في ظرف استثنائي وضعت السيدة "ب. ق" 22 عاما من مدينة الخليل، والمصابة بفيروس كورونا، طفلها الأول (تيّم) في مجمع فلسطين الطبي، لتسجل أول حالة ولادة في فلسطين لأم مصابة بالفيروس.
رئيس قسم التوليد بالمجمع الطبي، الدكتور عماد عابد، والذي أشرف على حالتها قال: "السيدة وضعت مولودها دون الحاجة إلى التدخل الجراحي، حيث كانت الولادة طبيعية، فيما أن صحة الأم والطفل بخير ومطمئنة".
أصيبت السيدة "ب. ق"، والتي تعمل ممرضة، بالفيروس بعد انتقلت العدوى إليها من قبل زوجها الممرض الذي يعمل في مستشفى المطلع بمدينة القدس، وحولت إلى أحد مراكز العزل في مدينة الخليل، وبسبب كونها في شهرها التاسع من الحمل، حولت إلى فندق "جراند بارك" في الثاني والعشرين من الشهر الماضي.
وأضاف الدكتور عابد: "عند إعلان حالة الطوارئ قررت وزارة الصحة توليد كافة الحوامل المصابات بفيروس كورونا من مدن الضفة الغربية في مجمع فلسطين الطبي، ولذلك تحول الحوامل اللواتي في شهرهن التاسع إلى فندق الجراند بارك، وعند ظهور أعراض الولادة تنقل الحامل إلى القسم المخصص في المجمع الطبي".
اتخذ الدكتور عابد قراراً بتوليد السيدة بصورة طبيعة لأنها لم تكن تعاني من أية أعراض، حيث حولت من الفندق إلى مجمع فلسطين الطبي عند الساعة الرابعة عصراً من يوم أمس الأربعاء، وتم إعطاؤها طلقاً اصطناعياً لمساعدتها على الولادة، وفي العاشرة مساءً وضعت مولودها.
ترقد الأم الآن مع طفلها تيّم في قسم مكون من غرفتين تم إعداده مسبقاً بُعيد إعلان حالة الطوارئ، حيث خصصت وزارة الصحة غرفة للولادة للحوامل المصابات بفيروس كورونا، وأخرى إلى ما بعد الولادة، إضافة إلى غرفة عمليات جراحية وقيصرية، فيما أن هذه الغرف معزولة تماماً عن باقي قسم الولادة.
وتابع الدكتور عابد: "هذه الولادة الأولى للسيدة ولذلك تم تدريبها من قبل طاقم مختص على كيفية تحقيق الرضاعة الطبيعية، إضافة إلى ضرورة أن ترتدي اللباس الواقي والكمامات والكفوف خلال تعاملها مع طفلها الذي لم نفصله عنها بل بقي معها في ذات الغرفة".
وحول إمكانية انتقال العدوى من الأم إلى طفلها من خلال الرضاعة، لفت إلى أن كافة الدراسات الطبية تؤكد بأن حليب الرضاعة لا يحتوي على فيروس كورونا في حالة إن كانت الأم مصابة بالفيروس، وبالتالي لا يعتبر الحليب ناقلاً للعدوى.
وأردف الدكتور عابد: "منظمة الصحة العالمية توصي الأمهات المصابات بالفيروس برضاعة أطفالهن خلال الساعة الأولى من الولادة، واتباع إجراءات الوقاية والسلامة، ولذلك فإن وزارة الصحة تتبع البرتوكول منظمة الصحة العالمية، وتعمل بناءً عليه، رغم أن الصحة الأميركية توصي بفصل الرضيع عن والدته المصابة".
وخلال الأسبوعين المقبلين، من المتوقع أن تضع سيدة أخرى من مدينة نابلس، مصابة بفيروس كورونا طفلاً، حيث توجد في هذه الأثناء بالحجر الصحي في فندق "جراند بارك" وتتمتع بصحة جيدة.