تناولت وسائل إعلام عبرية ما أشارت إليه عدة تقارير في الآونة الأخيرة بشأن تهديدات من روسيا للرئيس النظام السوري، بشار الأسد.
ووفقا للقناتين 12 و13 فإن استخبارات الاحتلال تعتبر أن تلك التقارير تأتي في إطار رسالة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للأسد، مفادها: "إن لم تبد طاعة ستتم الإطاحة بك".
وقدرت مصادر استخباراتية إسرائيلية بأن الكرملين بدأ بالفعل بتغيير موقفه من الأسد، وذلك استنادا لتقارير إعلامية روسية هاجمت الأخير بشكل غير مسبوق في الأيام الأخيرة.
وقالت القناة الإسرائيلية 12 الأحد إن وسائل إعلام شبه رسمية في روسيا حملت على بشار الأسد ورجحت ألا يتم ذلك دون إيعاز من بوتين.
وأشارت إلى نشر عشرة مقالات على الأقل بالتزامن ضد "نظام بشار الأسد، فساده وبؤسه" مؤكدة أنها ما كانت لترى النور دون توجيه الكرملين.
واعتبرت القناة الإسرائيلية 13 أيضا أن هذه المقالات الهجومية على الأسد ليست سوى تلميح ورسالة مفادها أن موسكو نفد صبرها وتكاد تفقده إزاء إدارة الأسد لشؤون بلاده.
وقال محلل الشؤون العربية "إيهود يعاري" المقرب من الدوائر الأمنية الإسرائيلية إن تلك المواد الصحفية "تعني أن الأسد يتعرض لوجبات إهانة من سيده ووليه بوتين"، مرجحا أن الأخير صادق على تلك المضامين لنشرها في وسائل إعلام يملكها "طباخه"، يفغيني فريغوزين، الذي يملك شركات للاستشارة والحراسة سبق أن أرسلت مرتزقة للقتال في سوريا وليبيا، في إشارة إلى "فاغنر".
ماذا وراء "العداء المفاجئ"؟
وأوضح يعاري أن بوتين يريد أن يقوم الأسد بمنح شركات روسية كل امتيازات عمل ترغب بها على الأراضي السورية ووضع قيادة الوكالات الاستخباراتية السورية بيد ضباط مقربين من روسيا لا لإيران.
ويرى يعاري أن الإطاحة بالأسد واردة على أجندة بوتين بحال كانت مفيدة له ناصحا إسرائيل بمتابعة هذه "الديناميكية الغريبة الآخذة بالتطور مقابل أعيننا".
بدوره، قال محرر الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية 13، ألون بن دافيد، إن هناك جهات في إسرائيل تحلم بصفقة مع الأسد تشمل طرد حزب الله وإيران من سوريا يكون الرئيس بوتين عنوانها لا الأسد الذي يتعرض للإهانة الآن من قبل الروس.
"لا بديل عن الأسد"
أما المحلل الإسرائيلي من أصل روسي، دانئيل راكوف، فقال في مدونته بموقع صحيفة "زمان يسرائيل" إن بوتين لم يتنازل بعد عن الأسد، معتبرا أن الروس لا يملكون بديلا له.
ويسخر راكوف مما نشرته وسائل الإعلام الروسية وقال إنها تتعامل مع بشار الأسد وكأنه نظام عادي وغير استبدادي.
وأضاف أن الكثير من تلك التقارير قد نشرت وسرعان ما شطبت، معتبرا أن ذلك كان مخططا له وأن الحديث يدور عن حملة على الوعي تم وقفها بعد أيام لأن الرسالة قد وصلت الأسد.
ولا يستبعد أن الكرملين طلب من فريغوزين شطب ما نشر من تلقاء نفسه أو بناء على طلب من الأسد نفسه، بحسب المحلل الإسرائيلي.
ويتابع: "بكل الأحوال يبقى أن الأسد هو المستهدف في التقارير الروسية لكن موسكو لا تنوي استبداله بل إيصال رسالة له".
ملفات متشابكة
في المقابل يرى معلقون إسرائيليون آخرون أن ما نشر لا يعبر بالضرورة عن موقف بوتين، لأن روسيا "تتسع لأكثر من صوت واحد" بحسبهم.
وفي سياق التعليق على هذه القضية يستذكر موقع "نيوز 1" الإسرائيلي خلافات عائلتي الأسد ومخلوف وإحراق فندق يملكه قريب رئيس النظام السوري رامي مخلوف في موسكو اتهم مقربون من الأسد بإشعاله.
وقال الموقع إن ملاحقة عائلة الأسد لعائلة مخلوف تم تبريرها ضمن "مكافحة الفساد"، وأشار لوقوف "أسماء الأسد" خلف تلك الإجراءات، وهي التي ترأس المكتب المالي في القصر الرئاسي، وذلك بهدف المساس بإمبراطورية الأعمال التي تملكها وتديرها عائلة مخلوف، والتي باتت في علاقات عداء مع عائلة الأسد بعدما كانتا حليفتين.