، لكن ليس هناك بيننا وبين الاحتلال أي تنسيق مباشر، ولكنْ عبر الوسطاء في مصر وقطر والأمم المتحدة، ممكن أن نقدم مطالب.

اللاجئون بلبنان

وأكد هنية إلى أن هناك جهودًا كبيرة ومكثفة بذلناها على مستوى قيادة الحركة العليا، وقيادة الحركة في لبنان، حيث يتواجد الجسم الأكبر لشعبنا الفلسطيني هناك، والذين يعانون ظروفًا صعبة بالأساس.

وقال إن أزمة كورونا تضيف تحديًا جديدًا وكبيرًا لشعبنا الفلسطيني في لبنان، وتحرُّكنا هناك وفق أولوية حماية شعبنا من الفيروس، ونجحنا في تأمين الوضع الصحي داخل المخيمات، ونعمل على خطة إغاثية لمساعدة لاجئينا في شمال سوريا، ولبنان، وتركيا.

وأشار هنية إلى أنه بحث مع قيادة شعبنا في سوريا كيفية تقديم مساعدات لأبناء شعبنا داخل سوريا.

وقال إننا نتحرك في الإطار الوطني مع جميع الفصائل الفلسطينية، وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية، ومع القوى اللبنانية، من أجل تأمين أبناء شعبنا من فيروس كورونا.

وأضاف أن حماس تعمل في كل الأماكن التي يتواجد فيها أبناء شعبنا، سواء في غزة أو في الضفة أو في الشتات.

مسؤولية السلطة

وأكد هنية أن السلطة عليها مسؤولية فيما يتعلق بالأسرى، وهم ارتكبوا خطأ كبيرًا جدًا حينما جعلوا قضية تحرير الأسرى ضمن خطوات النوايا الحسنة، ووقعوا على اتفاقية أوسلو دونما الإفراج عن جميع الأسرى.

وقال لدينا حوالي 560 حكمًا مؤبدًا، والسلطة يجب أن تعالج الخطأ الاستراتيجي من خلال تبني استراتيجية موحدة للإفراج عن الأسرى.

وعبَّر هنية عن تقديره لرفض السلطة لقطع رواتب جميع الأسرى، لكن ما زال بعض الأسرى لا يتقاضون رواتبهم حتى هذه اللحظة.

المصالحة الفلسطينية

وفيما يتعلق بموضوع المصالحة الفلسطينية، قال هنية إن حماس تعاملت مع موضوع المصالحة مباشرة بعد الانقسام من منطلق ثابت واستراتيجي، وعلى مدار السنوات الماضية، لافتًا إلى أن الحركة وبالتعاون مع الفصائل قدمت الكثير من المبادرات والمرونة من أجل إحداث اختراق حقيقي من أجل إنهاء الانقسام.

وأضاف: قدمنا مؤخرًا 3 خطوات في غاية الأهمية، حين بادرنا بالاتصال بالأخ أبو مازن، وحضور الاجتماع في رام الله لمواجهة صفقة القرن، وأعلنا قبولنا استقبال وفد من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

وتابع هنية: يجب أن نواجه صفقة القرن موحدين، لذلك دعونا إلى عقد الإطار القيادي المؤقت.

وقال قبلنا بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، رغم أنه كان من الأساس أن تكون انتخابات المجلس الوطني معها، وقدمت حركة حماس ردها المكتوب والإيجابي، وكان من المفترض أن يصدر مرسوم رئاسي لإجراء الانتخابات، لكن ذلك لم يحصل.

وأشار إلى أن نقطة الخلاف كانت في أن الإخوة في السلطة اشترطوا أن يأخذوا موافقة الاحتلال قبل إصدار المرسوم، لكننا نرى أن يصدر المرسوم، ثم نخوض معركة مع الاحتلال لنفرض عليه إجراء الانتخابات في القدس.

وأضاف هنية: بادرت بالاتصال بالدكتور محمد اشتية، ونحيت الجانب السياسي، وأيضًا إخواني في قيادة الحركة، وقيادات الفصائل بادروا بالاتصال مع السلطة؛ لأننا أمام خطر حقيقي، وأقول إذا لم نتوحد أمام كل هذه التحديات، متى يمكن أن نتوحد.

وأكد أنه آن الأوان لكي ننهي هذا الانقسام، ونرتب بيتنا الفلسطيني، لأن كل الرهانات سقطت، وأمريكا لن تعطينا شيئًا.

وقال هنية إن حركة حماس متمسكة بأي خيار تقبل به السلطة، نحن جاهزون للمضي به، سواء كان الذهاب للانتخابات، أو عقد المجلس الوطني، أو تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو عقد الإطار القيادي الموقت.

ولفت هنية إلى أن التجاوب من حركة فتح ضعيف للأسف الشديد، ويجب أن يخطوا خطوات في اتجاه أي من هذه الخيارات.

وقال: يجب أن تتوفر الإرادة، وألَّا نخضع للضغوط، وأن نغلب مصلحة شعبنا الفلسطيني، مع ذلك أنا لست يائسًا ولست محبطًا، وأتمنى أن يسود العقل والحكمة على الإخوة في حركة فتح.

وأضاف أنه حتى لو كانت هناك ضغوط على السلطة لعدم إجراء المصالحة، لماذا يمكن أن تتجاوب معها ونحن أمام منعطف تاريخي وتهديد استراتيجي؟!.

وأشار هنية إلى أن حركة حماس أبلغت السلطة بأننا جاهزون للتعاون في الضفة الغربية في تأمين وضع صحي وطبي أفضل، لكن نتفاجأ بتشكيل لجان طوارئ في جميع مناطق الضفة، دونما أي مشاركة من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس.

وقال يجب أن تؤمن السلطة بالشراكة مع الفصائل الفلسطينية، ويجب أن نتعاون على هذا الأساس، مؤكداً أن كل الرهانات على أوسلو وعلى المفاوضات سقطت، وبقي الرهان على وحدة شعبنا.

صفقة القرن

وأكد هنية أن المساس بمدينة القدس المحتلة سيكون صاعق تفجير حقيقي، مشددًا على أن شعبنا الفلسطيني خاصة في الضفة الغربية لن يسمح بذلك.

وقال إن القدس اليوم في خطر حقيقي من عدة اتجاهات، أولًا وسائل الوقاية من كورونا غير متوفرة، والأوضاع الاقتصادية تأثرت بشكل كبير جدًا، وأيضًا إجراءات مخطط التقسيم الزماني والمكاني مستغلين إغلاق المسجد.

ولفت إلى أنه في ظل انشغال العالم بأزمة كورونا، هناك مخططات إسرائيلية بغطاء أمريكي يجري تنفيذها وفق صفقة القرن، سواء في موضوع ضم 30% من الضفة الغربية، واستمرار الاستيطان وشرعنته بالكامل.

العلاقة مع السعودية

وأكد هنية أن العلاقة تاريخيًا مع المملكة العربية السعودية كانت جيدة وقوية، لكن الحقيقة أن الصفحة التي نحن بصددها مؤسفة ومؤلمة، وتتناقض مع كل الأعراف العربية تجاه القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن اعتقال أكثر من 60 فلسطينيًا في سجون السعودية فقط لأنهم يقومون بأعمال دعم وإسناد لشعبهم، فإن هذا الأمر مؤسف، ومؤسف جدًا.

وأضاف: نحن تواصلنا بشكل مباشر، وأنا وجهت أكثر من رسالة لخادم الحرمين، وتحدثنا مع الأجهزة ذات الاختصاص، وتحدثنا مع وساطات دولية من أجل أن ننهي هذا الملف، وما زلنا نتابع، لكن للأسف الشديد يُذهب بهؤلاء إلى المحاكم، وضمن لوائح الاتهام أنهم يعملون ضمن كيان إرهابي.

وأكد هنية أن حركة حماس تتطلع إلى إنهاء هذا الملف، وتتطلع إلى علاقات إيجابية مع المملكة العربية السعودية.

وأضاف ما زلنا نتمنى ونتطلع إلى الإفراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، خاصة في ظل شهر رمضان المبارك.

زيارات هنية

وقال هنية إنه زار العديد من الدول، في سياق توثيق العلاقة بين شعبنا وبين الدول الصديقة، وناقش العديد من الملفات السياسية، والعلاقات الثنائية، وحصار غزة، وأوضاع شعبنا في الخارج.

وأضاف: أنا موجود الآن في دولة قطر العزيزة، وأستغل هذه الفرصة لأعبر عن شكري لدعم دولة قطر لشعبنا.

ولفت إلى أن مقر إقامته داخل الوطن في غزة، وأنه موجود في الخارج في إطار الكثير من المهمات، وأن حركته ذهابًا وإيابًا هي في إطار الوضع الطبيعي لرئيس الحركة.

وقال هنية: لمست موقفًا متطابقًا من الدول التي زرتها لرفض صفقة القرن، وتباحثنا في إمكانية تحقيق المصالحة، ودعم شعبنا في قطاع غزة.

جاهزية المقاومة

وأكد هنية أن المقاومة في غزة، وعلى رأسها كتائب القسام، يقظة ومنتبهة للرد على أي عدوان، ونحن مستمرون في استراتيجية مراكمة القوة، وأي عدوان على شعبنا لن يكون في صالح العدو على الإطلاق.

وتوجه هنية بالتحية لقادة شعبنا الكبار الذين نعيش ذكرى استشهادهم: الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والقائد الكبير خليل الوزير أبو جهاد.

اخبار ذات صلة