عاودت الحصيلة اليومية لضحايا فيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة الارتفاع مساء الثلاثاء بعد أن تخطت الوفيات الناجمة عن الفيروس أعداد الجنود الأميركيين الذين قُتلوا في حرب فيتنام، وبينما تتجه دول أوروبية عدة لتخفيف إجراءات الحجر الصحي، حذر تقرير أممي من أن جائحة كوفيد-19 ستؤدي إلى زيادة الجوع والفقر في أميركا اللاتينية.
وسجلت الولايات المتحدة مساء الثلاثاء أكثر من 2200 وفاة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة مقابل حوالي 1300 وفاة في اليوم السابق، بحسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز.
وفي حين حصدت حرب فيتنام (1955-1975) أرواح 58 ألفا و220 عسكريا أميركيا، حصد وباء كوفيد-19 حتى مساء الثلاثاء في الولايات المتّحدة أرواح 58 ألفا و365 شخصا.
من جهتها، قالت وكالة رويترز إن حالات الإصابة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة تخطت حاجز المليون.
ووفقا للإحصاء، فقد زاد عدد حالات الإصابة في الولايات المتحدة بواقع المثلين في 18 يوما. ويمثل هذا الرقم ثلث جميع حالات الإصابة في العالم.
ويُعتقد أن العدد الفعلي للحالات أعلى من ذلك، ويحذر مسؤولو الصحة العامة في الولايات المتحدة من أن نقص العمال المدربين والمواد أثر سلبا على قدرات الفحص.
ورُصدت نحو 30% من الحالات في ولاية نيويورك -بؤرة تفشي المرض في البلاد- تلتها ولايات نيوجيرسي وماساتشوستس وكاليفورنيا وبنسلفانيا.
من ناحية أخرى، أعلنت 167 دولة عضو بالأمم المتحدة، الثلاثاء، تضامنها مع مدينة نيويورك. وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن البيان جاء بمبادرة من الأردن، للتعبير عن التضامن والتقدير لنيويورك.
وقال البيان: "سينتصر سكان نيويورك على هذا التحدي، ونحن على ثقة بأنهم سيهزمون هذا العدو الشرير".
وفي السياق، وصلت طائرة شحن عسكرية تابعة للقوات الجوية التركية، محملة بمساعدات طبية تركية، بوقت متأخر الثلاثاء، قاعدة أندروز الجوية قرب العاصمة الأميركية.
والاثنين، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إرسال تلك المساعدات قائلا "سنرسل مساعدات طبية للولايات المتحدة عبر طائرة شحن عسكرية تركية، تتضمن كمامات ومواد طبية لحماية الوجه والعيون وكمامات أن 95 وملابس واقية ومواد معقمة".
وأشار إلى أن تركيا قدمت مساعدات طبية إلى 55 بلدا لدعمها في مكافحة جائحة كورونا.
تعايش وتخفيف القيود
أما في أوروبا -القارة الأكثر تضررا بفيروس كورونا- قال رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب إن بلاده مضطرة للتعايش مع الفيروس طالما لم يتوفّر لقاح مضاد له حتى الآن.
وأشار فيليب -خلال جلسة للبرلمان- إلى أن الحجر الصحي العام كان أداة فعالة في مكافحة انتشار الوباء، وأن استمراره مدة أطول قد تكون له انعكاسات سلبية.
وقال فيليب إن المدارس ستبدأ فتح أبوابها بشكل طوعي وتدريجي في المقاطعات الفرنسية، وإن الصيدليات ومراكز البريد ستعمل على بيع وتوزيع الكمامات بكثافة بداية من 11 من الشهر المقبل.
وكان البرلمان الفرنسي قد أقر خطة الحكومة للرفع التدريجي للإغلاق الشامل اعتبارا من 11 مايو/ أيار المقبل.
وفي إسبانيا المجاورة، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث خطة من أربع مراحل لرفع إجراءات العزل العام المفروضة على البلاد للسيطرة على أحد أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في العالم وذلك بهدف العودة للحياة الطبيعية بحلول نهاية يونيو/حزيران.
وجاء ذلك في الوقت الذي انخفض فيه عدد الوفيات اليومية إلى 301، وهو أقل من ثلث حصيلة الوفيات القياسية التي بلغت 950 حالة في أوائل أبريل/نيسان.
وقال رئيس الوزراء إن رفع الإجراءات الصارمة -التي عطلت الحياة العامة منذ 14 مارس/آذار وأصابت الاقتصاد بالشلل تقريبا- سيبدأ في الرابع من مايو/أيار وسيختلف من منطقة لأخرى بناء على عوامل مثل معدل تطور العدوى وعدد أسرة العناية الفائقة المتاحة ومدى امتثال المناطق لقواعد التباعد الاجتماعي.
وفي المرحلة الأولى ستفتح محال تصفيف الشعر والأعمال الأخرى التي تعمل بنظام المواعيد، بينما سيكون بإمكان المطاعم بيع الوجبات لتناولها في الخارج.
وفي المرحلة التالية، والمزمع أن تبدأ يوم 11 مايو/أيار في معظم أنحاء إسبانيا، ستعيد الحانات فتح ساحاتها الخارجية على أن تعمل بثلث طاقتها فقط.
وبعد ذلك سيسمح للأشخاص الأصحاء بالتلاقي في مجموعات صغيرة وسيسمح لأفراد الأسر بحضور الجنازات.
أما في اليونان، فقد أعلن رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس أن بلاده ستبدأ تدريجيا رفع القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا الأسبوع المقبل.
وقال ميتسوتاكيس في كلمة عبر التلفزيون الرسمي إنه سيجري تخفيف الإجراءات "خطوة بخطوة" بدءا من يوم الاثنين.
ومن المقرر السماح للمواطنين بالخروج دون قيود بدءا من 4 مايو/أيار، بينما ستبدأ الدراسة لطلاب السنة النهائية من المرحلة الثانوية في 11 مايو/أيار.
يشار إلى أن اليونان سجلت أقل معدل وفيات في الاتحاد الأوروبي جراء فيروس كورونا بنسبة 1.27% لكل 100 ألف شخص، وفقا لأبحاث جامعة جونز هوبكنز.
أما في روسيا، فأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تمديد فترة الحجر الصحي في البلاد حتى 11 من مايو/ أيار المقبل، مشيرا إلى أن مخاطر الوباء لا تزال قائمة.
في المقابل نظمت المعارضة الروسية للمرة الأولى مظاهرة افتراضية في شبكة الإنترنت، عبرت خلالها عن عدم رضاها عن الطريقة التي تواجه فيها السلطات خطر انتشار كورونا.
وفي تركيا، انخفض عدد مرضى فيروس كورونا المستجد الذين يحتاجون إلى رعاية مكثفة لليوم الخامس في جميع أنحاء البلاد، في حين ارتفع عدد المرضى الذين خرجوا من المستشفيات إلى أعلى مستوى له منذ بدء تفشي المرض قبل 50 يوما.
وقال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة إن إجمالي حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كوورنا يبلغ الآن 114653 حالة. وسجلت الوزارة 92 حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس، ليصل إجمالي عدد الوفيات جراء الوباء إلى 2992.
وتعافى أكثر من 5000 شخص خلال الساعات الـ24 الماضية، ليصل إجمالي حالات الشفاء إلى 38809.
وبلغ عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في وحدات العناية المركزة بالمستشفيات إلى 1621 مريضا، مقارنة بـ1922 مريضا في الذروة في اليوم الـ41 من تفشي الوباء.
وفي بريطانيا، أعلنت شركة الخطوط الجوية البريطانية عزمها الاستغناء عن 12 ألف موظف، جراء تداعيات تفشي فيروس كورونا.
وأعلنت حكومة لوكسمبورغ أنها تخطط لإجراء اختبارات لفيروس كورونا تشمل جميع سكانها وذلك قبل نهاية الشهر المقبل بمعدل 20 ألف اختبار يوميا.
وتمت دعوة الطلاب والمدرسين بالفعل إلى أحد مراكز إجراء الفحص الـ17 في البلاد استعدادا لإعادة فتح المدارس الأسبوع المقبل.
ويبلغ عدد سكان البلاد 600 ألف نسمة. ومن المتوقع أن تكلف هذه الخطة 40 مليون يورو.
وأجرت السلطات 39 ألف اختبار حتى الآن، مع تأكيد نحو 3729 إصابة، توفي منهم 88 شخصا.
وخارج أوروبا، استأنف السكان في نيوزيلندا أنشطتهم بعد تخفيف إجراءات الإغلاق التي تهدف للحد من تفشي فيروس كورونا.
وعاد نحو أربعمئة ألف شخص إلى العمل بعد أن قلصت رئيسة الوزراء مستوى الإنذار في البلاد إلى أدنى درجة، كما خُففت بعض القيود الصارمة التي أغلقت الأعمال التجارية لأسابيع.
تحذير من الجوع والفقر
من ناحية أخرى، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) من أن جائحة كوفيد-19 ستؤدّي إلى زيادة الجوع والفقر في أميركا اللاتينية.
وقالت المنظمة -في تقرير- إن "الأمن الغذائي للمنطقة تفاقم في السنوات الأخيرة، وقد يكون لهذه الأزمة الجديدة تأثير خطر على بعض البلدان والمناطق".
ولفت التقرير إلى أن عددا من دول المنطقة تعاني بالفعل من انعدام أمن غذائي حاد بسبب عوامل اقتصادية ومناخية، وهي فنزويلا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس ونيكاراغوا وهايتي.
وبحسب التقرير فإنه على المدى القصير يكمن الخطر الأكبر في حدوث نقص في الغذاء "لدى السكان الذين يحترمون تدابير السلامة الصحية لمنع انتشار الفيروس والذين، في كثير من الحالات، فقدوا مصدر دخلهم الرئيسي".
وتخطّى عدد الأشخاص الذين ثبتت مخبريا إصابتهم بفيروس كورونا في أميركا اللاتينية 175 ألف مصاب، توفي منهم أكثر من 8700.
وتخطّت البرازيل الثلاثاء عتبة خمسة آلاف وفاة بكوفيد-19 بعد تسجيل عدد قياسي من الوفيات في الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ 474 حالة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
كورونا عربيا
وعلى صعيد الدول العربية، قال الديوان الأميري في قطر إن أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وجّه بإرسال مساعدات طبية عاجلة إلى الجزائر، "وذلك دعما لجهود الأشقاء في الجزائر لمحاربة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد".
وبالتزامن مع ذلك، سيّرت قطر اليوم الأربعاء رحلات أخرى إلى تونس ونيبال ورواندا للغرض نفسه.
وفي تونس، أعلنت وزارة الصحة تسجيل حالة وفاة واحدة بفيروس كورونا المستجد لترتفع أعداد الوفيات إلى 40 وثماني إصابات جديدة، ليصل إجمالي المصابين إلى 975، بينما ارتفعت حالات الشفاء من الفيروس إلى 279 حالة.
وفي إطار مكافحة كورونا، قررت اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بالعراق تقليص عدد ساعات التجول ساعة واحدة، بحيث يُسمح بالتجول من السادسة صباحا حتى السادسة مساء، بدلا من السابعة مساء.
وأضافت اللجنة -في بيان- أنها قررت التشديد في تطبيق قرار حظر التجول، وذلك بعد تسجيل إصابات متزايدة بالفيروس في الأيام القليلة الماضية.
وفي البحرين، أعلنت السلطات إجلاء أكثر من 3800 مواطن من 10 دول، بينما أعلنت الخارجية السودانية وضع خطة لإجلاء السودانيين العالقين في مصر.
الجزيرة نت