علمت الجزيرة من مصادر مطلعة أن مسؤولين إماراتيين وصلوا الخرطوم أمس الأول الثلاثاء في زيارة سرية لبحث دعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر بمزيد من المقاتلين المرتزقة، في حين أعلنت قوات حفتر مساء أمس الأربعاء وقف جميع العمليات العسكرية من جانب واحد في محاور العاصمة طرابلس.
وحسب مصادر الجزيرة، حطت طائرة إماراتية تحمل الرقم A6-BND، وعليها شعار فريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، في الجزء العسكري من مطار الخرطوم الثلاثاء، وكان على متنها مسؤولون إماراتيون بارزون، على رأسهم مستشار الأمن الوطني في الإمارات طحنون بن زايد.
بحث عن المرتزقة
وكانت طائرة أخرى قادمة من مطار عدن وتحمل الرقم FXX2534 قد استبقت وصول طائرة المسؤولين الإماراتيين بنحو نصف ساعة.
ومن المعروف أن مطار الخرطوم مخصص فقط لاستقبال طائرات الشحن بعد توقف حركة الملاحة الجوية بسبب جائحة فيروس كورونا.
وأكدت المصادر أن المسؤولين الإماراتيين جاؤوا إلى الخرطوم للتباحث في آلية تقديم الدعم لحفتر، وإرسال مقاتلين سودانيين لدعم قواته، عقب تقدم قوات حكومة الوفاق في الأسابيع الماضية بعدة محاور إستراتيجية غرب ليبيا.
وغادرت طائرة المسؤولين الإماراتيين مطار الخرطوم بعد نحو خمس ساعات متجهة إلى أبو ظبي.
يشار إلى أن طائرة خاصة برقم GALX، وتحمل هي الأخرى عددا من المسؤولين الإماراتيين رفيعي المستوى، حطت في مطار الخرطوم يوم السبت الماضي، قادمة من مطار دبي، ومكثت نحو ساعتين، ثم غادرت إلى جمهورية تشاد.
تنظيم الصفوف
وتعليقا على هذا الموضوع قال رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري إن حكومة الوفاق الوطني نظمت صفوفها أكثر بعد توقيع الاتفاقية العسكرية مع تركيا منذ شهور.
وأضاف المشري في مقابلة مع الجزيرة أن قوات حكومة الوفاق أصبحت لديها القدرة على الهجوم وليس الدفاع فقط، وقال "لا نخشى أي مرتزقة يحضرهم حفتر، وسنعيدهم إلى بلدانهم في توابيت".
وأكد المشري أن "المشكلة الكبرى لدى حفتر الآن هي في الرجال، لأن هناك عزوفا في المنطقة الشرقية عن قواته، ولذلك تسعى الدول الداعمة له لتوفير مرتزقة يقاتلون معه".
واعتبر أن دولة الإمارات العربية المتحدة "أخذت أكبر من حجمها" بتدخلها في ليبيا وفي باقي دول الربيع العربي، مضيفا أن "أبو ظبي تحيك المؤامرات ضد ليبيا منذ 2013 عبر غرفة عمليات خاصة يديرها محمد دحلان (القيادي السابق في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)".
وقف القتال من جانب واحد
ومن جهة أخرى، أعلنت قوات حفتر مساء أمس وقف العمليات العسكرية من جانب واحد في جميع محاور طرابلس بمناسبة شهر رمضان المبارك.
وقال المتحدث باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، في مؤتمر صحفي، إنه "تقرر وقف جميع العمليات العسكرية من جانب واحد في محاور طرابلس، استجابة لدعوة الدول الصديقة، مع الاحتفاظ بحق الرد على أي خرق"، دون أن يضيف أية تفاصيل.
ورغم إعلانه، في 21 مارس/آذار الماضي، الموافقة على هدنة إنسانية، دعت إليها الأمم المتحدة لتركيز الجهود على مواجهة جائحة فيروس كورونا، واصل حفتر هجوما بدأه في 4 أبريل/نيسان 2019، للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق.
وبينما وقعت الحكومة الليبية في موسكو على اتفاق لوقف إطلاق النار، بدأ سريانه في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، بمبادرة تركية روسية، رفض حفتر المدعوم عسكريا من دول إقليمية وأوروبية، التوقيع وواصل القتال.
احتجاج على فرنسا
وفي السياق احتجت حكومة الوفاق على تحليق طائرتين فرنسيتين صباح أمس الأربعاء في سماء مدينة مصراتة على بعد 200 كلم شرق العاصمة طرابلس.
وأكدت وزارة الخارجية في حكومة الوفاق الوطني في بيان صحفي "انزعاجها من خرق الطيران الحربي الفرنسي الأجواء الليبية".
ونقل البيان عن المتحدث باسم الخارجية محمد القبلاوي أن "طائرة حربية فرنسية من نوع (رافال) وطائرة (تزويد وقود)" حلقتا "داخل الأجواء الليبية وتحديدا فوق سماء مدينة مصراتة ومنطقة بوقرين". وأضاف أن "وزارة الخارجية احتجت لدى نظيرتها الفرنسية، باعتبار أن هذا العمل انتهاك للسيادة الليبية".
وأشار القبلاوي إلى أن "الخارجية الفرنسية وعدت بالتواصل مع وزارة الجيوش لمعرفة خلفيات الموضوع وأسبابه، وإبلاغ الجانب الليبي بالنتائج فور وصولها".
المصدر : الجزيرة + وكالات