قائمة الموقع

WP: لا دليل على أن فيروس كورونا صنع في مختبرات ووهان

2020-05-01T23:01:00+03:00
صورة "أرشيفية"
واشنطن- الرسالة نت

نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا لفريق من المراسلين، أكدوا فيه عدم وجود أدلة على أن فيروس كورونا خرج من مختبر في ووهان بالصين.

وقالوا في التقرير، إن السلطات الصينية قامت بأبحاث مكثفة على وطواط قاتل، لكن لا توجد إشارات على أن الفيروس تسرب من المختبر.

وتقول الصحيفة إن فريقا من الباحثين الصينيين قاموا بإجراء أبحاث معمقة على الوطاويط والأمراض التي تحملها، وقاموا بصيد الذباب والفئران التي تعيش قريبا من الوطاويط، وأخذوا عينات دم من القرويين الذين يصطادون الوطاويط للأكل أو لاستخدامها في تصنيع الأدوية، وعادوا إلى مختبرهم المتقدم جدا وسط الصين بعينات من الدم.

واحتوت عيناتهم في بعض الأحيان على فيروس كورونا الذي لم يكن معروفا للعلم بعد. واستطاع مراسلو الصحيفة التوصل إلى أبحاث علماء ووهان من خلال 40 دراسة علمية أكاديمية تصف بشكل موسع، وتوثق الجهود التي حاولت البحث عن علاقة الوطاويط بالأمراض التي انتشرت في الفترة الأخيرة داخل الصين.

ونشرت المخابرات الأمريكية، الخميس، تقييمها النهائي حول انتشار الفيروس الجديد. وقالت إن فيروس كورونا نشأ من الصين.

وفي الوقت الذي استبعد التقييم نشوء الفيروس بسبب أبحاث قام بها الإنسان أو نتيجة للتلاعب بالجينات، إلا أنه تردد القول إن الفيروس لم يتسرب من مختبرات في ووهان، التي كانت في مقدمة البحث العلمي العالمي حول الفيروسات ومسببات الأوبئة ومنذ عقد.

وجاء في تقييم مكتب الأمن القومي الأمريكي أن "المجتمع الأمني سيواصل النظر والفحص الدقيق لأي معلومات تحدد منشأ الوباء، وإن كان نتيجة للتفاعل بين الإنسان والحيوان المصاب، أم تسرب بشكل عرضي من مختبر بووهان".

وفي الوقت الذي لا يستبعد فيها المحللون الاستخباراتيون والخبراء العلميون نظرية تسرب الفيروس من مختبر بحثي، إلا أنه لا أدلة تؤكد ذلك، ويقول الباحثون إن المصدر الحقيقي له جاء نتيجة للتواصل الطبيعي بين الإنسان والحيوان.

ويقول جيسون راو، المستشار السابق للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما: "على أكثر احتمال أنه فيروس نشأ طبيعيا، ويستطيع الانتقال من إنسان إلى إنسان".

ونفى الباحثون والمسؤولون في الصين وبشدة أن يكون مجمع الأبحاث في ووهان مصدر انتشار الفيروس.

وتقول مديرة المعهد الخبيرة المعروفة شي جينغلي إن المعهد لم يكن لديه عينة مثلا من فيروس سارس الذي أصاب 3 ملايين شخص حول العالم سابقا، مؤكدة أيضا أن كورونا المستجد لا علاقة لها بالمختبر.

وفي الوقت نفسه، تؤكد ظروف السلامة في مختبر الأبحاث ما يقول خبراء سلامة البحث البيولوجي المشاكل المتأصلة في البحث الذي كان الباحثون الصينيون يقومون به.

وتظهر الأبحاث العلمية التي قامت "واشنطن بوست" بمراجعتها حدوث عدد من حالات التواصل بين الإنسان والحيوان الذي يحمل فيروسات قاتلة، بما في ذلك مسببات لفيروس كورونا.

ففي الوقت الذي ارتدى فيه الباحثون القفازات والأقنعة الواقية، واتخذوا الإجراءات الوقائية الأخرى، قال باحثون أمريكيون إن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية لدفع الخطر، كما أن المخاطر ليست محصورة بالتفاعل مع الحيوانات، بل مرتبطة أيضا بالدراسات الروتينية التي تتطلب استخراج الفيروس من براز الوطواط لاستخدامه في التجارب.

وأحيانا، يقوم الباحثون بنزع مواد من الفيروسات، يمكن أن تصيب البشر خلال التجارب المخبرية، ورغم أن الصينيين سدوا العديد من الثغرات في علوم الفيروسات، وحذروا مرارا من موجات تشبه فيروس سارس، إلا أن مع كل تجربة هناك مخاطر من التواصل مع الفيروسات، حتى في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويقول لين كلوتز، الزميل البارز في أحد المنظمات غير الربحية في واشنطن: "حتى لو كان المختبر مؤمنا من الناحية الفنية، فلا يمكنك استبعاد الخطأ البشري"، وأضاف: "الأخطاء تحدث، وفي 70% يكون للإنسان دور فيها".

وتظهر السجلات حوادث متعددة في المختبرات الأمريكية، بعضها في أبحاث الميكروبات ومسببات أمراض مرتبطة بالأنثراكس وإيبولا والطاعون.

وفي الوقت الذي لا توجد فيه سجلات صينية مثل الأمريكية، إلا أن الأوراق تكشف عن قصور متعدد في التدريب وأمور الرقابة الأمنية في معهد ووهان. ويقول يوان جيمنغ، الباحث الكبير في المعهد: "عادة ما يتم إهمال كلفة الصيانة، كما أن معظم سلامة المختبرات البيولوجية لا تملك تمويلا للقيام بهذه العمليات الروتينية".

ويقول ديفيد ريلمان، أستاذ علم الميكروبات بجامعة ستانفورد، إن انتشار الوباء يدعو إلى إجراءات لمعايير شاملة ومراقبة للأبحاث التي تتعلق بالفيروسات المسببة للأمراض، وأضاف أن هناك عددا من الأمثلة عن حوادث المختبرات، بما فيها مركز السيطرة على الأمراض وأماكن أخرى، ولا يمكن تجنبها.

وفي آذار/ مارس، نشرت دراسة مهمة بمجلة "طب الطبيعة" قللت من إمكانية وقوع الحوادث، وقالت مورين ميلر، الباحثة في الأوبئة المعدية، وعملت مع شي كجزء من برنامج مولته الولايات المتحدة لأبحاث الفيروس، إن نظرية نشوء الفيروس في مختبر ما هو إلا "نظرية مؤامرة".

وزادت المخاوف من جعل العلماء الصينيين كبش فداء، عندما ضغط ترامب على المخابرات الأمريكية للبحث عن دليل يربط الفيروس في ووهان.

وفي جلسة مغلقة بين المشرعين والمسؤولين الأمنيين، تحدث هؤلاء عن محاولات صينية في البداية للتستر على خطورة الفيروس، لكنهم أكدوا أنهم لم يطلعوا على دليل على محاولة السلطات التغطية على حادث في ووهان.

وقال مسؤول أمني: "ما نعرفه أنه نشأ بشكل طبيعي، نعرف أنه جاء من ووهان، ولكن هناك تكهنات، هل جاء من السوق أم من المختبر.. لا نعرف".

وبدأ اهتمام ووهان بالوطاويط قبل 25 عاما، عندما بدأ الباحثون يركزون على منشأ حالات ضيق تنفس أصيب بها آلاف بداية القرن الحالي. وتوصل الباحثون إلى أن منشأ الفيروس جاء من وطاويط تعيش في يونان.

وتم تأكيد أن الوطواط هو مخزن لعدد من الأمراض، وعلى مدى السنوات الماضية قام الباحثون الصينيون بدراستها وأحيانا بالتعاون مع زملاء من أمريكا أو أستراليا وغيرها.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00