قائد الطوفان قائد الطوفان

فيروس كورونا يسرع استبدال البشر بالروبوتات

وكالات- الرسالة نت

تتجه بعض الشركات والمشاريع التجارية حول العالم، وخصوصا في الولايات المتحدة، نحو زيادة الاعتماد على الأتمتة في مكان العمل، لتعويض غياب معظم العمال نتيجة إجراءات الإغلاق والحجر الصحي التي تفرضها السلطات لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وقال موقع "آكسيوس" الإخباري، إن المشكلة في التوجه نحو زيادة تبني الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، تكمن بأنه وإن كان جيدا للأعمال التجارية في ظل قوانين التباعد الاجتماعي، إلا أن ذلك قد يؤدي إلى استبدال عمالها وموظفيها بالآلات، خاصة أن البطالة فُرضت عليهم اليوم بسبب إجراءات الحجر، ولكن ذلك قد يستمر بعد انتهائه أيضا.

وأظهرت أرقام أصدرتها شركة "برين كوب" الأميركية، التي تعمل في مجال تطوير برامج لاستخدام روبوتات التنظيف المستقلة، أن عملاءها يستخدمون منتجاتها بنسبة تزيد عن 13 بالمئة عما كانوا عليه في الأشهر التي سبقت الوباء. بينما قالت شركة "سيمبي روبوتيكس"، والتي ابتكرت روبوتا مستقلا لإجراء عمليات جرد لمخزونات المتاجر من خلال التعلم الآلي، إن أسواق المواد الغذائية التي تتعرض لضغط هائل بسبب تدفق الناس في زمن تفشي الفيروس عليها، تستفيد منه بشكل كبير.

أرشيفية (أ ب)

ولفت الموقع إلى أن التجارب الماضية، تُشير إلى وجود علاقة طردية بين زيادة الأتمتة والتدهور الاقتصادي، إذ تُظهر دراسة صدرت عام 2018، أن 88 بالمئة من الوظائف التي فُقدت في ثلاث موجات ركود كبيرة شهدتها الولايات المتحدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، استُبدلت بالأجهزة الأوتوماتيكية، وتتجلى هذه العلاقة بين الركود الاقتصادي واستبدال العمال بالآلات، في عدّة أبحاث أخرى أيضا.

وأشار "أكسيوس" إلى أن الروبوتات ستكون مطلوبة بشكل خاص للمشاريع التجارية الأساسية في ظل انتشار الجائحة، إذ أنها مُضطرة للاستمرار بتقديم خدماتها للجمهور رغم الإغلاق.

وقال الموقع: "تزعم الشركات العاملة في مجال الروبوتات أن منتجاتها تهدف إلى زيادة العاملين من البشر، وليس استبدالهم. ولكن مع وجود عشرات الملايين من الأميركيين عاطلين عن العمل، من المستحيل ألا نخاف من أن تتسبب زيادة الأتمتة بجعل انتعاش الوظائف بعد الوباء أكثر صعوبة".

وأضاف أن الوظائف منخفضة الدخل ستكون الأكثر عرضة للاختفاء بسبب الأتمتة، وبالنتيجة التي استنتجها الباحث كارل بنديكت فراي من برنامج "مستقبل العمل" في جامعة أوكسفورد: "تؤدي الأتمتة والتقنيات الرقمية إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية ويمكن أن تكون مصدرًا للاضطرابات في الأعوام القادمة".

(أ ب)

ومع ذلك، يرى بعض الخبراء أن التهديد الفوري للوظائف من جرّاء عمليات الأتمتة أثناء الوباء، مبالغ به. وقد أشارت ورقة بحثية صدرت في كانون الثاني/ يناير الماضي، إلى أن الأتمتة نادرًا ما حلت محل فئات مهنية كاملة، لكن وجود الروبوتات يؤدي عادة إلى أتمتة أجزاء من الوظيفة، مما قد يؤدي إلى تناقص الأجور، وليس فقدان الوظائف بالضرورة.

وخلص الموقع إلى القول إن عمليات الأتمتة المُستبدلة للوظائف كانت مُستمرة طوال الوقت، وقد يمنح الوباء أرباب العمل حافزًا إضافيًا للأتمتة حيث يمكنهم ذلك. ولكن في الوقت الحالي، فإن التهديد الأكبر بكثير للوظائف هو الكساد الاقتصادي القاسي الذي يشهده العالم.

متعلقات

أخبار رئيسية

المزيد من تكنولوجيا

البث المباشر