نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا تطرقت فيه إلى مجموعة من المشاكل التي يمكن أن يعاني منها الجلد خلال فترة الحجر الصحي العام بسبب تفشي فيروس كورونا.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن السيناريو مجهول الملامح الذي نعيشه هذه الفترة قد يجعلنا نشعر بالإجهاد والكآبة. في هذا الصدد، يتأثر الجانب الجسدي بسبب الحجر المنزلي تماما مثل الجانبين العقلي والنفسي ولا يعود هذا الأمر إلى قلة الحركة والنشاط البدني فحسب.
ولعل الجلد يعتبر أكثر أعضاء الجسم المتضررة بسبب الظروف الراهنة.
وأضافت الصحيفة أنه بالنسبة لمشاكل الجلد التي قد تنشأ أثناء فترة الحجر المنزلي، يستمر بعض الأطباء في التشاور هذه الأيام بفضل التخصص الفرعي المسمّى طب الأمراض الجلدية عن بعد.
بخصوص هذه المسألة، تحدث صحيفة "الكونفدنسيال" مع خوسيه لويس راميريز، طبيب الأمراض الجلدية في العيادة الدولية للأمراض الجلدية الذي أكّد أنه "بعد الإجابة على أكثر من مئة استفسار، هذه خمسة أسباب متكررة للاستشارة الطبية".
حب الشباب
أشارت الصحيفة إلى الطبيب راميريز أكد أن السبب الأكثر شيوعًا للجوء إلى طب الأمراض الجلدية عن بعد خلال هذه الأسابيع يتعلق بمشكلة حب الشباب. وقد تابع المصدر ذاته حديثه قائلا "عادة ما ينطبق الأمر ذاته على الاستشارات الطبية المباشرة التي نقوم بها بشكل يومي".
وأردفت الصحيفة أن طبيب الأمراض الجلدية أثبت أنه على الرغم من كون حب الشباب مرضًا متعدد العوامل، إلا أن "الإجهاد يعتبر بمثابة محفز معروف لظهوره".
وأضاف الخبير: "لذا فإن ظروفا مثل الحجر المنزلي وشعور الناس بعدم اليقين تجاه المستقبل والتفكير المتواصل في إمكانية إصابة أفراد الأسرة أو الأصدقاء بالعدوى أو حتى فقدانهم قد لعبوا دورا جوهريا في العدد الكبير من الاستفسارات الطبية حول هذا الموضوع".
التهاب الجلد
نقلت الصحيفة عن الطبيب راميريز أن "الأنواع المختلفة من التهاب الجلد مثل التهيج والتهاب الجلد الدهني تعدّ العوامل الأكثر شيوعًا للاستشارات الطبية".
في هذا الإطار، علّق الطبيب قائلا "لقد أدت الإكزيما بسبب زيادة تواتر غسل اليدين والوجه إلى زيادة عدد هذه الاستشارات. وفي جميع الحالات تقريبًا، كانت وصفة الكورتيكوستيرويدات ضرورية، حيث كان المرضى يستخدمون منتجات الترطيب دون تحسن".
أما بالنسبة لالتهاب الجلد الدهني والذي تتمثّل أعراضه في احمرار وتقشر الحاجبين، شرح طبيب الأمراض الجلدية أن "علاقة هذا المرض بالضغط واضحة، لذا من الطبيعي أن ترتفع الاستشارات الطبيّة حول هذه المسألة".
العد الوردي أو حب الشباب الوردي والتهاب الجلد حول الفم
ذكرت الصحيفة أن العد الوردي والتهاب الجلد حول الفم يتشابهان مع ما يحدث مع حب الشباب، ولكنهما يؤثران بشكل عام على المرضى الأكبر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و35 سنة.
كما تعتبر هذه الأمراض العامل الثالث لارتفاع عدد الاستشارات الطبية حول الأمراض الجلدية على وجه الخصوص. في هذا الصدد، يوضح الاختصاصي أن " التغيرات في العناية بالبشرة والغسيل المتكرر والضغط تعد بمثابة عوامل تفسّر ارتفاع معدل الزيارات لهذا السبب".
الشامات المشبوهة
أوردت الصحيفة أن عددا من المرضى الآخرين قد استفسروا حول الشامات التي يعتبرونها مشبوهة أو مثيرة للقلق.
لذلك، يوضح راميريز أنه "من أجل تقييم الآفات الجلدية المصطبغة، نستخدم دائمًا منظار الجلد، علما وأن جميع الصور التي تحصلنا عليها تثبت لحسن الحظ أن جميعها شامات حميدة.
ومع ذلك، دائما ما يؤكد المختصون على ضرورة إجراء استشارة شخصية في أقرب وقت ممكن في حال لاحظ الشخص أي نوع من التغييرات في هذه الشامات مثل النمو السريع، وتغير اللون".
إصابات كوفيد-19 ذات الصلة
أبرزت الصحيفة أنه على الرغم من أنهم لم يمثلوا نسبة عالية من استشارات العيادة الجلدية الدولية، إلا أن هناك العديد من المرضى الذين استفسروا حول إصابات من المحتمل أن تكون مرتبطة بـفيروس كورونا.
على سبيل المثال، أصيب شخص كان على اتصال ببعض المصابين بالعدوى الفيروسية بطفح جلدي، وقد عانى مريضان آخران من الشرث (تورم الأصابع).
أعراض الأمراض الجلدية المرتبطة بفيروس كورونا
وبيّنت الصحيفة أنه بالنسبة للإصابات الجلدية الناتجة عن فيروس كورونا، يشير الأخصائي إلى نقص المعلومات "ومن المؤكد أن الدراسة التي تجريها الأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية ستساهم في الإجابة عن الكثير من التساؤلات حول هذه المسألة".
عموما، على الرغم من أن بعض الحالات يمكن أن تُشفى بشكل تلقائي، يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية في حال شعر الشخص بالانزعاج.
وخلص الطبيب إلى أن "الحل المثالي يتمثّل في استشارة طبيب أمراض جلدية لمعرفة العلاج المثالي لكل حالة وما تتطلبه سواء عدم إجراء اختبار أو ضرورة العزل".