من الأسئلة الرمضانية المعتادة تلك التي توجه للعصافير الصغار، بعضهم يهلل فرحا مجرد أن يطرح عليه "هل أنت صائم"، وآخرون يتلبكون لعدم صيامهم رغم أنهم يردون بالإيجاب، فالتجربة ليست سهلة عليهم لكن يتبع الأهالي سلسلة من المحفزات لتعويد أبنائهم على الصوم.
الزينة والطقوس الرمضانية كافة، تجذب الصغار، وتحضير أطباق من الحلويات التي يفضلونها تشجعهم على الصوم، عدا الأجواء الروحانية وصلاة التراويح وزيارة الأرحام والهدايا التي تكون من نصيب الصائمين الصغار.
تحكي والدة الطفل "أحمد البرديني" – 9 سنوات- تجربة صغيرها مع الصوم للمرة الأولى، أنه كان في السابق يجرب الصيام متقطعا لبضع ساعات، لكن اليوم بات يصوم كاملا بتشجيع من عائلته، مبينة أنها ساعدته في التهيئة لاستقبال شهر رمضان قبل بدايته بأسابيع، عدا عن الدروس التي تلقاها في المدرسة.
تقول الأم وهي تراقب صغيرها محاولا تلاوة القران الكريم:" أخلق جوا من الحماس لديه، وأمدح ابنة عمه وأصدقاءه الذين يصومون نهار رمضان كاملا، حتى كان ذلك دافعا له للصوم"، مضيفة: تجربته صعبه لكن كلما حاول أن ينهار يتماسك فهو لا يريد أن يقارن نفسه بأخته الصغيرة كونه يعد نفسه كبيرا.
وزادت بالقول، بصوم صغيرها "أحمد" بات يشعر أنه كبيرا حيث ينتظر الآذان ويسأل كل يوم عن موعد الصلوات، عدا عن اختياره لبعض الأطباق التي يود تنازلها بعد ساعات صيامه.
أما والدة الطفلين "سارة وعيسى مقداد" – 7 و8 أعوام – ذكرت "للرسالة" أن الزينة الرمضانية التي شاهداها صغارها في الشوارع والمحلات كانت دافعا لتشجيعهم على الصوم، لاسيما بعدما اصطحبتهما لشراء الزينة وجعلتهما يساعدانها في تعليقها.
وحكت أنه مجرد أعلن رؤية هلال رمضان، بقي الصغار ينتظرون السحور، ظانين أن رجلا سيأتي اسمه رمضان، لكنها أوضحت لهما الأمر وراحا يطرحان الأسئلة حول سبب الصيام ولماذا طلب الله من المسلمين الصوم، مشيرة إلى أنها حاولت بإجاباتها المبسطة توضيح الأمر الذي أثار حماسهم أكثر بعدما علما الثواب الذي يعود على الصائم.
وأوضحت والدة الطفلين "سارة وعيسى" أنها لتشجيعهما جعلتهما يختاران أطباق السحور، وبعد اليوم الأول صلا بهما والدهما الفجر ثم ناما، ولكيلا يطلبان الطعام كانت جلبت لهما الهدايا التحفيزية على قضاء اليوم الأول صياما.
وغالبا تعود الأمهات صغارها على الصوم متقطعا، لاسيما وأنهم لايزالون لا يتحملون صيام 15 ساعة متواصلة، ووفق الشريعة الإسلامية " الصِّبيان والفَتيات إذا بلغوا سبعاً فأكثر يؤمرون بالصيام ليعتادوه، وعلى أولياء أمورهم أن يأمروهم بذلك كما يأمرونهم بالصلاة، فإذا بلغوا الحلم وجب عليهم الصوم".
وتنقل "الرسالة" بعض النصائح من موقع "طب ويب" لتحفيز الصغار على صيام صحي بأن يكون الإفطار في موعده ويشمل حبتين من التمر أو كأسا من العصير، وكذلك تناول شوربة الخضار لتعويض السوائل المفقودة، حيث لابد من تناول الخضار بجميع أشكال تحضيرها سواء مطبوخة أو طازجة كالسلطة.
ووفق ما ورد من نصائح فإن ما يميز مائدة رمضان هو تنوع الأطعمة والمقبلات من المعجنات أو المقالي، وينصح بتحديد هذه المقبلات وتقديمها مرة واحدة أو مرتين فقط في الأسبوع، كما وينصح بوجود طبق رئيسي واحد فقط، ويحتوي على نوع من مجموعة البروتينات، كاللحوم بأنواعها المختلفة، والنشويات كالأرز، والبطاطا أو المعكرونة.
أما بالنسبة للحلويات الغنية بالدهون والسكريات، فيفضل تحديد استهلاكها والتقليل من تقديمها للطفل وتفضيل الفواكه أو الأرز بالحليب، لأنه غني بالكالسيوم الضروري لنمو العظام.
وفيما يتعلق بوجبة السحور لها أهمية كبيرة، خاصة في صيام الأطفال وينصح بتأخيرها قدر الإمكان لكي تكون قريبة من موعد بدء الصوم، وتكمن أهميتها في منح الطفل الطاقة اللازمة لمساعدته على تحمل الصوم.