قائمة الموقع

"القسائم الشرائية".. الفقراء يدخلون (المولات) بعد طول غياب

2020-04-30T09:25:00+03:00
غزة-محمد شاهين

تنشط المبادرات الخيرية، خلال شهر رمضان في قطاع غزة، إذ تجتهد الجمعيات الخيرية والمبادرات الانسانية، في توزيع الاحتياجات الغذائية للفقراء والمحتاجين، لتوفير طعام كريم يساند موائدهم على وجبتي "السحور والإفطار".

بين القسائم الشرائية، والطرود الغذائية، والدفعات النقدية، يترقب الآلاف من فقراء غزة من يطرق بابهم، ليبشرهم بمعونة أهـل الخـير، الذين يتخذون من رمضان شهرا ً للإنفاق والعطاء، وتنشط خلاله دفع الزكاة والصدقات، الأمر الذي يحسن من الظروف المالية للمحتاجين.

ويعيش قطاع غزة ظروفًا اقتصادية متردية، جراء استمرار الحصار "الإسرائيلي"، منذ العام 2007، وفرض رئيس سلطة رام الله محمود عباس عقوبات مالية ظالمة، اجتزأت رواتب موظفي السلطة، وقلصت من دخول الأموال إلى القطاع.

في أحد المولات التجارية بمدينة غزة، تجول مراسل "الرسالة"، بين عدد من العائلات المتعففة، الذين صرفت لهم "قسيمة شرائية"، لسد احتياجاتهم الشرائية للشهر المبارك.

ملامح السعادة كانت تظهر على المتسوقين من الفقراء، بحيث تمنحهم القسائم الشرائية حرية اختيار احتياجاتهم، دون أن تقيدهم بأصناف معنية، تقول أم أحمد، "إنها لم يسبق لها التسوق من (مول)، إلا من خلال هذه القسائم، نظرًا لظروفها الاقتصادية الصعبة".

وتضيف المعيلة لـ5 أفراد، "للرسالة"، أنها "تنتقي احتياجاتها الأساسية لشهر رمضان، إذ تعتمد بمعظم أيامه على أهل الخير الذين يبقون طوال الشهر يطرقون بابها في إطعام أسرتها، داعية لهم بأن يفرج الله كربهم".

وتتمنى أم أحمد "أن تستبدل الجمعيات الخيرية والمتبرعين، "الكابونات"، بقسائم شرائية من داخل الأسواق والمولات، حتى تستطيع شراء طعام أسرتها من لحوم وأسماك وهذا لا يتوفر في "الكابونات" المغلفة داخل أكياس وصناديق "كرتونية".

أما يوسف علي (اسم مستعار)، فقال إن القسائم الشرائية تحفظ كرامة الفقراء، كونها لا تفرق بين المتسوق العادي والمستفيد من القسائم الشرائية، إلا أنه يؤكد أن الجمعيات الخيرية باتت تحرص على حفظ كرامة الفقير، وتتجنب تصويره عند استلامه "الكابونة".

ويضيف "للرسالة"، أن أهل الخير، لا يقطعون طرق بابه في رمضان، كونه لا يقوى على العمل بسبب اصابته بالغضروف، وهو معيل لـستة أبناء، حيث يسخرهم الله فتتناول عائلته طعامًا مميزًا على وجبة الإفطار.

وقال إن المساعدات تتنوع بين "الصدقات النقدية، والكابونات، والقسائم الشرائية، وجميعها تدخل الفرحة والسرور على جميع أفراد اسرته، الذين يستقبلونها بفرحة كبيرة"، مفضلاً القسائم الشرائية التي تمنحه خيار التسوق بما يريد من احتياجات.

معظم الذين التقاهم "مراسل الرسالة"، فضلوا القسائم الشرائية والنقدية، في المساعدات الرمضانية، وعبروا عن رضاهم وسعادتهم بكل ما يأتيهم من أهل الخير الذين يجتهدون في سد احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية التي تزداد ضرورة توفرها خلال أيام رمضان المبارك".

وعن تقديم المساعدات للفقراء، قال رمضان طنبورة رئيس جمعية الفلاح الخيرية، أن جمعيته مستمرة في تقديم العون والمساندة، من أهل الخير لجميع أبناء الشعب الفلسطيني خلال شهر رمضان".

وأوضح طنبورة أن جمعيته قررت عدم تصوير الفقراء وعدم نشر أية صور من المساعدات  ووجبات إفطار الصائم لعدم فتح شهية الفقراء الذين لا يستطيعون الحصول على مثل تلك الوجبات، كون الجمعيات الخيرية  لا تستطيع تغطية جميع الفقراء بغزة".

بدورها تستمر اللجنة الوطنية والإسلامية للتكافل الاجتماعي (تكافل) في تنفيذ مشروع القسائم الغذائية عبر التسوق المباشر، لدعم الأسر الفقيرة والمحتاجة في قطاع غزة منذ بداية شهر رمضان المبارك.

وقال الناطق باسم لجنة "تكافل" شريف النيرب، إن اللجنة توزع عشرات ألاف القسائم الغذائية على الأسر المستورة والمحتاجة في القطاع وفق معايير الحالة الاجتماعية التي أقرتها اللجنة، وبما يعزز صمود الشعب الفلسطيني في غزة خلال الشهر المبارك، والذي يتزامن مع جائحة فايروس كورونا.

اخبار ذات صلة