نشر موقع "إنسايد أوفر" في نسخته الإيطالية تقريرا سلّط من خلاله الضوء على أسرار اختفاء زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وظهوره المفاجئ.
وقال الموقع في تقريره، إنه نتيجة غياب الرئيس الكوري الشمالي بشكل مفاجئ عن المشهد العام ووسائل الإعلام الحكومية، ظهرت العديد من التكهنات حول وضعه الصحي. ولا تزال أسباب اختفائه غامضة على الرغم من ظهوره يوم عيد العمال خلال تدشين مصنع للأسمدة في سون تشون.
ذكر الموقع أن سون تشون يقطنها حوالي 300 ألف نسمة، وتقع على بعد حوالي خمسين كيلومترًا شمال العاصمة بيونغ يانغ.
وقد تصدرت هذه المدينة عناوين الأخبار الغربية للمرة الأولى في كانون الثاني/ يناير الماضي فقط، تحديدا يوم عيد الظهور الإلهي، حين زار كيم جونغ أون موقع بناء مصنع للأسمدة الفوسفاتية بسون تشون، وهو مشروع يندرج في إطار تطوير الصناعة الكيميائية الكورية الشمالية لمواجهة "الضغط الاقتصادي للقوى المعادية".
وأورد الموقع أنه في أول زيارة مراقبة لأشغال بناء أول مجمع صناعي، أعلن الزعيم الكوري أن هذا "المشروع المهم" مصمم "لزيادة الإنتاج الفلاحي" ببلاده.
في ذلك الوقت، لم يكن بوسع أحد أن يتخيل أن كيم، بعد بضعة أشهر، سيختفي عن الأنظار لمدة ثلاثة أسابيع، من 11 نيسان/ أبريل إلى 1 أيار/ مايو، ولم يكن أحد يعرف أي شيء عنه، خاصة وسائل الإعلام الحكومية التي لطالما مثلت أخباره وصوره شغلها الشاغل.
هكذا بدأت التكهنات حول صحته، حيث تم تداول إشاعات حول وفاته، وأخرى ترجّح أن وضعه الصحي حرج، بينما ادعت أخرى أنه في فترة نقاهة أو ربما هرب خوفًا من الإصابة بالكورونا، في حين تناقلت بعض المصادر أنه لا يزال على قيد الحياة، لكن تبددت كل الشكوك عن حالته الصحية يوم 1 أيار/ مايو.
الإعلان ومصنع الأسمدة
في وقت متأخر من الليل، بثت الإذاعة المركزية الكورية على الساعة السادسة صباحًا بالتوقيت المحلي الأخبار الأكثر انتظارًا من العالم الغربي، وهو ظهور كيم جونغ أون وهو بصحة جيدة خلال افتتاح مصنع للأسمدة بسون تشون.
لكن هذا الخبر أثار العديد من التساؤلات، نظرا لأن هذا النوع من المنشآت يمكن أن تستخدمه بيونغ يانغ لإنتاج المواد الانشطارية للقنابل النووية.
لكن الخبر الذي يكتسي أهمية كبرى حاليا هو خبر عودة كيم "المزعومة"، ذلك أنه لم تعلن عنه سوى وسائل الإعلام الكورية الشمالية، بينما لا توجد مصادر مستقلة أخرى قادرة على التحقق من صحة هذه الأخبار.
ليست هذه المرة الأولى التي يختفي فيها الزعيم الكوري الشمالي لمدة 20 يوما أو أكثر، فقد سبق أن فعل ذلك لمدة ستة أسابيع سنة 2014.
ومع ذلك، يعد غيابه عن الاحتفالات الوطنية لولادة جده المؤسس كيم إيل سونغ في 15 نيسان/ أبريل، أمرا غير مسبوق.
وذكر الموقع أن المقال الذي نشرته شبكة "سي إن إن" حول خضوع الرئيس الكوري الشمالي لعملية جراحية في القلب، ساعد في إطلاق التكهنات حول الوضع الصحي للرئيس وخلفائه المحتملين. كما تحدثت وكالة "رويترز" عن إرسال الصين فريقا طبيا إلى كوريا الشمالية.
إشارات وعلامات
من الناحية النظرية، إن زيارة كيم جونغ أون لسون تشون تعتبر دليلا على عودته إلى المشهد، لتنفي بذلك الشائعات التي تم تداولها طيلة الأسابيع القليلة الماضية.
وإلى جانب التقارير الواردة من وكالة الأنباء الكورية الشمالية، هناك أيضًا صور ومقاطع فيديو يظهر فيها الرئيس مبتسمًا خلال زيارته لمصنع الأسمدة وهو يقص الشريط الأحمر للافتتاح الرسمي.
خلال هذا الحدث كان كيم جونغ أون محاطا بالعديد من المساعدين، ويبدو أن أحدهم يحمل عصا بيضاء رفيعة في يديه. وفي صورة خلف كيم، يمكن رؤية سيارة "كادي" صغيرة تستخدم لنقل الأشخاص، لا نعرف ما إذا كان وجود السيارة مرتبطًا بمسألة الراحة، أو لمساعدته على التنقل بسرعة من موقع إلى آخر، أو لأسباب صحية. وتجدر الإشارة إلى أنه حتى بمناسبة ظهوره الأول بعد التدخل الجراحي في تشرين الأول/ أكتوبر 2014، التقطت له صور مع نفس نوع السيارة.
شكوك أخرى
أورد الموقع أن كيم لم يكن لوحده في سون تشون، فقد كانت إلى جانبه أخته كيم يو جونغ، ورئيس الوزراء كيم جاي ريونغ، ورئيس الوزراء السابق باك بونغ جو بالإضافة إلى مسؤولين آخرين. يبدو أن الزعيم الكوري قد ازداد وزنا، وفي مقاطع الفيديو التي بثها التلفزيون الرسمي كان يتحرك بشكل مستقل دون مساعدة، كما ظهر في مقطع آخر وهو يدخن سيجارة.
وأشار الموقع إلى أن ظهور الزعيم الكوري علنا في الأماكن العامة لا يعني أنه لم يكن يشتكي من مشاكل صحية.
وليس من قبيل المصادفة أن تكون الشائعات الأولى حول خضوعه لعملية جراحية، بينما وصفت مصادر أخرى حالته الصحية بأنها "حرجة".
لكن لا تزال هناك بعض الشكوك في الصور التي يظهر فيها الآلاف من الأشخاص المشاركين في الحدث، بالإضافة إلى الشخصيات السياسية البارزة. كما أنه في الـ 12 ساعة التي سبقت حفل الافتتاح، لم تذكر وسائل الإعلام الرسمية حضوره كما يحدث عادةً في مثل هذه الفعاليات.