بين "كورونا" و "الحصار" أسواق غزة تستقبل رمضان بالكساد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة-محمد شاهين

اكتست الأسواق في قطاع غزة بحلة شهر رمضان، منتظرة تحسن حركة المبيعات وإقبال المشترين على المنتجات والمواد الغذائية المخصص بيعها خلال هذا الشهر، والتي تمثل الإنتعاشة الاقتصادية لمعظم التجار والباعة في هذا الموسم.

بين ألوان المخللات الفاقعة، وزينة الفوانيس وأحبال الإضاءة، وبهجة الشراشف المزينة بالزخرفة، تسلح كل تاجر بزينته ليضيف البهجة لزبائنه الذين لم يأت منهم إلا القليل، ما ترك حالة من الترقب بينهم، وتخوفاً من استمرار الكساد، في ظل تردي الوضع الاقتصادي بغزة، واستمرار اجراءات "كورونا" الاستثنائية التي تمنع حالات التكدس.

يقول تاجر المواد الغذائية محمود أبو خاطر إن "حركة المبيعات لم تبلغ نصف ما بلغته خلال الشهر الماضي، كونه من المعتاد بدء ذروة المبيعات خلال الـ 3 أيام الأخيرة من شهر شعبان، وهذا لم يحدث هذا الموسم".

ويضيف أبو خاطر في حديث خاص "بالرسالة"، "أنه ألغى الكثير من الأصناف ولم يعرضها للبيع، واكتفى ببيع الاساسيات والضروريات من المواد الغذائية التي تمثل وجبة "السحور"، خوفاً من تكبده خسائر مالية، في ظل استمرار الكساد وقلة حركة المواطنين".

ويتوقع التاجر تحسن المبيعات في اليوم الأخير الذي يسبق رمضان، إلا أن فيروس كورونا والظروف الاقتصادية المتردية، لا تزال تترك تخوفاً لدى التجار والمواطنين من التسوق في الأسواق الشعبية العامة، التي تفتقد لأية إجراءات وقائية من الفيروس.

وتواصل الجهات الحكومية في قطاع غزة، فرض إجراءات الطوارئ للوقاية من فايروس كورونا، ودعت المواطنين إلى الالتزام بعدم التجمع في الأماكن العامة، كما تستمر في إغلاق المساجد والمدارس وصالات الأفراح والمطاعم، بعد تسجيل 4 حالات "كورونا"، خلال الأسبوع الماضي في مناطق الحجر الصحي بغزة.

وخلال جولة "لمراسل الرسالة"، في سوق الزاوية الذي يكتظ بمحال بيع الزينة والفوانيس الرمضانية، أوضح البائع يوسف لولو، أن تحسن طفيف شهدته حركة السوق خلال اليومين الماضيين إلا أنها لم ترتق للمطلوب كما في كل عام.

وبين لولو أن تخوفات المواطنين من كورونا، تعتبر سببًا أساسياً للحد من وصولهم إلى السوق، كما أن الظروف الاقتصادية الصعبة، تجعل من الفوانيس والزينة كماليات لا يقدر الفقراء على شرائها.

ويتمنى لولو تحسن البيع وحركة المواطنين، لتعود الأسواق كما في السابق، إذ يوضح أن بضائعه تباع فقط خلال الأيام القليلة التي تسبق رمضان، وبعد ذلك تكسد كونها موسمية.

أما المواطن محمود حسونة، فيوضح أنه أعاد ترتيب أولوياته خلال التسوق لشهر رمضان، نظرًا للظروف السائدة جراء "كورونا"، وللأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشهدها قطاع غزة.

ويوضح "للرسالة"، أنه قلص عملية التسوق على السلع الضرورية واللازمة خلال شهر رمضان (الطعام والشراب)، وامتنع عن شراء الكماليات من زينة رمضانية وغيرها..، تخوفاً من رفع اجراءات الطوارئ وعدم مقدرته لممارسة العمل "بمطعم الشاورما" ما سيدخله في ظروف مالية صعبة، مشيرًا أن عدد ساعات عمله تقلصت ما قلص راتبه اليومي بعد تأثر حركة المبيعات جراء كورونا.

بدوره، قال وليد الحصري، رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة، بأن الغزيين يستقبلون شهر رمضان للعام الثالث عشر تحت وطأة الحصار "الإسرائيلي"، الذي خلف الفقر والبطالة، إلا أن هذا العام يضاف إلى ذلك جائحة كورونا والتي كان لها تداعيات خطيرة على كافة الأنشطة الاقتصادية".

وطالب الحصري، في تصريح وصل الرسالة التجار مراعاة الأعباء المالية الملقاة على عاتق المواطنين خلال الفترة الحالية التي تشهد إقبالا لشراء احتياجاتهم شهر رمضان المبارك، داعيًا الجميع للتكافل وقال إن  "تكافلنا يصنع حاضرنا ويؤمن مستقبلنا".

وطالب الحصري المؤسسات الدولية والمجتمع الدولي بالخروج عن صمتهم والقيام بواجباتهم القانونية والإنسانية نحو السكان المدنيين في قطاع غزة وتوفير احتياجاتهم الأساسية وتحريرهم من أكبر سجن في التاريخ من حيث المساحة وعدد السجناء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

البث المباشر