أكثر ما تباهى به نتنياهو خلال حملته الانتخابية الأخيرة هو قيام أخيه يوني بقتل 50 جنديا عربيا في 5 دقائق في إحدى عمليات التوغل خلف الحدود... هذا الخبر لم ولن تبثه قناة (mbc) التي تنفق مئات آلاف الدولارات لإنتاج مسلسلات تعبر عن انحطاط أخلاقي وقيمي، ولا تمت بصلة لثقافتنا العربية، وزادت خطاياها بإنتاج مسلسلات تطبيعية، بعدما فشل الساسة في تسويق الكيان الصهيوني بين الشعوب العربية.
الأمر أخطر من مجرد مسلسل وتطبيع. إنها تمجد الكيان الصهيوني وتعده صديقا، وتصور الفلسطيني عدوا. تزور التاريخ وتقلب الحقائق. إنها تبث ثقافة جديدة عنوانها كراهية الفلسطيني الصامد المقاوم، وتنفث سمومها في عقول الأجيال الجديدة عبر الدراما والقصة التي عادة ما تشد المشاهد. هي تعبير عن انهيار سياسي وإعلامي عند من يقف وراءها، وتدشين لمرحلة خطيرة قادمة.
الصورة والقصة والدراما منحنى خطير قرره المنبطحون للنفاذ إلى العقل العربي عبر توظيف فنون الإخراج وتقنيات التصوير والموسيقى والإضاءة، والتلاعب بمشاعر المشاهد لا سيما إذا كان مواطنا بسيطا منهكا بالآلام، فتتسرب الرواية والحدوتة إلى ذهنه دون تدقيق أو تمحيص في عملية متواصلة لغسيل الدماغ العربي ليقبل قاتل شقيقه الفلسطيني، فتحدث خللا في فهمه أو تشوش وعيه، خاصة مع تغييب الصورة الحقيقية للفلسطيني الضحية الذي عانى ولا يزال من الإرهاب الصهيوني!
شرذمة من الجهلة استخدمهم مارقون مفسدون يملكون المال لإخراج مسلسل يحاولون فيه تلويث عقول البسطاء، وهو نتاج طبيعي لحالة الذل العربية الخاضعة للتاجر الأمريكي "ترامب" والفاسد نتنياهو، ليعبر عن ضعفهم وبحثهم عن السلطة والمال حتى لو على حساب ثوابت الأمة ومقدساتها وتشريد الشعب الفلسطيني وتشويه كفاحه، وانحيازهم إلى القاتل والمجرم بصورة وقحة.
لم يسجل لهذه القناة يوما إنتاجها مسلسلا يجسد معاناة الشعب الفلسطيني، أو فيلما يمجد مقاومة الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، أو برنامجا يكشف الإرهاب الصهيوني، فهي منبتة عن قضايا الأمة وبوصلتها فلسطين وعنوانها القدس، ولا تلقى فلسطين وشعبها اهتماما في برامجها ومجالها الإعلامي، وإن وجدت فهي للإساءة والتشويه.
المسلسلات تكمل دور مقالات صحفية تطبيعية وتطاول مغردين وأشباه مثقفين، ولا تنفصل عن المشهد السياسي المؤلم، وتأتي في سياق تقديم الصهيوني صديقا مسالما، وشيطنة الفلسطيني ليسهل سلبه أرضه، وفي إطار تطبيق صفقة القرن، دون أن يحدث أي رد فعل من الشعوب العربية إذا ما هدم المسجد الأقصى وأقيم هيكل يهود المزعوم ، أو طرد الفلسطيني مجددا من وطنه في نكبة جديدة.
هؤلاء المرتزقة من الفنانين نشاز ، لا يعرفون التاريخ ولا الجغرافيا ، ولا يفرقون بين العدو والشقيق ، مهزومون داخليا يعانون من انفصام الشخصية ، ويقينا لا يعبرون عن شعوبهم الأصيلة، التي تدرك خطورة الصهاينة على الأرض والإنسان ، وشعبنا الفلسطيني بتضحياته يمنع سرطان الصهيونية من الوصول إلى الوطن العربي.
لا يزال رفات الشهداء العرب الذين قاتلوا لأجل فلسطين من المصريين والأردنيين والعراقيين والسعوديين واللبنانيين وغيرهم، الذي يحتضنه تراب الأرض المباركة شاهدا لا تستطيع وسيلة إعلامية مهما بلغت قوتها شطبه، وهل يستطيع أحد إلغاء التاريخ؟ لكن يبدو أن مقولة القائد صلاح خلف أبو إياد: "أخشى أن تصبح الخيانة وجهة نظر" قد تحققت!
أخطر من التطبيع !!
الرسالة نت-بقلم/ عماد الإفرنجي