في الثالث من إبريل لهذا العام أعلنت الأمريكية "إليسا مارتنيز" –49 عاما- إسلامها، وذلك بعد حوالي ثلاثين عاما من البحث عن الديانة الإسلامية ومحاولة التعرف عليها أكثر من زملائها المسلمين حين كانت طالبة في جامعة كاليفورنيا.
أسباب كثيرة دفعت "إليسا" لتعلن إسلامها، فهي وجدت الطمأنينة والسكينة فيه لاسيما وأي سؤال يدور في ذهنها كانت تجد له إجابة في القرآن والسنة، عدا عن محبتها للفلسطينيين وتضامنها مع قضيتهم، وسبب آخر ربما يستغربه البعض هو فايروس كورونا الذي يجتاح العالم كله.
تواصلت "الرسالة" مع الأمريكية ذات أصول مكسيكية عبر الواتساب، لتحكي رحلتها مع الإسلام، التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي حين كانت طالبة في كلية تضم مسلمين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط وجنوب آسيا.
في البداية لجأت الأمريكية إلى صحافي محرر "مسلم" في محطة إخبارية كانت تتدرب فيها، استطاعت حينئذ أن تسأله وبعض المسلمين عن دينهم حتى زودوها بالحقائق الأساسية وتوضيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي روجتها وسائل الإعلام الأمريكية خاصة في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة تدخلها في منطقة الخليج في الشرق الأوسط.
في تلك الفترة كونت الأمريكية صداقات مع زملائها المسلمين في الجامعة، وكانوا قادرين على إجابتها لأسئلتها الأساسية بدلا من أعضاء غير مسلمين في وسائل إعلام أمريكية يقدمون كانوا يقدمون لها تلك المعلومات.
وأكثر ما طمأنها في رحلة البحث عن الإسلام، أنه يؤكد "المسيحية واليهودية" كلها فروع لنفس شجرة التوحيد وفق قولها.
بعد انتهاءها من دراستها تزوجت وأنجبت طفلا، لكن في ذاك الوقت بدأت الأشياء من حولها تزداد تعقيدا لاسيما بعد اختلاط السياسية بديانتها المسيحية التي تحترمها، لكنها أخذت بالبحث عن دين بسيط لتكون قريبة من الله أكثر، كما تقول
وتروي أنها قبل عام حين جاء عيد الميلاد كانت تروج منشورات وكتب حول كيفية احترام المسلمين للمسيح داخل مركز تجاري، حتى تعرفت على بعض المسلمات وتبادلت معهم الأرقام ومن بينهم أمريكية مسلمة بقيت تتواصل معها وتعلمها الإسلام أكثر.
تقول:" في الوقت الذي انتشر فيه وباء كورونا وكان الجميع خائف، كانت تلك الأمريكية المسلمة وتدعى "كاثرين" والأخوات المسلمات اللواتي أعرفهن على اتصال معي للاطمئنان علي"، متابعة: قبل بضعة أسابيع سألتني إن كنت على استعداد لنطق الشهادتين فأخبرتها بالإجابة "نعم".
وعن طريقة إعلانها للإسلام ذكرت أنه كون الجميع يخضع للحجر الصحي فقد تم عقد اجتماع عبر برنامج الزووم داخل مجموعة تسمي " Coffee with the Sheik" يتحدثون فيها عن قضايا دينية مختلفة ولديهم أجوبة لأسئلتهم، وهناك نطقت الشهادتين.
وحول تأديتها للصوات تحدث بصدق كما تقول أنه أمرا صعب بالنسبة لها كونها غير ناطقة للعربية، وتسعى لتعلم الصلاة بالعربية، لافتة إلى أن الحجر المنزلي بسبب فايروس كورونا حال دون ذهابها للمسجد لتفهم الكثير من النقاط، لكنها عبر تطبيق على هاتفها تحاول الصلاة كما فعلت حين صلت الفجر وحفظت ثلاثة أسطر من سورة الفاتحة بالعربية.
وجربت "إليسا" الصوم العام الماضي مع أصدقائها من باب الاحترام، لكن هذا العام هي مسلمة بالفعل وتدرك أن ذلك صعبا لكنها ستبذل قصارى جهدها فى صيام شهر رمضان وستستغله لطلب الهداية كما تقول.
أما عن حبها لفلسطين، ذكرت أنها حين كانت طفلة سألت والدها عما يحدث بين الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرة إلى أن والدها كان أمريكيًا مكسيكيًا ويعرف جيدًا تاريخ الولايات المتحدة والمكسيك في الاستيلاء على الأراضي الكبيرة، حيث أخبرها أن" الإسرائيليين يأخذون أراضي ومنازل الفلسطينيين ولم يكن ذلك عدلا على الاطلاق".
وأكملت:" أخبرني أيضا أن الإسرائيليين يحاولون تحويل الصراع إلى حرب دينية ثنائية بين اليهود والمسلمين، لكن في حقيقة الأمر يحاربون المسيحيين أيضا حيث سلبوا الكثير من المنازل والاراض التي يمتلكها فلسطينيون ينتمون للطائفة المسيحية".
وفي ختام قولها، تمنت لو تأتي لزيارة فلسطين لاسيما قطاع غزة المحاصر، فهي سمعت أنهم يكرمون الغريب ويرحبون به دون عنصرية.