يصادف –الثالث من مايو- لكل عام، اليوم العالمي لحرية الصحافة، في ظل تزايد مستمر للانتهاكات بحق الصحفيين في مختلف أنحاء العالم.
ويهدف هذا اليوم لتعريف الجماهير بانتهاكات حق الحرية في التعبير، وتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الشجعان الذين آثروا الاستشهاد أو الموت أو السجن في سبيل تزويدهم بالأخبار اليومية، وإظهار الحقيقة بأي شكل كان.
ويعد الصحفي الفلسطيني أكثر الصحفيين تعرضا للانتهاكات في العالم، خاصة من الاحتلال (الإسرائيلي) في مختلف مدن الضفة المحتلة.
ويأتي هذا اليوم، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1993م، فيما فرسان الكلمة والصورة في فلسطين، الذين يجسّدون تمام الحق في مواجهة الباطل، يواجهون المزيد من الصعاب والتحديات، بسبب انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحقهم في محاولة فاشلة منه؛ لثنيهم عن مواصلة أداء رسالتهم الإنسانية والوطنية، عبر استمرار الاعتقالات والملاحقات والاعتداءات والحرمان من التنقل والتغطية وإغلاق المكاتب والمؤسسات الصحفية، وغير ذلك من صنوف الانتهاكات التي بلغت منذ بداية العام الجاري (2020) ما يزيد عن 160 انتهاكاً.
ويأتي هذا اليوم، ليذكر العالم بمدى الجريمة المنظمة التي يتعرض لها صحفيو فلسطين من كيان الاحتلال، الذي لا زال يواصل اعتقال (19) صحفياً بينهم صحفيتان، (6) منهم يقضون أحكاما فعلية، و(5) آخرين معتقلون إداريا دون تهمة مع تجديد فترة اعتقالهم الإداري عدة مرات، فيما يوقف (8) آخرين دون محاكمة.
وكذلك لا زال قتلة الصحفيين الشهيدين ياسر مرتجى، وأحمد أبو حسين، اللذين ارتقيا خلال على حدود غزة قبل نحو عامين، طلقاء، يمارسون ساديتهم والإيغال في دماء الفلسطينيين دونما حسيب أو رقيب، بفعل التواطؤ الدولي المفضوح مع كيان الاحتلال.
كما يأتي هذا اليوم في الوقت الذي لا زال الصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة محرومين من الحصول على معدات السلامة والأمن اللازمة لتغطية الأحداث المختلفة ومن بينها جائحة كورونا، في مخالفة واضحة لما ضمنته المواثيق الدولية من حقوق للصحفيين بالحماية والوقاية والتحصين في تغطية الأزمات والنزاعات، ما يشكل خطراً على حياتهم، سيما أن عشرات الصحفيين توفوا وأصيبوا بفايروس كورونا خلال تغطيتهم في أنحاء متفرقة في العالم.
بدوره طالب التجمع الإعلامي الفلسطيني، بإطلاق سراح الأسرى الصحفيين ويدعو المؤسسات الإعلامية لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال بحق شعبنا.
وتوجه التجمع في بيان صحفي له، بالتحية لكل الصحفيين الفلسطينيين الذي يعملون ويواصلون أداء رسالتهم رغم كل الصعوبات التي يوجهونها، وندعوهم إلى مواصلة هذا الدور الوطني والأخلاقي والإنساني المسؤول، في نقل هموم شعبنا، وتسليط الضوء على ما يتعرض له شعبنا من جرائم وانتهاكات (إسرائيلية).
ودعا التجمع الزملاء الصحفيين والمؤسسات الصحفية العاملة في الأراضي الفلسطينية إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بالتغطيات الصحفية المتعلقة بالحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، وإبراز حجم المظلومية التي يتعرض لها شعبنا على يد الاحتلال؛ لتحشيد الرأي العام الدولي خلف قضيتنا العادلة.
كما طالب المؤسسات المعنية بضرورة التدخل من أجل إطلاق سراح الأسرى الصحفيين الفلسطينيين، الذين يعيشون ظروفا اعتقاليه مأساوية لا سيما في ظل جائحة "كورونا" حيث يفتقر الأسرى إلى أدنى مقومات الوقاية والسلامة في مواجهة الفايروس القاتل بسبب إجراءات إدارات السجون الإسرائيلية العنصرية بحقهم والمتمثلة بسحب أدوات التعقيم والنظافة الشخصية من أقسامهم.
ودعا التجمع الإعلامي المؤسسات الدولية التي تعنى بالعمل الصحفي، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين، بسرعة العمل على وقف انتهاكات وجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين، اعتقالاً، وملاحقةً، واعتداءً، ومنعاً من التغطية، وغير ذلك من أشكال الانتهاكات التي لا تعد ولا تحصى، وهنا نؤكد أن تلك الانتهاكات ما كان لها أن تتواصل لولا التواطؤ الدولي مع الاحتلال وقادته المجرمين.
وعبّر عن بالغ الأسف لاستمرار الانتهاكات والاعتداءات الداخلية على الصحفيين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ونطالب الجهات الرسمية بالتوقف فوراً عن كل ما من شأنه تقييد الحريات العامة، وتكميم الأفواه.
وشدد على ضرورة عدم التعرض من قبل مؤسساتنا الصحفية المختلفة، للمستقبل الوظيفي للعاملين فيها أو المساس بأجورهم ورواتبهم، بذريعة الأزمات المالية التي تعاني منها جراء جائحة "كورونا"، ونؤكد أن المسؤولية الأخلاقية والوطنية تحتم على تلك المؤسسات في هذه الأزمة، تقديم الواجب على الإمكان تقديرا لجهود الزملاء الصحفيين الذين يشكلون كتيبة متقدمة في الدفاع عن شعبنا.
ودعا الزملاء الاعلاميين والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إلى التحلي بالمهنية في التعامل مع الأخبار والأحداث اليومية في ظل جائحة كورونا، وضرورة التعامل بموضوعية ومسئولية مع كل ما يتم تناقله من أخبار تخص تداعيات الوباء، ونثمن دورهم في الحفاظ على السلم المجتمعي، ونشيد بأدائهم وبأداء المؤسسات الإعلامية الفلسطينية التي تتحلى بالشفافية والموضوعية.