يعتبر شهر رمضان فرصة لبعض العاطلين عن العمل، بما يمثله من عمليات بيع لبعض السلع التي تغيب بعد انقضاء الشهر الفضيل.
ويستغل الكثير قدوم رمضان لكسب قوت يومهم، في وقت يعتبرونه فرصة لانتشالهم من البطالة التي أصابت معظم الشباب الغزي بفعل الحصار المفروض على غزة منذ 14 عاما.
وتعد المهن المتوارثة خلال الشهر الفضيل ذات طقوس خاصة، لا يحلو رمضان إلا بها، وأبرزها بيع الخروب والمخللات والقطايف والفوانيس ومهنة المسحراتي وغيرها.
فرصة للرزق
في منتصف سوق مخيم جباليا، يقف بائع المخللات نادر أبو سلطان أمام بضاعته ينادي عليها، في وقت يُقبل المواطنين على شرائها، لما تمثله من مقبلات أساسية لأغلبية الأسر خلال شهر رمضان المبارك.
ويرى أبو سلطان بشهر رمضان فرصة لانتشاله من وحل البطالة، لإعالة أسرته المكونة من سبعة أفراد، في وقت يعج فيه قطاع غزة بالعاطلين عن العمل والذين شارفت نسبتهم على 50% من القوة العاملة.
وتمنى لو أن شهر رمضان يطول أكثر، لأنه بمجرد انتهائه سيعود أدراجه لصفوف البطالة، داعيا لضرورة إيجاد حلول لمشكلة العاطلين عن العمل.
وعلى مقربة من أبو سلطان، يقف أبو خليل عليوة يبيع القطايف للمواطنين، وبالكاد استطاع الحديث معنا لانشغاله، قائلا: "الحمد لله على نعمة رمضان، فيها الخير الكثير والرزق الوفير".
وأوضح عليوة أنه يعمل في بيع القطايف منذ أكثر من 30 عاما، حيث اكتسب المهنة من والده، والآن يعمل بها مع أولاده الذين تعلموها منه.
وتذكر عليوة أنه بمجرد انتهاء الشهر الفضيل سيعود لصفوف العاطلين عن العمل مع اثنين من أولاده المتزوجين، وهو ما يصعّب عليهم لقمة العيش.
وأشار إلى أنه بعد انتهاء شهر رمضان يعمل في بيع الخضروات، إلا أن ولديه يصطفون على طابور البطالة الطويل.
وما أن يحل منتصف الليل، يخرج العشريني عادل رضوان بصحبة أخيه، يجوب شوارع مدينة بيت لاهيا ينادي المواطنين للاستيقاظ للسحور.
المسحراتي رضوان الذي خلف والده الكبير في السن في المهنة، وتعلم ما ينادي به المواطنين به، قال إن مهنته تجمع بين المتعة والأجر في النداء على المواطنين، والزرق الذي يحصله ليلة العيد.
وأوضح أنه كان يخرج مع والده لنداء المواطنين للسحور، إلا أنه لم يقوَ على الخروج هذا العام بسبب كبر سنه، وبالتالي أصبح يصطحب أخيه الذي لم يتجاوز بعد 14 ربيعا.
ويختلف بائع الخروب أبو شوقي ديب عن سابقيه، في أن مهنته تستمر طوال العام، إلا أنه يجد في شهر رمضان الفضيل فرصة لبيع كميات مضاعفة عن الأشهر الأخرى.
وقال أبو شوقي الذي يجوب سوق مخيم الشاطئ إنه كغيره ينتظر شهر رمضان لزيادة البيع والكسب، في وقت يخف الطلب على مشروب الخروب في الأيام الأخرى.
ويرى في الشهر الفضيل عملية بيع أفضل من 4 أو 5 شهور بعد انقضائه، ومع انتهائه تعود معاناته في صعوبة بيع الكميات التي ينتجها.
ويعيش الغزيون أوضاعا اقتصادية قاسية في ظل أزمة كورونا ومع الحصار (الإسرائيلي) والعقوبات التي تفرضها السلطة على غزة، والذي أدى إلى ارتفاع نسبة الفقر، والبطالة إلى مستويات غير مسبوقة، أثرت على مجمل الأوضاع في القطاع.