قالت صحيفة تركية، إنه على الرغم من انتشار كورونا في الشرق الأوسط، إلا أن التوترات والصراعات في المنطقة لم تنتهي، مشيرة إلى أن الإمارات تستغل انشغال العالم بالفيروس بتنفيذ "أنشطتها العدائية" بالمنطقة.
وذكرت صحيفة "turkiye gazetes" في تقرير للكاتب كمال عناد، أن أزمة إنسانية بهذا الحجم والإشكاليات، لن تكون سببا في تغيير سلوك الفاعلين الذين يسعون لتغيير السلطة عبر الصراعات، في المنطقة، وينتهكون القانون الدولي.
وأشارت إلى أن سياسة القوة ستبقى سائدة في الشرق الأوسط وأجزاء أخرى في العالم، بعد أزمة كورونا كما كانت في السابق.
وأضافت أنه على الرغم من أن سياسة القوة لن تتغير، ولكن ليس من الصعب التنبؤ بحدوث بعض التغييرات في الشرق الأوسط بسبب تفشي كورونا.
تلاعب الإمارات بالمنطقة
وأوضحت أن قوات التحالف بقيادة السعودية، أعلنت وقف إطلاق النار في اليمن، حيث كانت تشن هجوما منذ عام 2015، مشيرة إلى أن إدارة الرياض ترى أن الحرب لم تؤد إلى نتائج تأمل بها، وأن تكلفة الحرب قد ازدادت، لذلك ترغب لتحويل هذا الوباء إلى فرصة سانحة لانسحاب "مشرف" من اليمن.
وتابعت، بأن الانخفاض الحاد في أسعار النفط بسبب الأزمة، أدى إلى تقليل رغبة المملكة العربية السعودية وشركائها في تمويل الحرب اليمنية.
وأضافت أن ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والذي يوجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في سياسته التدخلية في المنطقة، يسعى لتشكيل منطقة نفوذ في جنوب اليمن، وخصوصا جزيرة سقطرى من خلال التعاون مع الانفصاليين بدلا من محاربة الحوثيين، بعد أن رأى الهزيمة في اليمن مبكرا، ما يشير إلى انعزال السعودية وضرورة مغادرتها اليمن.
وأكدت على أن مغامرة اليمن، أظهرت قدرة أبو ظبي على المناورة أكثر من الرياض، كما أنه من بين المناطق التي واصلت فيها الإمارات نشاطها في الشرق الأوسط خلال أزمة كورونا، ليبيا وسوريا حيث المناطق التي تتقاطع فيها مصالح تركيا، وتعمل ضدها.
وفي سوريا، أشارت الصحيفة إلى أن محمد بن زايد، اتخذ خطوات نحو التقارب مع النظام السوري، وانتهج سياسات في إدلب وشرق الفرات قد تسبب المشاكل لتركيا.
وأضافت إلى أن ابن زايد وجنبا إلى جنب مع حلفائه إسرائيل والولايات المتحدة، يقدمون الدعم لمنظمة العمال الكردستاني والوحدات الكردية المسلحة في شرق الفرات، ويعمل جاهدا على كسر وقف إطلاق النار في إدلب، وزيادة التوتر بين أنقرة وموسكو، في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالجائحة.
وأشارت إلى أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والإمارات والسعودية ومصر، قبل كورونا والذي يهدف للقضاء على "الإسلام المعتدل" والجهات المناهضة للإمبريالية، قادت منطقة الشرق الأوسط إلى الكارثة.
هل ينتهي التحالف؟
ورأت أن الصعوبات المالية التي ستواجهها السعودية، والإمارات، وأعضاء التحالف المذكور، بسبب انخفاض أسعار النفط وفشل الولايات المتحدة في إدارة تفشي فيروس كورونا المستجد يظهر أن نهاية هذا التحالف في الشرق الأوسط قد اقترب.
وأشارت إلى أن المعركة بين واشنطن والرياض بدأت بسبب أسعار النفط، حيث يشكو العديد من السياسيين الجمهوريين من أن منتجي النفط في الولايات المتحدة على وشك الإفلاس، لأن السعودية غير مستعدة لخفض إنتاج النفط ، محملين إدارة الرياض مسؤولية هذه الأزمة في عام الانتخابات.
وتساءلت الصحيفة، عن قدرة اللوبي الإسرائيلي في واشنطن، على إبقاء رجاله في الرياض وأبو ظبي في السلطة في المرحلة المقبلة؟.